محمد عمار شعابنية

ها هنا لم تزلْ عُشْبةٌ الصّمْتِ تنْمُو وهذا الفراغُ الذي يعجِن النّفْسَ يمْتدّ جُرْحًا فسيحْ والمواعيدُ ريحْ كلّما ضُرِبَتْ كنّسَتْ فِضّةَ الوَقْتِ والوقْتُ لا يستريحْ فلْتعِشْ حالةُ الانتظارْ في دمِي تتخبّطُ بيْن التّدفّق والاحمرارْ ولْيكُنْ بعدَها ما يكونْ ربّما يُصْبحُ الكوْن نافورةً من عذابِ...
إذا الشمس حَلّتْ ضفائرَها ورمَتْها ضياءً على أبْحُرٍ وجبالٍ وصحراءَ نائمةٍ وسهولْ لتوقظـَها من سُباتٍ وتوقظني من ذهولْ وترمي قـَرَنـْفلها في الكلام الذي سأقولْ فأُشرِع أبوابَ وقتي لأستقبل الناس في كل ثانية أو دقيقهْ وأسْبر أفكارَهمْ كي أبَرّر أسبابَ أتعابهم وانفعالي فإنْ أطعموني ثمار الحقيقهْ...
مع الفجر أصحو فأطرد بُومَ النعّاسْ وأملاُ زَهْوَ العصافير في شَدْوِ ها بالحماسْ وأفطر صُبْحا مع الدولة الوطنية كي لا يُقالْ بأنّي غريبْ عن الزّيت والتمر والقمح والبرتقالْ فأحيا كظيمًا ومُتّهَمًا باحتفائي بجنْسيّة ثانيهْ حَبًتـْني بها دوْلة زانِيَـهْ . لذا.. ليس بيني وبين الحكومة والبلمانْ سوى...
تلك أسْوأُ معزوفةٍ عندما هيّأتْ لحنَها لم أحَرّكْ على وقْعها وتَرًا ثمّ وهي الغريبةُ لم أقتربْ بدمي من تفاصيلها قلتُ : لا بُدَّ لي من مُفارقةٍ حُلْوتَيْنْ أو مفارقةٍ ذات سبْعة أرباع معنى عسى الرّوحُ إذْ تنتشي تتجلّى فتُحَلّق بي بين بُعْدَيْن موسيقييْنْ كلّ بُعدٍ تقاسيم فنّ جديدْ وارتقاءٌ إلى...
إلى من يُوَطّن في لغتي من أحبُّ تحايا ... من الرّوح يرفع منديلـَها اللازوَرديَّ قلبُ إلى حفنة من ترابٍ مشى فوقها النمل ـ إذ عسعس الليل ـ يقـْرص غول َ الظلامْ ... إلى قطّة أرضعتْ كلّ أبنائها ثم ماءتْ وقد شحّ كفّ الطعام... إلى كلّ حرفٍ سأُخفِيهِ في سَلـّة الشعر أو سوف يزْوَرّ عنّي إذا لم يلامِسْ...
أبي لم يمتْ يعدُ.. ما زا ل يمشي على الأرض هوْنا ويزرع في الضوء والظل أمنا ويرفض ـ وهو الممدّد في اللحد من نصف قرنٍ ـ فراقا يسمّي جنازهْ وإذْ أنحني في خشوع على قبْرِهِ يقول الذي أنا من صُلْبِه حياتك أوْلى بأنْ يتوزّع جَهدك فيها فلا تتجسَّدْ كما تشتهيكْ وخذْها كما تشتهيها وعِشْ مثلما تتحمّلك الأرض...
وهَبْ أنني لا أشارك في لُعبة الحظِّ لكنني أتهيأ للامتحانْ لأعرفَ نفسي وأمنحَها ما لها أو عليها فإنْ أوقفتني على سدّة الفوْز أو أجلستني... لها التاجَ والصولجانْ وإنْ راوغتني بصفر الهزيمةِ فالظّرف صعب عجيبْ يُصَعّدُ ظنّي الذي لا يخيبْ وأخجل من أن تقولَ العيونُ التي في طريقي لقد صار غِرًّا وعمّا...
