محمد محمود غدية - عصا الإنكسار

ألقى بنفسه فى بحر الحب بطريقة الذوبان فى أول نهر يصادفه وهو لم يتعلم بعد العوم، مستخدما عواطفه بطريقة مائة فى المائة وعقله صفر فى المائة فكان الغرق، بعدها إلتقى باإحدى العرافات وضاربات الودع، قالت : الحب مكتوب على كل البشر، لاينجو منه سوى القليل
كاد أن يشطرك نصفين لكنك نجوت، العمر لديك هو الآخر نصفين، ستتجرع المرارة فى النصف الأول، وستعتاد مرارة العيش حتى آخر العمر،
الرصيف المحاذى لحزنه يعكس ظله الهارب، من وحشة المدن والأبنية التى إرتفعت لتلامس السحاب، ثمة أشخاص رائعون نلتقى بهم فى الوقت غير المناسب، والمكان الغير مناسب أيضا، يتأمل كل هؤلاء المرهونين بالحياة اليومية دون تغيير،
تسافر أخيلته إلى مدن لم يرها من قبل، وزمن غير زمانه، زمن الفتيات الجميلات فى أثوابهن الطويلة وشعرهن المضفور بخصلات المطر،
فى عربات ملكية تجرها خيول بيضاء، يقلب فى دفتر الوجع وديوانه الثالث الذى يقطر وجع، يضحك ساخرا من نفسه، مازال يزهر كلاما دون ثمر ويطلق سحبا ترعد لاتمطر، لم يكن المشرد الوحيد فى هذا العالم الواسع، غيره الكثير يشرب غربته مع قهوة الصباح، زحف الشيب برأسه لكنه لم يزحف بروحه، التى مازالت شابه،
فى الطريق الموازي سمع صوت يصرخ، راح يبحث عن مصدر الصوت، أحدهم يشير إليه بلا ملامح، يمد يده لتحيته لم يفلح فى رد التحية، لأن يده تتوكأ عصا المشيب والإنكسار .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى