د. أمل الكردفاني

اليوم يبدو كل شيء تافهاً هذا النهار المُر يمضي في حلقيَ المجروح بالصمت الكئيب والبرد حول قمامة الكلمات ملتفٌ يغازل.. نحيب الساعة الصفراء والجدران مخدَّرة بذاكرة القشور هذا النهار المُر يعبر للمساء كي تنادمه كؤوس هزيمة سافرة الحقيقة.. أهديك ثرثرتي.. ولمن لم يولدوا في الأرض بعد.. فلا تنم..
لم تشهد بلدة مثل ما شهدته بلدة كوناباكي من لعنة، بل كابوس حط على رقاب أهلها. كوناباكي هي بلدة إفريقية تقع على ساحل من سواحل إفريقيا شديد التعرج ولذلك كان ساحلاً مهجوراً؛ إذ لا تقربه السفن بسبب تضاريسه القاسية الوعرة. وبالمعنى الحرفي فقد حطت اللعنة على رقاب أهالي تلك البلدة. وبدأت القصة حينما سقط...
"لن تفوِّت هذه الفرصة يا ولد" ثم أضافت الخطابة: "طلبتك بالاسم أيها الفتى البائر" أخذ قلبه يدق: - ولكن.. أصرت بهية الخطابة: - لا لكن ولا ماكن...لقد كبرت في السن وها قد حانت الفرصة..النجاة من بؤسك تنتظرك وتفتح لك ذراعيها كمرمى فريق كرة بلا حارس..فأنت بلا عزوة ولا مال ولا تملك سوى السمعة كأستاذ لغة...
مد سبابته ولمس السلسلة الفقارية، فأنطلقت صرخة حادة فزعة. فتراجعت سبابته بسرعة، وقال الضابط: - ماذا به؟ أجابه الشرطي: - لقد تعرض لتعذيب شديد حتى أن كل لمسة تثير فزعه.. - اكشف عن وجهه.. قال الشرطي: - لا انصحك برؤية ذلك..لقد فعلوا به كل شيء تقريباً من سلخ جلد وجهه حياً لحرقه لاغتصابه لفرم أصابعه...
Nina Simone (1933_2003) غنت نينا سيمون أغنية الإنسان المذنب عام ١٩٦٥، ومؤخراً تم وضع فديو كليب حديث للأغنية مع ميكس بإيقاع سريع عبر ديجيست "فيليكس دا هوسكات". وهو الفيديو الكليب الذي لفت انتباهي بفلسفته أو فلنخفف -ببعض التواضع- ونقول بفكرته ذات السياق الوجودي. يبدأ سيناريو الكليب برجل عجوز في...
مع العصر، حيث تبدل السماء جلدها الأزرق لترتدي حلة الشفق الناري، تقلل العصافير الخفية زقزقتها. شوارع الأسفلت الممتدة من الشمال إلى الجنوب بلا نهاية تهمد كلسان بحري خنقته يابسة الجزر، يصبح المناخ ملتقى الموت والحياة. أغلب مشاكل النهار تكون قد بلغت نهايتها أو تأجل حلها إلى الغد، لتبدأ مشاكل الليل...
لقد ضربها ضرباً مبرحاً، وجهها كان مثل وجه الجوكر في الفيلم، ملوناً بالأحمر والبنفسجي، وشفتاها متورمتين. ما تبقى من جسدها لم يخلُ من كدمات وسحجات الجَلد بالحزام.. كانت تبكي أمامي فأشرت للشرطي بأن يأتها بكوب ماء.. - الساعة العاشرة مساء ولا يوجد شيء غير الماء.. ظلت تبكي، فقلت: - سأدون بلاغاً...
