مريم بن بخثة

تعتبر المبدعة مريم بن بخثة التي نحتفي اليوم بمنجزها السردي من بين القاصات الأكثر حضورا في فضاء الإبداع المغربي، بتنوع وتعدد اهتماماتها في كل الميادين من شعر وقصة ورواية. وجدير بالذكر أنها أصدرت سابقاً رواية وديوانا شعريا، وتعد للطبع إضمامة للقصة القصيرة جدا وديوانا زجليا. والكتابة في جنس القصة...
لك وحدك يغني الليل ينقش على صدر الحلم أفراحا يحمل بين أهدابه أقفاصا من زغاريد العرس و حناء على بياض الكف يرسم بين تلال الروح ملامح لوطن جديد يرسم على وجه الفرح معالم لنورس العشق لعش يدق أوتاده على باب القلب من يفرش لأحلامي طريقا بلوري الترحال يتحرك حرفي الآن على وقع القصيد على بيان النشيد...
المشهد الأول والتفت الساق بالساق ، تشابكت العيون يلتهمها وهج الشهوة ، و الأنفاس تتسارع في الاتجاهين ، تحركت يده نحو يدها المرتعشة ، جذبها نحوه بعنف شبقي ترددت ، حاولت أن تسحب يدها من يده لكن قوة تمسكه بها لم تمنحها فرصة لذلك فاستكانت،أرادت أن تعدل من هيئتها المبعثرة، لكنها استسلمت أخيرا تحت...
ككل ليلة كانت الغرفة باردة ، ككل ليلة كان جاهدا يتظاهر أنه لا يترقب قدومها ، يستطلع الباب و ملامح وجهها هل من إشراقة للقاء حميمي بينهما ، يتابعها بنظراته العطشى و يحاول عبثا أن يخفي حنقه الليلي على جسد لا ينتظر منه الكثير سوى إخماد حريق شبقي يتمكن منه كل ليلة ، و حين تندس في الفراش دون أن تتمنى...
لم يكن يعد صويحباته، تمضي الواحدة إلى حال سبيلها لتجده مفتونا بغيرها، يسعى إليها حثيثا، يقدم مشاعره الملتهبة على طبق وردي، مغمس بأحلام قزحية، يغرد لنورس الحب والفرح الشبقي، كلما ضاجع إحداهن عادت به تلك الذاكرة الماكرة حيث كان صبيا مازال يرضع ثدي الأحلام البريئة، وتلك الجارة الشابة الناضجة،...
تجلس على حافة السرير بروب وردي شفاف تضع أمامها صينية فرح فيها صحن فاكهة متنوعة ، كوبان من عصير الحب شموع تضيء المكان و موسيقى هامسة تعزف لليل الحالم المقبل عليها. ترفع الكوب تقدمه له و تحمل الكوب الثاني تقدمه لنفسها،السرير الوثير يفتح ألف شهية و شهية ، يحكي طويلا عن جنونه في ليال مقمرة،...
* إهداء إلى صديقي الأديب المهدي نقوس مدخل : أراك تحمل شارة الحلم بين يديك وليدا يحبو يرنو نحو الشمس يغسلك بماء الروح تتوضأ على أفراح حبلى و نصر قريب ... تجاوزت الأيام حتفها و أسقطت حكما عاشته حوريات القصر، وحدها شهرزاد سقت الروح وأينعت تحت ظلال السيف روح الحكايات والأمنيات، الليل يعدو مسرعا...
إلى شهداء الكرامة بمدينة جرادة كغجرية لعوب تستميل كل يوم الى وكرها شباب المدينة، الحال مُعسر وإغراءاتها كثيرة، وأهمها الستر. مع بياض النهار الخامل يتسللون مسلحين بأحلامهم الكسيرة المتضاربة المترقبة لحدوث شيء مميز، فقد يكون اليوم محملا بزوادة فرح وخير عميم. ملثمين بشالاتهم الباهتة وقفازات الأيدي...
سأمضي ما تبقى من الطريق وحيدة أمضي وقد علقت كل الأحلام المؤجلة على مشجب الخيبة سأمضي محملة بكل الجراح أصنع لي مرفأْ أغزل فيه خيوط ما تبقى من الأيام وحدها الحسرة تأكل باقي الطريق تعد بأوراق الضجر أوقات الانتظار الانتصار القادم إلي على لوح الحرف أفتش بين جنبات الأحزان عن بقايا فرح قديم أهدهد ما...
مازلت أذكر أني كنت أمشي، حافية الحروف، يضيق صدري، تنتفخ أوردتي والمعنى في زقاق الليل يغيب. ملثمة هي جروحي تتبرج كل غسق تشعل شموع الانتظار، الانتصار، تتعالى بصمتها ترسم امرأة تطرز أحلامها البكر على منديل الفرح، تعد بأصابعها أرقاما، تغيب في بياض الحرير، تطل ابتسامة خجولة تبوح بكل ما لم تقله...
بدأت وطأة زحمة الشارع الكبير المعتادة كل مساء تخف، عندما أرخى الليل سدوله. بين الممرات كان الراجلون يعدون خطوهم مُوَلٍّين نحو ملاذهم الليلي، لكن عند منتصف الشارع عند الزاوية اليمنى كانت الحياة تدب فيه من جديد بعد سكون النهار قلة من المارين كانت تقترب منه ، أما الذين يسلكونه فقد كانت لهم حاجة ،...
على إيقاع موسيقى الفالس كانت تحرك جسدها الممشوق، ترفع تارة يديها لتعانق شريكها في الرقص ، تمد عنقها الجميل بحركة دائرية تسقطها على ذراعه ، تطوف حوله ، ثم ترفع رجلها الرشيقة كريشة نحو الأعلى تنفصل عنه تترك يدها حبيسة يده ، تعيد دورتها بفنية عالية و هي تصاحب إيقاع موسيقاها الحالمة ، تنحني ،...
بيدين متشابكتين كان علي و فاطمة يسابقان الريح بين المروج الخضراء تارة و تارة أخرى فوق التلال المترامية تسبقهما ضحكاتهما المتوهجة , و في أحايين كثيرة يهرولان وراء قطيع الماشية لا يملان من الركض و الضحك ، و حين تختفي الشمس معلنة رحيلها يكون تعب اليوم قد سلب كل طاقتهما فيلوذان إلى حجر الجدة...
أه يا قلب هل تفتح أشرعتك لكل الطرقات الآتية من جبال الوهم هل مازال الحلم يغازلك كلما لاحت نسائم المروج تنسج خطاها على دربك هل مازال الرجاء يستجدي محبتك كلما غازلت الريح السماء كم أثقلتني احجيات الحب الآتية من زمن بعيد أما آن لي الرحيل في صمت القديسين و جسدي مومياء مصلوبة على ناصية الطريق هذي أنا...
أمر على الديار باحثة عن ظل امرأة تسكن التاريخ عن نورس رافق حلمي الأخير عن فتات الروح صار كالعبير أمر على الديار لعلي هناك أطرح عني سهاد الزمن و حرقة الوهن و أصنع من كفني لك زادا يا وطني أمر على الديار يحملني موج بور سعيد الرابض هناك فوق الصخرة الأخرى تختفي كل خرائط الكون لتصهر الأشرعة و نوارس...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى