محمد محمود غدية - وجع الصمت

اعتادت السير كل يوم فى توقيت ثابت وطريق لا تغيره، ملابسها بسيطة لكنها فى غاية الرقة، لا تستطيع جاذبية الأرض على الإمساك بها لرشاقتها، عيناها أشبه بصفاء البحر والسماء،
لابد أن يكلمها ويصارحها بحبه لها، وإنتظاره لها كل يوم، إشترى وردة ليقدمها لها، عربون حب، شكرته عيناها بين إبتسامة واسعة، مد يده مصافحا غير مصدق، أنها رحبت بحبه،
حدثها عن شهادته الجامعية القابعة خلف برواز زجاجى، فى إحدى غرف المنزل،
عن ترتيبه بين اخوته، وعن أخيه الصغير الذى يهوى الرسم، والذى يرسم
فراشات ملونة يطاردها فى كل حجرات المنزل، فتقلب المقاعد وتعم الفوضى المنزل، حدثها كثيرا عن أشياء من بينها، أنها حبه الأول، وأنه تردد كثيرا فى التحدث إليها، وان الوردة هى من شجعته، وقد خاف أن تذبل دون أن يهديها لها، شجعته إبتسامتها على الكلام، وعلى فيض سعادة لم يألفها من قبل،
طيبة وطيعة ورقيقة، وحين جاء دورها فى الكلام، أشارت إلى فمها، وسط دموع إنهمرت مثل شلال، أنها فاقدة النطق .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى