محمد محمود غدية

(يحدث فى زمن القهر) ماذا يعطى .. إنسان مولود فى زمن القهر يجدل فى الليل الآسى والضجر يشهد كل مساء جفاف الأوراق وموت الزهر ........ قد يعطى .. لو عاد زورقه المثقوب .. يشق عباب النهر والطير المذبوح يغنى ويرقص فوق الشجر لو عاد الضرير .. سعيد النظر تنبت فى كفيه .. أعواد الزهر ...
مواسم الربيع ........ يمكنك أن تنسي .. رقم الهاتف .. والعنوان باقات الزهر .. رائحة العطر عقد اللؤلؤ .. والمرجان الزورق والملاح والسباحة .. فى بحر بلا شطآن لكن أبدا لا تنسى فيض الحب صلاة العشق والرقص .. على موسيقات القلب .. وأوتار الكمان تآسرنى عيناك .. وعبق النرجس فى كفيك...
مركب العمر قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية مصر كنت فى زمن الطفولة والسذاجة، أحيا كما تحيا البلابل والزهور، كنت أرى أبي فى جلبابه الأبيض ومسبحته الكهرمان، حين يمر ينبت العشب، وأمي حين تبكي، يطيب لدمعها أن يسقي الورد، وكنت أربي دجاجاتي فوق سطح المنزل، أضع لها الطعام والماء، وأطاردها بالعصى...
يراقب اسراب الطيور العائدة، وموت عصفور قتلته رصاصة طائشة، مثلما تفعل بالانسان، مركبة تسابق الريح فوق الأسفلت، يرسم ماينقشه الظل، يتسكع خلف أبواب المدن المنكوبة، ثم يهوى فى ليل الرماد الطويل، نقيا فى تواضعه، يعيش على موارد روحه، قبل أن تتوه روحه على ضفاف الوداعة، هل تمهله شمس أحلامه الغاربة بعض...
أحبك أكثر ............ أعلم أنك فى العشق .. أمهر وأنه لا يعذبك الهوى .. كما يعذبنى ولا تسهرين .. كما أسهر أكتب فى عينيك .. الشعر .. وأسكر وفى صخب الموج .. أتجرع فى هواك المر .. وأبحر ولا تهتمي .. بغرقي ورغم ذلك .. أحبك يامعذبتي .. أكثر محمد محمود غدية / مصر
لم تستطع جاذبية الأرض على الإمساك به، وهو يطير من الفرح، لحظة أن أمسك بخطاب تعيينه، فى إحدى المصالح الحكومية، لابد له من بدلة جديدة، تذكر إبن عمه عريس جديد، لن يتأخر فى إعارته بدلة الفرح، التى سيحافظ عليها، إرتدى البدلة بين دعوات والدته وإخوته،الذين فرحوا بوجاهته فى البدلة، فالإنسان ثلاثة، أنت...
سلافة العنبر وشلال العطر .. والكوثر كيف للشهد أن يسيل .. فى شفاه سكر وكيف يرقص الطير .. لمرآك ويبهر وكيف للعود الجاف .. حين يلمس كفيك .. يخضوضر ؟ نحن غريبان فى الهوى .. يطوحنا الموج .. فى بحر بلا مرسى ولاشطآن ......... معذرة ياحبيبتى .. فقد تبدل المكان والزمان وغاب الأصحاب .. والخلان...
لماذا الألم المتوحش المسنون ينقر قلوب الصبايا الملاح‏..‏ لماذالايهاتف مستأذنا‏..‏ معلنا قدومه المحتوم‏..‏ هل يمكن غلق الباب دونه وهو الذي لايهتم بباب أو شباك‏..‏ يأتي وقتما يشاء ويختار من يشاء‏..‏ تنتحب صمت‏..‏ جدران الحجرة حولها باردة‏..‏ سنوات عمرها تتساقط كأوراق خريف ذابل‏..‏ وهي التي كانت في...
اعتادت السير كل يوم فى توقيت ثابت وطريق لا تغيره، ملابسها بسيطة لكنها فى غاية الرقة، لا تستطيع جاذبية الأرض على الإمساك بها لرشاقتها، عيناها أشبه بصفاء البحر والسماء، لابد أن يكلمها ويصارحها بحبه لها، وإنتظاره لها كل يوم، إشترى وردة ليقدمها لها، عربون حب، شكرته عيناها بين إبتسامة واسعة، مد يده...
فجأة توقف بث الفيلم الذى كانت الأسرة تتابعه، لتصدمهم نشرات الأخبار عن بدء الحرب وحصد الأرواح، صور أشلاء القتلى مروعة، وإنهيار المنازل، الأطفال فى تدافعهم يصرخون يبكون، طفلة صغيرة لاتجد دميتها التى كانت تلعب بها منذ دقائق، شقيقها الصغير إختفى تحت الأنقاض، الحرب مروعة نتائجها كارثية، المنازل بكل...
إنفرط الدر حين وطأت قدمه الأسفلت ، ترك فى القرية الطيب أهلها، والمشاعر النبيلة، حقائب الأشواق، التى لن يجد مثلها فى المدينة، إرتعدت فرائسه حين هجره الدفء، الوحشة والوحدة من حوله لها ضجيج، يطحن عظام الصمت، إفتقد حبيبته التى أدار لها ظهره وهى تلوح بيدها، مرمرية التكوين، ما عداها عدم، إبتسامتها...
تجمعهما الجيرة، والسلم فى الصعود والهبوط، وفى الأسانسير، بينهما بعض ود وإستلطاف، وعشرات الممنوعات لإستمرار الميل لكليهما، بينها الحب، أول الممنوعات، هناك فروق عمرية، هى أربعينية وهو فى خريف العمر إلا قليلا، ولا يخفى ذلك، ويحترم هذا الإختلاف، لا تتوقف بينهما كيمياء التفاهم والإحترام، والمشورة...
يغلب دمعة حبيسة، خشية أن تسقط وتلسعه سخونتها، حين لمس برودة الإستقبال وتحفظها، فاختصر الكلام وغادر، الكلام لم يتعدى السلام والإطمئنان فقط لا غير، إصطدم بقولها، أنها أرملة ووجوده غير مرحب به، شهق من المفاجأة وغادر، هل مات الحب بينهما، هل تدري أن صمته له ضجيح أتلفه وطحن عظمه، فشل فى زحزتها بعيدا...
صدمته تجربة الحب الأولى فى حياته، أو كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، أو المراهقة العاطفية، التى تفتقر للجدية، أعطاها الكثير من قلبه دون عقله، أورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، إستقبله القراء بحفاوة بالغة، إنه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو نفس الحب الذى...
ثمة غصة موغلة فى الداخل لم تستطع كسر أغلال الوحدة، يرى الناس ويرونه من خلال حواجز زجاجية، المسافات تقوده إلى بساتين المواجع وحقول التعب، ماأبشع أن تخلو الحياة من غصن رطيب وزهرة يانعة، وماأقسى الخضرة حين تتحول إلى أوراق يابسة صفراء تكنسها رياح الأيام، ترك بعض أحلامه فى محطات السفر وقليل من الجنون...

هذا الملف

نصوص
423
آخر تحديث
أعلى