د. أمل الكردفاني

ركن دراجته تحت جدار المتحف الطبيعي، ومسح على بدلته بكفيه ثم عقدهما خلف ظهره. بعدها سار مطأطأ الرأس حتى بلغ البوابة الغربية فاستند قليلاً على الباب واجتر شهيقاً مُرهَقاً. مسح شعره بيده ودخل إلى القاعة الرئيسية. كان وجهه متجهماً كئيباً. مع ذلك فقد صفق جمهور الجالسين لحظة دخوله، ونهض البعض ثم جلس...
وكنت أحمل الصليب يا ماجدولينا.. ____ وكنت أحمل الصليب يا ماجدولينا.. دوماً كنت أحمل الصليب يا حبيبتي.. حتى وأنا معلق فوقه كنت أحمله.. وأنا أحدق في السماء إلى أبي.. كنت أحمله.. ومذ كنت في انعطاف الموج.. محض صبي كنت أحمله وفي غار القيامة.. كنت أحمله.. وأنا في عماء الكون.. لا زلت أحمله.. يا...
يا امرأة الصقيع.. أيا عابرة بين شقوق الروح.. موسيقى نايُكِ.. تنشر الرماد فوق السماء ولبن الصخر البارد.. في السنة الكلاب المتوترة.. وفي مناقير الغربان النافقة.. وبين أجنحة الذباب.. وفوق أعمدة المعابد المهجورة.. وتحت غمام قديم.. وما جرفه البحر.. من سفن الأمس.. وبقايا الأزمنة الغابرة.. يا امرأة...
"إن كل شيء يمكن أن يتحول إلى مال، ما دام هو شيء" كان الصراع بين الفلسفة الرأسمالية في الولايات الشمالية لأمريكا، ضد الجنوب الاقطاعي، هي التي أدت إلى افتعال الحرب الأهلية، كان الغرض هو تحويل النمط الزراعي من التقليدي إلى التجاري. وقد تم ذلك بعد انتصار القوى الراسمالية. يمكننا أن نقول بأن هذه...
عام ٢٠١٨ كتبت قصة قصيرة بعنوان بائع الأحلام لشخص غريب يستطيع تفسير الاحلام ويتجمع حوله الناس، وفي عام ٢٠١٩ اصدر الروائي الإيراني قصة بنفس الاسم وربما بنفس الحبكة مع تغيير للأماكن. وقام احد العرب بترجمة رواية قاسم زادة للعربية. أنا لا اعرف إن كان قاسم زادة قد سرق القصة وطورها لرواية أم أن...
إنني لا أعرف لماذا كتبت العنوان أعلاه، إنني لم أكتب أبداً قصة بناء على تصميم مسبق، إن الكلمات تصطاد بعضها، تبدأ بسمكة صغيرة، تبتلعها سمكة أكبر فأكبر، حتى ينتهي الأمر بنص يشبه قصة او مسرحية أو رواية أو قصيدة أو أي شيء، ليس من المهم ذلك التجنيس، ليس لأنني أنتمي للمدرسة التي ترفض التجنيس، ولكن...
قبل سنوات؛ تلقت صديقة رسالة من شاب يقول بأنه يريد أن يكون كلبها. أخبرتني بذلك بجزع، فهي لم يسبق لها أن تلقت طلباً شاذا مثل هذا. تبعاً لفضولي الذي لا يقاوم بحثت عن الأمر فوجدت أن هناك رجالاً (بمختلف الأعمار)، مصابون بمرض -وهذا وصفي لهذه الحالة- وهو رغبتهم في أن يكونوا كلاباً لامرأة. فهم مستعدون...
"إنك لن تظل منشغلاً بالعالم..فأنت جزء لا يُرى منه. والأحداث تصنعها مؤسسات لا تُرى بدورها، ولكن من عظمتها لا من تفاهتها مثلك. وقال آخر داخل جسدي: المنشغل بالعالم كائن بلا هدف.. وقال العمق الأنثوي في ذكورتي المهددة: العظماء من انشغلوا بالعالم. وكل تلك الكيانات الاعتبارية داخلي تصارعت لتثبت...
____ه____ وكان الكون مزدحماً بالأغنيات ولذلك كان حزيناً.. وداخل الموسيقى يربض الجوهر.. وزهيرات ملونة.. كؤوس نبيذ خلف الأوتار وحب محتمل.. كان الكون.. كان.. مرسماً لفنان فوضوي وشاعراً مغموراً في قلبه.. ومشرداً لم يعرف يوماً أبويه.. كان أهزوجة الهزيمة الكبرى.. ونحيباً في الغروب.. ... هكذا تركت...
كان علي البحث عن متبرع بأضراسه. ضرس واحد يكفي لهذه المهمة. لقد قالت ذلك فأومأتُ برأسي: حسناُ يا عزيزتي سأبحث لك عن متبرع بضرسه. وهكذا ألزمت نفسي بشيء لا خبرة لي به. وكانت البداية عند صاحب كشك المعسل: - ابنتي تخرجت من طب أسنان وتبحث عن متبرع بخلع ضرسه. جحظت عينا الرجل وهو يحدق في عينيَّ بصمت...
دفع الهواء كرة بالونية حمراء باهتة نحو فجوة صغيرة بين صخرتين. توجعت الكرة وقالت: - أخيراً وجدت مكانا للمخاض..حيث لا بد أن تبدأ القصص العظيمة بالولادة لتحجب سؤال العلة الأولى القديم. بدأت الكرة تئن محاولة إخراج الهواء من داخلها، ثم صرخت وانفجرت لتقفز من جوفها كرتان حمراوان صغيرتان، ثم تبتعدان...
أورد السيد أحمد سعد زايد المنشغل بالفلسفة والثقافة تعليقا على تفسير الهداية والعرفان لأبي زيد الدمنهوري، معتبراً إياه تفسيراً عقلانياً. ولكن السؤال الذي أطرحه منذ وقت طويل: ما الفائدة من تفسير عقلاني وغير عقلاني، فهذا في حد ذاته يؤكد موت النص، ويعتبر التفسير نص خاص بذاته ويعاني من نسبيته كتفسير...
للمرة الخمسمائة ينتابه هذا الشعور بعد ذهاب الأنثى. وحين أطفأ سجارته بقى قليلاً في المقهى دون أن يرى شيئاً أمامه. كان غارقاً في التفكير. وكان يطرح سؤالاً على نفسه، هل يعمق تلك العلاقة بحيث يذهب بها لأقصى مداها الجنسي أم يُبقي عليها عذرية. هذا هو التقسيم الكلاسيكي في علاقاته المستمرة منذ الشباب...
في القطار من القاهرة إلى اسكندرية جلس أمامي رجل وأجلس ابنته الجميلة إلى جواري وقال ضاحكاً: - أوعة تعاكسها. كنت في الثامنة عشر من عمري، وكانت الفتاة في السابعة عشر. لم انبس ببنت شفة، ليس بسبب والدها الذي تركنا أكثر من مرة ليدخن. ولكن لأن الخوف من الأنثيات الجميلات كان يعقد لساني. في تلك اللحظة...
هو مصنع، مصنع أو لص حديدي، كعقل الفصامي، في هذه اللحظة بالذات، يبدو صوت وقع حذائي واضحاً، فالفراغ مشبع بالصمت. الصمت الثقيل، ستسمع صوت سقوط برغي، وحتى موجاته حين يدور حول نفسه ثم يستقر على جنبه كراقصة باليه في بحيرة البجع. "لا غزل بعد اليوم.. توقفنا.. إنها حرب قذرة تلك التي ارتكبها المنافسون...

هذا الملف

نصوص
934
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى