انها الرابعة عصرا
ألا دقائق من خطوة الغياب
فتمهل أيها القادم من كسل الجبال
تمهل....
ارجوك تمهل...
فليس هذا أوان قطف البرتقال
. أتعذلني روحي فيك؟!
وهي تفتح لي أقصى الصمت
دمعا.
وأحار في عيوني
كيف اغمضها
كلما برقتْ بين جفنيّ سماك
اين تكون؟!
لا بل... أين اكون؟!
وكل ما يحيطني يجرني إليك...
وهكذا .......
تنام العاصفة في مروج العشب
وتحضن الاشجار ظلالها خوفا من الرياح
هكذا بلا شروط
وبلا ويلات
وبلا احلام
تبقين بين اصابعي كلمات تهمس
وصرخات تقول مالا تقوله الملائكة
هكذا اراك
حلما
قلبا
موجة
ظلا
من انت
اذن؟ !
أ أنتِ كلّي
وانا مفرد في زوايا النسيان؟
ما اقسى الوحدة!
وما اشد الليل !
وانت معي...
هكذا أنت
بعد أن انهكك البرابرة
التفت
رأيت السماء ثكلى
والرياح جنونا
والافاق ومضة في عيون اليتامى
ولم يكن فوق نخيلك الا هواجسك
وانت تفلسفين احلامك بالظمأ
كيف اذن تثقبين السواحل باصابعك؟!
فتنهار علينا الرؤيا
سلالات زنوج
وحقائب غرباء
ومحطات ابل نافقة
والسنة تخيط الفضاء بالاسئلة
وكؤوس طلى لذة...
صغارا
الى الجنائن المعلقة
صعودا
الى عين شمسنا
لم تكن اصوات اسلافنا
سوى أنين حجارات قبورهم الدارسة
ولم تكن اشجارها
ايامى
ولا نارنجها
كأس خمر
ولا سواقيها
عيون نساء
نحن
لم نتقن الخوف
ولن ندع اسوارها حطبا في
مواقد حرّاسها الوثنيين.
وغرانيقُنا
الغاطسون في جبّ الطين
مسكوا سرّتها
بغناء الفواخت
وهجرة...
١/حمامة :
من أسمال الشظايا
صنعت جناحيها.
ومن دموع الامهات
تعلمت الهديل.
ومن عري الصبية في البرك الآسنة
بدأتْ تنقرُ عباءات الظلام من وجوه الأيامى.
عقودٌ مرّت وهي ترفرف فوق حريق الأغاني.
لا عشّها سافر مع السنونو.
ولا فراخها استوطنوا ممالك الملح.
ظلوا فوق غصن يتيمٍ
يمسكون الريح صلاة.
والنجوم...
لا ظلّ لها الا الحزن
أركض خلف آلائها
فتلهث ورائي
قبور
جماجم
شظايا
دخان
سنين عجاف
وتأتيني بحة حروفها
كآية منحولة في انجيل السخط
تُغلق افاقٌ
يتعثر غيمٌ
يسافر مطر في الابار
تشرئب أرواح نخيل بعيون رمداء
هي التي انثالت يوما فوق صدري
وأغلقت زماني
بإزميل برق
وسندان ضباب
وحرف معلول
ولا ظلّ لي
كيف أراهن...
حينما آنحدرتُ الى ضفافِ الرؤيا...
(كانت مزاميرٌ الفراتِ صائمةً.
ونوارسُه ذبيحةً،
وشجرةٌ(طوبى) لما تزلْ تلمّ ظلالَهافي مشرقيّ الزوال،
اعنابٌ سكرى.،
طلحٌ منضودٌ في ثمالةِ كأسٍ من ياقوت.
ونخيلٌ مسافرٌ في (رزنامة)الماء.
لم يكنِ الملحُ عباءةً
ولا عرجونُه منكسراً كهلالٍ يتيمٍ.
خطايَ خدعتْني في اجتيازِ...
في نومِ الخطى
والكلام
في تحديقي الخائفِ
من بياضِ الورقةْ
ابحثُ عن نفسي التائهةِ
في الكلمات
فمتى ادركُ إنني
من ماءٍ ونار? !
وانّ التراب ما عاد
مجديا
حين تحمله الرياح
ُ الى المحرقةْ
خذي بيدي اليكِ
سيدتي
فالروحُ غابةُ لظى
والطريقُ اعمى
وعصاه مكسورةٌ في يدٍ
من رماد
وقنديلُ موتانا
تشهقُ انفاسُه
كلما...
أيتها الملائكة
خذي مما شئت الا ظلالنا
فالظلال هي ارواحنا
التي تصلي
فحينما اخبرني ظلي،
انه يخاف الليل
عرفت
لماذا اعشق الشمس? !
وكلما حاولت ان
احاور النجوم
رماني بالجنون
وحين ارسم لي
دارا يهدمه
بالظلام
.............
في داري
اشار الناس علي
بالجنون
فلا تكن بلا ظلّ يوما
ياصديقي
ظلّك لم يقترف ذنوب...
كنتُ كلمّا سمعتُ دويّا مبهما إلتفتُّ الى وراء:
-في الحافلةِ التي اركبُها منذ ستةَ عقود.
- في صرخةِ الإحساس الأول.
-في حليبِ الأثداء اليابسة.
-في حروف القراءة الراقصة بين دور اصابعنا الخائفة من مسطرة العقاب.
-في السوق مختنقا بالشتائم وتعرقات البدو وخصام المشترين.
-في النقوش المسمارية تحت حفائنا...
(الهناكَ...)
دلّني عليه
فأنا اشمّه ولا اراه
اسمعه ولا القاه
ادنو منه وهو بعيدُ عن مجراه
من يعرفُه سوى صائغ اختامِ الأسرار؟؛!
دربَ عثراتٍّ
وهديلَ يمامٍ مخنوق
وفراتا قامر ان يفتحَ ضفتيه
حاول ان ينحتُ شفتيه بطمي الابار فمات
هنااا
وهناااك
وهنااااااالك
لا يطرق أبوابَ الخيبةِ بسوى آهة
لا يخبز روح...
لا اسميه يوما
فلقد ضاق الوقت به
فصار حبل دخان
فآنتظريني عند ضفافك
لا جناح لديّ سوى عينيك
اصابعي لم تعد تحسن الكلام
حين غادرتها الاماني في الاحلام
خطواتي وهنت
وهي تدير رؤوس المارّة مبتهلة بقنديلك
يا ربة روحي
في الارض
مَن للساكنين في خيمتك سواك? !
انفخي في ترابي
لأحلق ملاكا ماطرا في مروجك
اوقدي...
هو احد الهؤلاء
نهّاز كضب
مخادع كثعلب
املس كأفعى
وامير هواء كذب
فلا تتعجلوا الحكم عليه
فلطالما خادع دروب اهله
ومنح اباه شرف خيانة الذاكرة
صاغ حبل دخان لمكائده
وهو يهرّ كبوق اخرس
حتى يغدو لسانه حبل مسد
واخدانُه مآدب موتى
وبدلاتُه
التي يزهو بها في الحفلات
-برباط اجش
وقميص دم
وقبعة ساحر...