__ه__ أنت أيها الكائن المُهمل الملقى حضورك على أطراف وعيك وغيابك في قلعة الجسد ارتدِ خوذة الحرب وارفع راية الحب في السماء.. حمراء تقطر من أشعة الشمس أمطاراً مفعمة بالأمل.. ...ه... هذه الوديان الخضراء على يسار صدرك.. مزهوة بمجد اللقاء الوحيد.. مفتونة بالمعنى المؤجل للأزل.. تهرب من تأويلات...
اثنتا عشرة سنة مضت منذ آخر لقاء بيننا.. لا اعرف لِمَ تذكرتها حين عبرت ورقة مصفرة هاربة من أغصان شجرة الدردار شارعاً من الأسفلت الشاحب واستقرت فوق كثيب من الرمل. زحفَت محدثة هشيشاً كعبور سحالي الخريف من تحت القش. كان الكون هادءً وتذكرتك. تذكرت السنوات التي مضت. ولا أعرف لماذا؟.. ربما لأنني اليوم...
لا تستطيع الأنظمة (عسكرية او مدنية)، أن تحكم بلا آيدولوجيا. والحاجة إلى آيدولوجيا لكي تتمكن الحكومة من فرض وصاية فكرية وأخلاقية وسلوكية ما على الشعوب بغرض إيجاد تبرير للقمع ومن ثم السيطرة والضبط الاجتماعي بشقيه الرسمي وغير الرسمي، أي عبر قوانين تعبر عن النموذج الآيدولوجي الذي يطرحه النظام،...
إلى الأبد، الكلمة التي لا تعني شيئاً إذ أن الأبد لا نهائي، ونحن في الواقع نهائيون. ولذلك فمن المنطقي أن نقول: إلى النهاية. سأحبك إلى النهاية وليس إلى الأبد. سأكون حزيناً إلى النهاية وليس إلى الأبد. سأعيش مفلساً إلى النهاية (وهذه حقيقة بالنسبة لي) وليس إلى الأبد. لكن.. هل تعني إلى الأبد ذلك...
- إنني رجل حالم يا حبيبتي، رجل حالم ورومانسي. لماذا لا تصدقين ذلك؟ قال لخطيبته التي تصغره في السن بثلاثين عاماً على الأقل، والخواتم الذهبية تملأ أصابع يده التي يمسك بها سجاراً كوبياً يكاد يمضغه بأسنانه الصفراء. الفتاة العشرينية كانت تجلس على الأرض وتسند خدها الأيمن على فخذه. - عشت سنوات عجافٍ في...
اليوم حلقت لحيتي، وكذلك شاربي، صنفرت جلد الوجه، ارتديت قميصاً قصير الأكمام أصفراً مزركشاً بالورود الحمراء، وشورتاً قصيراً، حذاء اسبورت ملونا بالبرتقالي والأسود، اشتريته خصيصاً لهذا اليوم، طبعاً تسألني كيف صنفرت وجهي، حسنٌ.. ببساطة وضعت حلة بها ماء على النار ثم عندما غلى الماء قربت وجهي من...
صناديق الاقتراع الكاذبة أمل الكردفاني إن تاريخ البشرية لم يتأسس يوماً على صناديق الإقتراع، منذ الأزل وحتى اليوم. هذا ما دعا أفلاطون إلى نقد الدموقراطية الأثينية وبناء جمهوريته الطبقية. تأسس التأريخ الإنساني على الحقيقة، لأن المسير البشري كان طبيعياً إلى حد كبير. الممالك والسلطنات...
(المسرح: شارع تحت برج عال بالمدينة). (في الشارع يلتف رجال الشرطة ومن حولهم بعض الجماهير بحيث يغلقون المشهد على من يقفون خلفهم). صوت - ابتعد قليلاً .. دعنا نرى معك.. صوت- ماذا تريد أن ترى؟ صوت- أريد أن أرى ما تراه أنت وتحجبه عنا.. صوت- وهل أناْ أرى شيئاً.. صوت- لا تتحذلق.. صوت- لا أتحذلق اذهب...

هذا الملف

نصوص
933
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى