رسائل الأدباء : رسالة من فريدريك نيتشه إلى فالتر كوفمان

الاربعاء 18 تموز 1888

صديقي الدكتور

اياك ان تنزعج مني ولكن بموجب ضرورة ينبغي لي ان اقاوم رسالتك لانهم منعوني عن سماع مثل هذه الكلمات – خصوصي وذاتي وذلك لان تأثيرها في اجرؤ على القول سيبدو طيبا للغاية، فللحظة ضع نفسك في موضع من بحوزته كتابي زرادشت وهو جاثم على روحه واذ تدرك اي جهد بذلته لاكسب نوعا من التوازن فانك ستدرك ايضا الحذر الاخص الذي اقوم به لافهم اليوم جميع العلاقات الانسانية التي لا ارغب قط ان اعرف اشياء كثيرة عنها ولا ارغب ان اسمع اشياء كثيرة بعد اليوم، ولعلي بموجب هذا الامر سابقى على قيد الحياة، فلقد وهبت الرجال اشد الكتب عمقا مما لديهم، وهبتهم زرادشت وهو كتاب يمنح تميزا بحيث ان من يقول ( اني فهمت ستة اسطر منه) فانه يصبح منتميا الى نظام اسمى للبشر ولكن كيف يمكن لشخص ما ان يكفر عن هذا ؟
ويدفع الثمن له، انه يكاد يفسد اخلاق المرء، كما ترى فقد غدت الهوة على درجة كبيرة من الاتساع ومنذ ذلك الحين فاني والحق لا اصنع شيئا سوى المزاح لاظل سيدا على توترات لا تطاق ومشاعر عرضة للانجراح، وهذا امر خاص بيني وبينك اما ما تبقى فهو الصمت...
صديقك نيتشه



- فالتر كوفمان – استاذ الفلسفة في جامعة برنستن، وهو مفكر الماني ولد في العام 1921 له مؤلفات فكرية كان لها صدى كبير في اوروبا منها – الوجودية من دستويفسكي الى سارتر ونقد الدين والفلسفة ومن شكسبير الى الوجودية
- الموضوع مترجم عن مجلة انكاونتر البريطانية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى