عبد الفتاح القرقني

حَوَالَيْ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ صَبَاحًا ذَاتَ صَيْفٍ قَائِضٍ ، أَصَرَّتْ جُمَانَةُ الْفَتَــاةُ الْمَمْشُوقَةُ الْقَوَامِ ذَاتُ السَّابِعَةِ عَشَرَ رَبِيعًا عَلَى اجْتِيَازِ الْبَحْرِ الْقَصِيرِ وَ هْيَ تَحْمِلُ فَوْقَ ظَهْرِهَا جِرَابًا مِنْ سَعَفِ النَّخِيلِ بِهِ قَارُورَةُ مَاءٍ...
الإهداء : أهدي هذه القصّة المتواضعة إلى ابني و إلى الشّباب الّذين يعانون من البطالة رغم مساعيهم الحثيثة للظّفر بشغـــــــــل لائق يتلاءم مع مؤهّلاتهم العلميّـــــــة و طموحاتهم العريضة .إنّي أنصح هؤلاء جميعا بأن لا يستكينوا وأن لا يحزنـوا و أن لا يستسلموا لعواصف اليأس بل عليهم أن يناضلوا فرادى...
زَوَالَ العَاشِرِ مِنْ شَهْرِ فِيفْرِي سنة 2019 أَدَّى عَبْدُ الْفَتَّاحِ زِيَارَةً إِلَى مَدْرَسَةِ غِيزِن الَّتِي دَرَّس فِيهَا ثَمَانيَ سَنَوَاتٍ انْتَهَتْ بِحُصُولِهِ عَلى التَّقَاعُدِ . وَ خِلاَلَ هَذِهِ الزِّيَارَةِ طَافَ فِي أَرْجَاءِ قِسْمِ التَّحْضيريِّ رِفْقَةَ مُدِيرِ الْمَدْرَسَةِ...
مَا إنْ جَلَسَتْ رِتَاجُ فِي حِجْرِ جَدِّهَا حُسَيْنٍ حَتَّى حَدَّثَتْهُ حَدِيثًا مُتَّسِمًا بِالصَّرَاحَةِ وَالْعَفْوِيَّةِ وَ هْيَ في غَمْرَةِ حُزْنِهَا تُقَبِّلُ جَبِينَهُ الْأَسْمَـرَ ، المُجَعَّدَ تَقْبِيلاً مُتَواتِرًا يَطْفَحُ بِحُبٍّ فَيّاضٍ ، مُتَدَفّقٍ كَمِيَاهِ الْيَنَابيع فِي...
ذات أصيل مشمس ، نفضت منيرة بأناملها الرّقيقة ضريعا عالقا بصخرة مستوية ، كثيرة الثّقوب كأنّها إسفنجة و جلست عليها راجية أن تشعر بفيض من الرّاحة بعد يوم شاقّ على مقاعد الدّراسة بالجامعة . تفحّصت حذاءها الرّياضيّ الّذي هرّأه المشي و أبلاه الطّريق الفاصل بين منزلها و ميناء سيدي زايد ثم خلعته على مهل...
بعد ستّ سنوات من التقاعد لم أنس أبدا السّيّد محمّد شبوح ذاك المنظّف البشوش، المشرق البسمات الّذي لا يتوانى عن الغيــــرة على مدرســـــة غيزن و الحفاظ على نظافتها و العناية بحديقتها الغنّاء من سقـــي و تسميد و تقليب تربة و قلع أعشاب طفيلية و زرع نباتات جديدة . في الصّباح الباكر يفتح السّيّد محمّد...
مُنْذُ إِقْرَارِ الْحَجْرِ الصِّحِيِّ الْعَامِّ في 22 مارس 2020 اضْطَرَّ الشَّيْخُ خَالِدٌ إِلَى المُكُوثِ فِي مَنْزِلَهِ تَوَقِّيًا مِنْ عَدْوَى فِيرُوسِ كُورُونَا فَهْوَ يَمْتَثِلُ عَنْ وَعْيِ رِفْقَةً أُسْرَتِهٍ لِهَذَا النِّدَاءِ الَّذِي يَتَكَرَّرُ فِي الْمِذْيَاعِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى...