سأروي قصتــي لأقــــولْ أنا عمري نضـا جبلــيْـــنْ وجـيــلا ثالـثـا مـحــمـــول ْ علـى مـاذا وكـيـف وأيْــنْ ويـدرك أنـه المــســــئـول ْ عــن اللاّشـيء من شيئـيـنْ: حـيــاةٍ نصفهــا مشــلـــولْ وموْت أحمــر العـيـنيْــــنْ وبيــنهما الطريــق تـطـولْ فحلـّق يـا غـراب الــبـيْـــنْ فـإنك...
وردة ٌ في لقاء أخيرٍ مع الانتشاء الربيعي قالت الصيف آتِ ولن أتماثل للحرّ في يقظة أو وسُباتِ وأنا كنت ألعن وخـْز الصقيعِ فلماذا ـ إذنْ ـ لا أرى بشَرا في رياضي بعدما ابتلعتْ كلّ من قدّسوني البيوتْ ؟ من سيسقي حياضي والشوارع فيها هواءٌ يموتْ ؟ إنني لا أرى غيرَ ما يتلبـّد حولي من الصمتِ أسمع ما...
ليس هذا الوقت إلا غيمــــة ربما في ساعـــة تـتــّســــع ُ فإذا صارتْ سمـاءً ثـقــُلــتْ وكمـا لـوْ لـم تكـُنْ تـنـّـقـشـع ُ فلـْيـكُن بيتـي تـرابـي فهْـو مِنْ أرضِه الصـّلبـة لا يـُنـتــزعُ أو هيَ الهَشــّة تـُعطي أُكْلهـا عندما فيها عـروقـي تـُزْرع ُ فالمكـان الآن يُلغـي زمَـنــا فيه ـ...
للشاعر التونسي العربي محمد عمار شعابنية كثير من الإصدارات في مجالات الشعر والنصوص المسرحية وأدب الرحلات واليوميات والبحوث التاريخية والكتابة للطفل وصل عددها إلى اثنتي عشر إصدارا ، وله مشاركات واسعة في الملتقيات الأدبية داخل البلاد وخارجها ، كما تحصل على العديد من الجوائز التونسية والعربية إلى...
قالت النملة للقمحة: لا تنزعجي! إنّ بيتي عامرٌ بالحَبِّ.. لي فيه الذي أقتات منهْ والذي أخزن ّ للعوْلة " كي آكل صيفا,, وخربفا.. وشتاءً.. وربيعْ. فاحذري من جَشع العصفور .. والنار التي تحرقُ.. والفأرِ الوضيعْ. عَلّ وقتًا ممطرًا يسقيكِ إذْ يأذنُ ليل قاحل بالبَلَجِ ولأبنائي الذين اجترحوا خطـًّا إلى...
ما الذي يصنع وعْدٌ كاذبُ والذي يكذب يستهوي الحرامْ ما الذي يفعلُ شعبٌ لم يزلْ يغزل الأوهامَ عاما بعد عامْ لا جواب الآن لي لكنْ إذا ظلّ لـغـْزًا فعلى " الخضرا " السلامْ م ع ش
الراحلون إلى القبور حياتهم ذهبتْ وواروهم ـ وقد ماتوا ـ الترابْ فمن الذي سيهيئ العمُرَ الجديـدَ لهم ويمنحهم تراخيص الإيابْ فالأرض قد ضاقت بمن همْ فوْقَـها أحياءَ إذْ شاختْ وفارقها الشبابْ لا شرفةٌ لي في أدانيها وقدْ أفضتْ أقاصيها إلى مدّ سرابْ فكأنها ستزول بعد غدٍ ويرْمِيها الزوالُ إلى الفناء...
لي مآربُ شتـّى ، ولكنني لن أغادرَ بيتي إلى أيّ بيت سواهْ قبل أن يُُفصح الحضـْر عن منتهاهْ وقتئذْ ... سوف أخرج كالقـُنـْدس الجبليّ الذي لازم الجحْر يومين جوعانَ خشيةَ ذئب رآه سوف أُطرق بابا لأسألَ عن حالِ جاري وأنظر من خـُطوَة في طريقي إلى صرْح داري وأُحصي على السّطح سرب الحمامْ لأدرِكَ أنـّيَ...

هذا الملف

نصوص
190
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى