أدب الخيال العلمي

طوفان نوح كان عقاباً إلهياً والأمر متفقٌ عليه ولا خلاف .. واصطفى الرب يومها نوحاً وكلّ من اختاره نوح .. فنحن إذن من ذراري ركاب الفلك المُختارين واختار يومَها نوحٌ ذكراً وأنثى من كل نوع من خلائق رب العالمين .. وهكذا استمرّت الخليقة بالرغم من الطوفان الجارف والكون الآن في مخاضٍ قاتل بالحروب...
اعترض الملك الذي لم ينجب على تسمية أخيه كوليّ للعرش .. كان يريد الاستئثار بالحكم في ذريته وذراريه حصراً لكنه كان عقيماً صفريّ النطاف .. مخصيّا ولو لم يُخصِه أحد .. وفشلت كل الطرق العلاجية في استزراع طفل من صلبه .. ولو حقنوا نطافه في كل نساء المملكة ذوات الترب الخصبة وفطن طبيبه المقرّب للأمر...
عام 2222، كان ياسين يشتغل قائدا للمركبة الفضائية «عايدة 15». مركبة نقل المسافرين التّابعة لشركة «الخطوط الجويّة القمرية». كانت المركبة تقوم، مرّة كل شهر، برحلة ذهاب وإياب إلى سطح القمر، ناقلة على متنها 500 مسافر. كان مقر شركة «الخطوط الجوية القمرية» متواجدا على سطح جزيرة اصطناعية، تمت إقامتها...
جاءنا الإذن فى موعده على شكل ومضة بنفسجية أطلقها برج المراقبة...على الفور ارتفعت البيضة ملساء الجدران دون أدنى صوت أو اهتزاز وقد حملتنا بداخلها..في ثانية واحدة وبمنتهى الليونة كنا قد تخطينا مدينة المليون ناطحة سحاب عاصمة مديرية وادي النطرون..وفى ثانية أخرى أشرفنا على حدود البحيرة الصناعية التي...
كان يقطع الطريق بسيارته، وقد بدأ الغروب يلقي شيئاً من ظلاله المعتمة على الأشجار والتلال الصغيرة وقد شعر بالانقباض وهو يتأمل الطريق الملتوي أمامه يطيع مع الظلال ولا يرى له نهاية..‏ شرد يفكر بحياته، وقد زادته الوحشة اكتئاباً ولا أثر لسيارة عابرة أو لمخلوق يتحرك حوله.. كان يعمل في الجامعة أستاذاً...
تأمل قبة السماء والنجوم فأحس بسيل من المشاعر يتدفق في شرايينه... تمدد على ظهره فوق البساط المفروش بعناية على سطح البناء الشامخ نحو الجو... وعقد يديه تحت رأسه واستسلم لشروده ينتقل عبر هذه الرحاب اللامتناهية.. داهمته مشاعر من القلق وهو يفسر شروده عن واقعه بالرغبة في الهرب والانفلات من هذا الكوكب...
نظر إلى نفسه كأنما زود جسمه بجناحين قويين رفرفا عالياً، قبل أن يدنو من هضبة مغطاة بالسحب، قمتها الدائرية مثقوبة كفوهة بركان، انحدر يهبط محلقاً «مندفعاً» داخلها وبدأ تيار دائري يسحبه إلى الداخل ليحس بصداع شديد وهو يدور بسرعة ويرى تاريخ العالم يمضي أمامه بسرعة كبيرة « أنت خارج دائرة الزمن الآن،...

هذا الملف

نصوص
37
آخر تحديث
أعلى