الإهداء : أهدي هذه القصّة المتواضعة إلى ابني و إلى الشّباب الّذين يعانون من البطالة رغم مساعيهم الحثيثة للظّفر بشغـــــــــل لائق يتلاءم مع مؤهّلاتهم العلميّـــــــــــة و طموحاتهم العريضة .إنّي أنصح هؤلاء جميعا بأن لا يستكينوا و أن لا يحزنـوا و أن لا يستسلموا لعواصف اليأس بل عليهـــــــــــم...
مَا إِنْ وَلَجْتُ حَانُوتَ التَّاجِرِ جَمَالٍ حَتَّى سَوَّيْتُ الْكِمَامَةَ الطِّبِّيَـــةَ حَذِرًا مِنْ انْحِرَافِهَا عَنِ أَنْفِي و فَمِي. لِحُسْنِ حَظِّي فِي هَذَا الضُّحَى الْمُغْبَرِّ إِنَّ حَانُوتَهُ يَكَادُ يَكُونُ مُقْفَرًا فَالْفُرْصَةُ مُتَاحَةٌ مَعَهُ لِلْخَوْضِ فِي غِمَارِ جِدَالٍ...
( أهدي هذه الأقصوصة إلى روح أختي زبيدة القرقني سائلا الله أن يتغمّدها برحمته الواسعة و يسكنها فراديس جنانه ( غيزن في 16/06/2019) لَيْسَ مِنْ عَادَةِ فَتْحِي أَنْ يَقْبَعَ حَزِينًا ،مُبْتَئِسًا عَلَى أَحَدِ صُخُورِ شَاطِئِ سِيدِي مَحْرٍز الْمُسَطَّحَةِ قُرْبَ سَفِينَةٍ مُحَطَّمَةٍ تَنَاثَرَتْ...
أَيُّهَا الْبَحْرُ الْمُتَرَامِي عَلِّمْنِي كَيْفَ أَحْمِلُ أَوْزَارِي دُونَ نَصْبٍ وَ تَنْكِيدِ أَيَّ صَبْرٍ تَمْلِكُ و أَنْتَ مُنْذُ الْأَزَلِ تَصْفَعُ ضِفَافَ الصَّخْرِ فِي نَحْتٍ وَ تَشْرِيدٍ ؟ أَنْتَ يَا بَحْرُ أَلْهَمْتَنِي وَحْيَ الْجَمَالِ فَرُحْتُ أَصْدَعُ وَ أَصْدَحُ بِاسْمِهِ...
أنا في حقيقة الأمر لا أعرفك يا نضال إلاّ بعد الاطّلاع على الخبر المفزع و الموجع الّذي نشرته أحد الصّحف التّونسيّة اليوميّة بتاريخ 30 مارس 2018 تحت عنوان لافت للنّظر « ضال الغريبي ينتحر شنقا » . قرأت في تأنّ هذا الخبر المزلزل و أنا مشدود إلى كلّ تفاصيله لا أعير أيّ انتباه لما يدور حولي...
يا غيزن الفيحاء يا قلب تونس الخضراء النابض بالخير والعطاء ،يا مهد الذكريات ، يا مرفأ الحضارات ، يا موطن الفخر و الكرامة و الحريات . من هذه القرية الوديعة ذات الأصول الصّنهاجية الضّاربة في العراقة و القدم اخترت لكم قاصّا لامعا ، ذائع الصّيت (عبد الفتاح بن سالم القرقني ). هو رجل ثقافة، مسلم...
أَثْنَاءَ بُزُوغِ الشَّمْسِ سَار الشّابُّ حُسَامٌ بِخُطُوَاتٍ حَثِيثَةٍ و مُتَّزنَةٍ مُوَلّيٍا وَجْهَــهُ الْمُشْرِقَ شَطْرَ مَرْفَئِ الفَلُوكَةِ الْتِمَاسًا لِلرّاحَةِ و الْاسْتِجْمَامِ شَأْنهُ شَأْنَ مَنْ يَعْشِـقُ الْبَحْــــرَ وَ يَجِــــدُ فِيهِ مُتَنَفّسا إِذَا عَصَفَتْ بِهِ الْخُطُوبُ...

هذا الملف

نصوص
29
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى