كان عَلَيْه أن يُقيم في صُنْدوق رَسائِلِه مع صَفير مِنَفاخ '' عَضَلات دواليب'' دراجته .
وكان عليه أن يَتَخَلَّى عن قُبَّعتِه ذات الثُّقوب الَّتي تُفْضي إلى جُمْجُمته
وأن يُقوِّم ساقيه المُقَوَّسَتيْن اللتَيْن تُثِيرانِ إمْتِعاض الْمَرايا
وكان لِزاماً عليه أن لا يَكِيل الشَّتائِم البَذيئة...
في كابوس ، كنت أحسب نفسي في مأمن من المطاردات ، بينما الكل يجري خلفي ، بدءاً من عنصر القوات المساعدة ـ الذي لُقِّبَ في زَمَنٍ مَا بِــ " شَبَكُــونِي" ـ إلى الطفل الذي لا أعلم كيف أُقْحِمَ في المطاردة والذي كان يدل " الشبكوني" على مكمني كلما إختبأت ، إلى الكلاب التي يلاحقني نباحها البعيد...
في ذلك الزمن البعيد ، الموغل في القدم ، إصطحب درويش إبنه معه خارج المدينة .
كان الأب يلبس جلباباً عتيقا لكنه نظيف وتفوح من نسيجه رائحة الخزامى، و يرتدي قميصاً تقليديا برزت ياقته البيضاء من عنق الجلباب ، أما الإبن فكان يلبس جلباباً على اللحم يصل حتى منتصفي ساقيه النحيلتين كساقي لقلاق لم ير النعمة...
إني أرى أرمدة في الأفق ، تحترق .
وأشباحا تتثائب في الخرائب .
لدى ، سأقرع نواقيس الكنائس ،
وأشعل في البيوت الواطئة ، الفوانيس .
فالملائكة ستتأخر هذا المساء ،
ربما ، خوفا من نزلة برد حادة.
فأمي تطيل صلاتها في المساجد ،
حتى تسيل الدموع من عينيها حجر.
وأنت يا إله يسوع ، الدامي العينين .
ساعدني ، كي...