حسن إمامي

صافحت كلامه. تعلقت باندهاش عطش بمعسول صوره. ابنة الربيع. تنتمي لألوانه و زهوره، و لتبرعم وروده. وهبها هذا الفصل صدرية خضراء، ضفرتها وردة لفؤادها. داعبتها كأذني أرنب يشاكس أحلامها. تختزن سيرتها صفحات الصباحات الجميلة، والخرجات الفريدة. تلتقط الفتاة أبهى الباقات و تهبها مرصِّعة بها بتلات ربيعها...
في عز هذا الليل البهيم، انفلتت من هذه الضوضاء و هذا الضوء المزيف الذي رصع حفل الجميع.. شعرت بتخلصها من درن نفسي كانت ترتديه فستان سهرة بوصفها امرأة خاطوا لها معايير الجمال والقد والقوام. الشارع فسيح وخالٍ. ربما عيون ذئاب جائعة تتربص القمامات والطرائد الشاردة. لكنها السماء التي اغتسلت بنجوم من...
اتركوا لي هذا الجرح مسكنا أن أنعم بآلام غياب وأعيش بهواء الذاكرة لن أبدل شمس الحقيقة كما لن أكون خائن الشاعرة اتركوا لي صوت الأرواح المعذبة هذه قيامتنا التي نريد ظلما تربع على تويجات الشوك هذه رقصتنا الخالدة دبكة وتر فلامينكو ساكسوفون يغني للموت نشيده كما هي كل مقابر الشهداء صاغية كلها عارفة...
لم يعد لليل ما يشتهيه البحر ابتلع الاطلنتيس والعقل سافر بعيدا خارج مدار الحكاية حكايات جدتي إرثي الخاص كلما هجمت علي وحدة الفصول الفريدة كلما مر السراب بتحيته الساخرة كلما راوغتني خطابات الاستهلال الماكرة كنت أخاف من الظلام ان يبتلع حلمي وصوت جدتي سفينة للنجاة كنت أؤمن بأن الخلاص آت وأن هذا الشر...
زمن السرد، نفسية وتفاعل للذات والذهن مع الواقع، ومع الحدث! 27 نونبر 2008 وصلت فاطمة إلى جانب السكة الحديدية، بعد أن نزلت أسفل القنطرة. عيناها جاحظتان مجهشتان، لكن، لا دموع منهمرة، فقط احمرار في عروقهما وجوانبهما. الطفلة الصغيرة ذات الثلاث سنوات كافحت بخطوها كي تنزل المنحدر مع أمها ماسكة بيدها...
صرير الباب الحديدي اخترق هدوء الممر الضيق للزقاق. الخطوةُ الأولى لولوج هذا العالم الخارجي في هذا الصباح. تحتاج فيروز لقفز بضعف الخطو فوق مجرى المياه العادمة الذي يدب سيلانا خيطا حلزونيا منعرجا. قاومت بملء كفها الذي خللته بعطر القارورة داخل المنزل. استطاعت أن تعيد التنفس الطبيعي لهواءٍ سليمٍ...
(4/4 طرح واحد من أربعة زائد واحد يساوي أربعة) *ربما ستقلق الأستاذة فاطمة المرنيسي من هذا العنوان، او سأسمع احتجاج الأستاذة نوال السعداوي من ارض الشمس، او وقفة المناضلة خديجة الرياضي من داخل صفوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لكن المباراة بدأت منذ عقود وما تزال حامية.* فريدة فتاة من مدينة...
قد نلاحظ الخلل في التعامل مع اجتياح هذا الوباء المبهم. قد نلاحظ أشكال الرفض والتمنع من قبول وجوده ووقوعه وخطره. وقد نشاهد من لا يصدق وكأنه يرتمي في لهيب غير مرئي. كل هذه امثلة لأشكال خلل في التفكير وخلل في السلوك الثقافي. وحينما نتحدث عن السلوك الثقافي نجد خيوطا رابطة بين المرجعيات المؤثرة وبين...
ربما سنحتاج لاستحضار تجربة الاعتقال المادي والملموس داخل زنزانة ما، وبين جدران وأبواب موصدة، وخلال مدة زمنية مفروضة. ربما سنسأل صاحب التجربة عن تجربته في الحصار وفي السجن وقضاء مدة وجزء من حياته محروما من الحرية، من الحياة العامة التي فيها تواصل وتبادل المشاعر وتقاسم لحظات العيش وحرية الانطلاق...
كانت فكرة أن تكتب بواسطة خيط رابط يجمعك مع جوهر الموضوع. كان (حبل الخلود) هو هذا السر الذي سينتقل وسيبحث له عن تواجد مستمر يريد به الخلود والبقاء والاستمرارية، على الأقل في الآتي المرتقب. حينما ترتبط فكرة الكتابة بهذا السر الإكسيري في تحقيق الخلود فإنها تبحث لها عن خيوط من بخار أو دخان أو أشعة...
لن تكون جديدة هذه الحكاية. كم من شريط سينمائي ترجم هذه العلاقة بين الكاتب وشخصياته. أستحضر بشكل جمالي ودرامي ذلك التفاعل والاختراق الذي يتم بين عالمين، الأول واقعي والثاني خيالي افتراضي. حتى إننا لن نعود في حديث عن أيهما الحقيقي. بالنسبة للمتلقي، والذي قد يكون قارئا أو مشاهدا أو مستمعا، فالعملية...
بيد مرتعشة، في عتمة الليل المنسية، حيث لا تمر مشاعر البشر، ولا يوقظها ضميرها في عز النوم، استل الحقنة، باحثا عن عرق ما زال ينبض بإشارة حياة. بإبهامه وسبابته والوسطى، أخذ يجس نبض هذا الجسد، أين يا ترى يمكنه غرس هذه الشوكة اللعينة التي تبعث الرحمة بعد ألم، والحياة بعد إطلالة على شرفات البياض، هذا...
باريس عتبة العري و(وافق شنّ طبقة) في الحكاية، وفي باريس لعل سخرية العبارة تقودنا إلى تصور عري مادي لجسد إنساني ما دام هو المخاطب باللغة ودلالاتها. وقد تقودنا إلى استحضار لاشعوري لعري الجسد الذي سيعني كل اشتهاء حسي أو غرائزي. فما دام العري فضح وخلع وتجرد ونزع ومكشوف، فإنه سيتخذ أفعالا متنوعة...
كلما احتجت إلى جواب عن جوانب أجهلها، التجأت إلى والدي. صعدت الدرج. كان الصعود منذ الصغر أملا كبيرا يقترب من التحقق كلما أوشكت من الوصول إلى الغرفة أو الصالة الصغيرة كما نسميها. مدخل بباب ونافذة على اليمين. خامية بحسب الفصول السنوية سميكة أو شفافة مزينة بورود. على الشمال من باب الغرفة مكتبة تجمع...
لعل ما أثار انتباهي في تناول المحور الأول لمجلة الثقافة المغربية هو الكلام عن مفاهيم الثقافة والحداثة والتحديث. لكن كثرة التداول والتداخل، وكثرة التوظيف المتعدد بحسب السياقات والتصورات والمنطلقات، كل هذا جعلني أحتار في أي ثقافة ستكون موضوع الاشتغال؟ وأي حداثة سنتحدث عنها ونشتغل عليها؟ وأي تحديث...

هذا الملف

نصوص
69
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى