محمد مستجاب

استيقظت الآن..وربما لم أنم بعد..عاجز بين النوم واليقظة..كل ما أتذكره ان اشعة الشمس تداعب عيني منذ لحظات.. ازحت الغطاء وسط ضجيج الشارع الذي لا يهدأ، حاولت أن ابدو مرحا ونشطا لذلك اليوم الذي سترحلين فيه عني. فكرة الرحيل منذ ان صعدت على سطح عقلي وهي تؤرقني..نعم يجب أن ننفصل..هكذا كانت تردد في...
لعل أخطر ما داهمنى فى الأيام الألخيرة، من حياة والدى، وهو على فراش المرض، عندما نظر إلىّ تلك النظرة وعلت شفتيه ابتسامة مباغتة مطمئنة مراوغة وقال لى : " يا واد يا محمد ما فيش همة" أيقنت حيئذاك أن شيئا سيحدث، مما جعلنى فى حالة من الضغط والارتباك لم تتركنى حتى الآن. لم يقل والدى مثل تلك الكلمات...
يحق لى أن استخدم هذه الكلمة ..مستجابيات ..للتعبير عن حيرتى فى تصنيف سلسلة الكتابات الأخيرة التى أصدرها الراوائى الكبير محمد مستجاب ( رحمه الله ) ، مستفيدة فى هوامشها ومتنها من لقبه الذى خلعه على أبطاله فجللهم بالفخار والعار وجعل منهم حكماء وحمقى وأمراء وصعاليك على نحو ما نرى فى مستجاب الأول...
ليس من المعقول أن تمر علينا هذه الأيام ذكري وفاة القاص والروائي المصري ذي الصعيدية "محمد أحمد مستجاب عبد الله مسعود" (1938-2005م)، وأن نمر عليها مرور الكرام، دون ذكر، أو وقفة، أو تسليط الضوء على شيء من منجزاته وابداعاته؛ فقد كان سيادته من الأسماء المرموقة في ساحة القصة بالعالم العربي، وكان...
ليس عيباً أن تتعد مناهج البحث النقدي عند نقاد الأدب، إذ إن لكل نص ابداعي حالته وطبيعته، ومن حق الناقد أن يتعامل معه علي وفق أي منهج يختاره. ولكن أن تتعدد المناهج وتتداخل في متن، أو في خطاب نقدي بعينه، فهذا أمر غير محبذ، ولا هو مألوف.. ولو أنه تم التأمل في "محمد مستجاب" الناقد الساخر، لدهشنا...
مثل البرق ومض الأديب محمد مستجاب واختفى.. جاء موته صادما ومفاجئا للوسط الثقافي العربي كله.. فقد كان الاديب المصري الراحل يتدفق حيوية ونشاطا وهو في الثامنة والستين من عمره.. لكنه انسحب من الحياة بهدوء بعد ان خاض غمارها وذاق مرها طويلا.. وذاق بعض حلوها قليلا.. فقد حال الفقر وشظف العيش دون ان يبدأ...
محمد مستجاب، كاتب ذو خصوصية فريدة في أدبنا العربي الحديث. وأسباب ذلك كثيرة ومعروفة، من بينها أنه كان صاحب رؤية خاصة لا ينازعه فيها أحد، وأنه قدم للمكتبة العربية أعمالا سوف تظل دائما مثيرة للجدل والتأمل ومفجرة للطاقات الإبداعية عند الآخرين. إضافة إلي أنه امتلك سمة عبر عنها بصدق سيد الوكيل في مقال...

هذا الملف

نصوص
22
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى