عبدالسلام بنعبدالعالي

هل من الممكن أن نطرق قضايا الترجمة ومسألة الأنا والآخر فيما وراء الأمانة والخيانة وبعيدا عن مفهوم ما عن الجدل وعن نظرية الاستلاب؟ للإجابة عن هذا السؤال المزدوج، أقترح عليكم أن ننطلق من تأمل نصين أساسيين، أحدهما مأخوذ من شذرات ف.شليجل، والآخر من خواطر الصباح لعبد الله العروي. يقول شليجل: "يتسم...
عشنا لمدة غير قصيرة على ثنائية صارمة تميّز بين حدين متمايزين، إن لم يكونا منفصلين: المعرفة والنظر من جهة، ثم التطبيق والعمل من جهة أخرى. لا نستطيع أن نقول إن المسألة متجذرة في اللغة التي لم تكن تفصل النظر عن العمل أو المعرفة عن أشكال تطبيقها على هذا النحو. لا أدل على ذلك من استخدام لفظ صناعة في...
كتب ميشيل فوكو: "إنّ الخيط الذي يربطنا بالتنوير، ليس هو الوفاءَ لمبادئ المذاهب، بقدر ما هو بالأحرى التفعيل الدائم لموقف ما؛ أي تفعيل روح فلسفية يمكننا أن نحددها بكونها نقداً مستمراً لوجودنا التاريخي". نتائج مهمة يمكن أن تُستخلص من قول فوكو هذا؛ أُولاها أنّ التّنوير غالباً ما يتحوَّل عند البعض...
نقرأ في الإيتيقا: «لا يمكن للضغينة أن تكون خيراً، فالإنسان الذي يكون محل ضغينتنا، لا بد وأن نهمّ بالقضاء عليه، وبذلك فسنعمل على اقتراف أمرٍ قبيح. بناء على ذلك، فإن الغيرة والتهكّم وتبخيس القيمة والغضب والانتقام، كل هذه النزوعات التي ترتبط بالضغينة أو تتولّد عنها، هي أمور قبيحة. وكل ما نطمح إليه...
« من ذا الذي سيولي عنايته لقولٍ جديد، قول لم يُنقل؟ ليس المهم أن نقول، وإنما أن نكرّر القول، وفي هذا التكرار، أن نقوله مرة أخرى أوّلَ مرة». م.بلانشو، الحوار اللامتناهي «حينئذ سيكون الأصل هو هذا الذي لا ينفك يعود، سيكون هو التكرار الذي يتجه نحوه الفكر، وعودة...
من السّمات التي كانت تميّز الشائعة عن الخبر حتى وقت قريب، هو أن الشائعة لم تكن في حاجة إلى «وسائط» كي تتناقل. فإذا كان الخبر في حاجة إلى وسائط لبثه وإلى حوامل تنقله، فإن الشائعة «لم يكن لها حامل». كانت الشائعة تتناقل من غير أن تُنقل. من هذه الزاوية يبدو استعمال تويتر لا يمكن أن ننكر في البداية...
الثروة صعبة: صعبة المنال وصعبة التحديد. أكثر النعوت تناقضاً تَصْدُق عليها، فهي مصدر البلوى، وهي أيضا مفتاح كل خير. لا يعكس هذا التناقض اختلافاً في الرؤى وتنوعاً في المنظورات، وربما المواقع التي ننظر منها إليها فحسب، وإنما أيضاً أشكال التحوّل التي لحقت بالثروة عبر التاريخ. ولكي لا نبتعد كثيراً عن...
ربّما لم يعمل الأخ خلدون النبواني في صرخته الصادقة : “لماذا لا يتفلسف العرب؟” إلا على التعبير عن الشعور الذي لا شكّ أنه انتاب كلا منّا خلال الأسابيع الصعبة السابقة، والذي ربّما حال دون كثير منّا والكتابة، بل ربّما منعنا حتى من التركيز والتفكير. وقد كانت الأسئلة التي طرحها من قبيل: كيف لنا نحن...
شاءت الصدف أن يشرف على دبلوم دراساتنا العليا، وكذا على رسالة الدكتوراه المشرف نفسه وهو الأستاذ المرحوم محمد عابد الجابري. وقد عكست اختياراتنا ، يفوت وأنا، لموضوعات البحث تلك الازدواجية التي كانت تطبع، وربما لا تزال، البحث في جامعاتنا في مجال الفلسفة، بل ربما في ميادين أخرى. سجل الأخ يفوت دبلومه...
ما الذي نجنيه عندما نصفّي الحساب نهائيا، أو نتوهّم أنّنا قد صفّينا الحساب نهائيّا مع الفيلسوف، وأنّنا “كشفنا حقيقته” و”وضعناه في محلّه” و”أغلقنا” دونه الأبواب كلّها، فأجبنا عن الأسئلة جميعها، تلك التي يطرحها، أو تلك التي تطرح بصدده؟ ربّما لن نكون قد عملنا بذلك، على أقل تقدير، إلا على إغلاق...
أمران يجب استبعادهما عند الحديث عن هذا الموضوع: أولهما أن القضية لا تتعلق مطلقا بأية محاولة تركيبية كيفما كان شكلها. وثانيهما أننا بعيدون هنا عن "موضة" نـهاية الفلسفة وموتـها. سيكون علينا إذن أن نتحدث عن مسألتين لا تخلوان من صعوبة: علاقة دولوز بـهيجل، وعلاقته بـهايدغر. سنرجى الحديث عن المسالة...
في مقال شيّق تحت عنوان: «السور والكتب» يحاول بورخيس وصف المشاعر المتناقضة التي خامرته حينما اطلع على الخبر الذي يقول: «إن الإمبراطور الصيني الذي أمر ببناء سور الصين المديد-حتى كأنه لا ينتهي- هو الإمبراطور الأول شي هونغ تاي»، وهو الإمبراطور عينه الذي «أمر بإحراق جميع الكتب التي كتبت قبل عصره»...
“حتى عهد قريب كانت الحداثة تعني تمرداً غير محافظ ضد الأفكار الجاهزة وضد الكيتش. أما اليوم، فتمتزج الحداثة بالحيوية المتدفقة لوسائل الإعلام. أن يكون المرء حديثاً أصبح يعني أن يبذل مجهوداً خارقاً كي يكون مواكباً لما يجري، يكون طبق ما يجري مقدوداً عليه، يكون أكثر محافظة من كل المحافظين. لقد ارتدت...
الكاتب اليوم ينشر ما يكتبه. إنّه ينشر ضدّ النشر، ينشر بفضل الإعلام ضدّ الإعلام. النشر هو التعميم، هو جعل المكتوب “في يد” العموم، “في يد” الجمهور. يتساءل موريس بلانشو : وما الجمهور؟ فيحاول أن يحدّده سلبا فيقول: ” ليس الجمهور أو العموم مكوّنا من عدد كبير أو صغير من القراء، كلّ يقرأ على حدة”. إنّه...
{ هذا غريب لم يتزحزح عن مسقط رأسه، ولم يتزعزع عن مهب أنفاسه. وأغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه، وأبعد البعداء من كان بعيدا في محل قربه} {أبو حيان التوحيدي} لا تبدو أمرا يسيرا الاستجابة لما ينتظره منّا جيل دولوز عندما يدعونا ألّا نحاول فهم الترحال nomadisme والتفكير فيه بدلالة الحركة. فكأنه...

هذا الملف

نصوص
85
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى