محمد محمود غدية

ألقى بنفسه فى بحر الحب بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفه وهو لم يتعلم بعد العوم، مستخدما عواطفه بطريقة مائة فى المائة وعقله صفر فى المائة فكان الغرق، بعدها إلتقى باإحدى العرافات وضاربات الودع، قالت : الحب مكتوب على كل البشر، لاينجو منه سوى القليل كاد أن يشطرك نصفين لكنك نجوت، العمر لديك هو...
كل القطط فى الظلام رمادية اللون، بغتها هذا الخاطر وهى تحدق فى الظلام ساهمة، بعد ماأغلقت عينيها غرقى فى ليل ماطرلمدينة باردة، تتزاحم فى رأسها الأسئلة التى راحت تناطح بعضها البعض فى عراك لايهدأ، هل خلق الحب لإسعاد القليلين وشقاء الكثيرين، الموسيقى حولها تمنح الدفء والسكينة وبراح الأحلام، كستارة...
رفقة الزمن تحويشة العمر نور الأيام شديدة الحلكة، خضرة الروح وطراوتها، يجترهم اذا ألمت به وعكة المرض فيشفى، يجاهد فى سد ثقوب خيبات العمر، يضمد جراحات الأيام ويصارع الوحشة، بداخله خراب بحجم الكون، الوحدة مروعة تنهشه طول الوقت، مئات الحشرات الصغيرة تلتهم روحه اللينة الأشبه بنسيم رائق شفيف، إبتلعته...
منصور أجل فرحه لبعد عودته من الجبهة، كان لديه يقين أنه سينتصر، كيف آتاه هذا اليقين لا يدرى، فى الثلث الأول من رمضان عام 73 وعلى الجبهة وقبل الحرب بساعة، صدرت الأوامر بعبور القناة وتسلقت القوات الساتر الترابي، حاملين فوق ظهورهم الصواريخ وكامل المعدات القتالية والطعام والشراب، ونجحت القوات المصرية...
بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، تشابكت الأفكار وأمسك بعضها برقاب البعض وتناطحت فى رأسه، وهو يسأل الأبناء والأحفاد عن معنى ثورة اليكترونية والفيس بوك، بعد أن كان الجد هو الدليل والمرجع فى كل نواحي المعرفة، أصبح هو من يستجدى السؤال، قالت الحفيدة : الفيس بوك عالم رحب، يقرب المسافات بين الناس...
امتلأ ميدان التحرير عن آخره، شباب وشابات شيوخ وأمهات وأطفال، لافتات تحمل عناق الصليب والهلال، سيمفونيات من التآخى والحب، مكبرات الصوت تذيع أغنيات الشيخ امام واحمد فؤاد نجم : مصر يامه يابهية يام طرحه وجلابيه، الزمن شاب وانت شابه،هو رايح وانت جايه، هرج وتدافع كأنهم فى ساحة معركة، خيول وجمال...
الأقدار رتبت لقاءهما أثناء فرارهما من موقعة الجمل فى ميدان التحرير، هو طبيب من المنصورة أخذ أجازة للمشاركة فى ثورة الخامس والعشرين، وهى خريجة أداب قاهرية، تساقط العديد من الجرحى والقتلى، الثورة المضادة التى تضخمت ثرواتها فى عصر الفساد، تحاول إجهاض ثورة الشباب، عادا للميدان شاركته إسعاف الجرحى،...
إمشي علشان أمشي وإمشي علشان إيديا اللى شايلة اليافطة تعبت وإمشي كفاية عليك كده، لافتات إرتفعت فى الخامس والعشرين من يناير سنة الف وتسعمائة وإحدى عشر، سقف المطالب إرتفع من عيش وحرية وكرامة إنسانية الى الرحيل، ورحل .. حكايات وثرثرات طريفة فى محيط الأسرة، الجد يقول : حزب الكنبة نزل الميدان...
قمحية فى عينيها حزن غير معلن، فواحة الحضور، تشبه اللوحات القديمة فى الزمن الجميل، شاركت فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومنذ ذلك الحين والسياسة طبقها المفضل على كل الموائد، أصيبت بجرح قطعي فى يدها اليسرى أثناء موقعة الجمل، عندما أفاقت وجدت نفسها فى مستشفى ميداني، لم تنسى قط إبتسامة الطبيب...
قرص الشمس فى كبد السماء يرسل حمما، نال منها التعب وهى تبحث عن بقع الظل الشحيحة بين زحام الباعة والناس والمركبات، بعد جهد وجدت فى آخر السوق ثمر البامية التى تحبها حماتها، لدى بائعة وحيدة والذى كان شحيحا لانه فى غير موسمه، الحياة لا تسير هادئة مع أم الزوج التى لا تكف عن الشكوى من زوجة إبنها،...
ورقة أولى : أعمارنا قصيرة كما الزهور ماتلبث أن تذبل، لذا نلجأ للكتابة تعبيرا عن الآلام التى لا يخفف من وطأتها سوى البوح، بدلا من الصمت أو الجنون، الكتابة الورقية لها مذاق خاص، حروفها حية تتحرك على الورق، لغتها مصقولة مغسولة فى نهر يشع بالأضواء والظلال، تتهادى مع النسيم تلثم الشاطيء وتعود الى...
لم يتعرف عليه رواد المقهى الجدد، ألقى عليهم السلام لم يردوا التحية كما كانوا يفعلون فى السابق، كانوا يلتفون حوله يحبون حديثه، لم يعد لديه مايرويه بعد أن جفت الينابيع، والحكايات بدت ماسخة إنه على أعتاب الخمسين، ذبحته مقصلة الخصخصة أو المصمصة وألقت به خارج المصلحة فى معاش مبكر، إختفى وجهه النضر...
من أجمل اللافتات التى كتبها شباب ثورة التحرير ( أسفين يامصر علشان ثورتنا اتأخرت كتير .. حقك علينا ) حب وإنتماء حقيقي للوطن، علم مصر فوق كل الشرفات والأبنية وفى أيدى وفوق قمصان الشباب، والأطفال رسموا على وجوههم النضرة علم مصر بألوانه الثلاثة، الكبار يتأملون فى فرح الأبناء، ولسان حالهم يعتذر عن...
لا تدرى كيف التقيا وتحابا وهو القادم من الشرق، حيث سمرة الوجه ورائحة التوابل والعرق الذى أحبته، ولا يمكن مقارنته بأفخم العطور، كل ماتذكره أنهما التقيا تحت سماء زرقاء صافية ومضيئة تمتد بلا نهاية، فى عينيه كانت تطل نظرة حزينة، كتلك التى تتوهج من دمعة متحجرة لتمثال عتيق بمتحف آثار قديم، كانت فى...
توطئة: جيكا والشيخ عفت وغيرهما الكثير من الشهداء بدمهم الذكي قامت ثورتان، الأولى فى الخامس والعشرين من يناير، والثانية فى الثلاثين من يونيه، واحدة ضد فساد ثلاثة عقود والمزمع مثلهم فى التوريث الذى فشل، والأخرى ضد فصيل لم يفلح فى شق صف المصريين . دأبت سحر على النزول الى ميدان التحرير أثناء...

هذا الملف

نصوص
427
آخر تحديث
أعلى