علي السباعي

شيء لا يصدق أن تجد نفسك تحدث حماراً مسكيناً، يحاورك بكل طلاقه، هذا يذكرك بأن تعيش في منزل مهجور أبوابه تصر بانغلاقها وانفتاحها دون أن يحركها أحد. الذي حركها هو نفسه الذي جعل الحمار يتكلم، يخاطب "السيد وجع" حماره قائلاً: -إن حياتي ضائعة! تتنفس روح "وجع" أقداراً شوكية، تجتر أوجاعه، أيامه، حياته...
دخلَ متلصِصا تحملُه رؤوسُ أصـابعِ قدميه داخلَ المنزل ، جــال فيه متفحِصــا الأشياءَ الغارقةَ في الظلامِ والصمت ، وكــأنه طائرٌ خُلِقَ ليعيش في ظــلام الكهوف ، دفعَ احــدَ الأبوابِ ثم ولجَ داخلَ الغرفةِ التي ينـــام فيها زوجــان فـــوق سريرٍ حديدي عــالٍ عن الأرض ، طفــلٌ رضيعٌ ينامُ فــي مهده...
قطار اسمه:-غاندي أن تتأمل الحياة دون ضجة أو شكوى ربما يكون أفضل المواقف... ألا نشارك في الأشياء ولكننا آنذاك ونحن نتأمل سنفهم أن الحياة ليست سوى مزاح ثقيل مزاح مبتذل وبليد ولعب أخرق بالألفاظ الجيل الخائب/ ليرمنتوف -أكاد.. آسف على أيامي الماضية! قالها. (غاندي). وتنهد ببطء مفتعل. كأنه يسعى لإخراج...
وقفتُ مهموماً وسط َ شارع الهوى سابقا ً ألحبوبي حاليا ً في مدينتي الناصرية بعد خروجي مَن المدرسةِ وبرفقتي زميلٌ لي وصلنا ساحة ألحبوبي التي يتوسطُها تمثالُ الشاعرِ المجاهدِ ( محمد سعيد ألحبوبي ) ، مر رتل عسكري مؤلف من سيارات : ( اللاندكروزات اليابانية تحمل قادة الجيش الكبار ، والوازات الروسية ضمت...
خطفت مني قلبي سلبت مني نفسي أخذت مني العالم فرت مني لم تترك لي غير الشوق الواري وفؤادي الظمآن ((عبد الوهاب البياتي)) سقط نيزك على الأرض، تناثرت أحجار فوق أمواج النهر كأنها النذور تلقى فوق رأس العروس، مويجات النهر امتطت إحداها الأخرى آنئذ -انطلقت زغاريد الفرح، حينها طبع النيزك فوق خد الأرض...
هربت الشمس بعيدًا، خلف شباك من الغيوم الرمادية، انتشرت فوق نخلات فارغات في نهر صغير. خدش السكون رجلٌ يسير على الضفة، عَلَّق دشداشته بحزام عسكري، بانت ساقاه السوداوان هزيلتين. كان ممسكًا بيده صليبًا خشبيًا طويلًا ذا نهاية حديدية كأنها سيف أسطوري، يتدلى منها سلك طويل يتصل بأحد أعمدة الكهرباء خلفه...
صباغُ أحذيةٍ نافَ على الخمسين ... تسريحةُ شعرِ رأسهُ تْشبِه تسريحةَ العندليب الأسمـر ... يلقبونه " الواوي " ... بعــد ســـقوطِ الصنـــمِ ... أثنـــاءَ الحملــةِ الانتخابيةِ الأخيرة ... منهمكٌ في صبغ حذاءٍ ايطاليِ لأحد المرشحين القادمين مــن خـارج العراق... ســأل " الواوي" بعجرفةٍ وتعــالٍ...
أعمل مصلّحاً للأجهزة الكهربائية الدقيقة في مدينة أور ، تعلمت من زوربا حب الحياة ، وكنت كجيفارا متمرداً ، كنت معوزاً للفرح ، لابتسامات الناس ، للربيع يلامس قلبي ، للبياض ، لرؤية الألوان الفاتنة تطرز حياة الناس ، لأجواء السعادة تشرق على الناس مثلما أشرقت شمس تموز صباح اليوم الجمعة ، أشرقت فوق...
– كلكامش لا تعرض. انك لمن الخاسرين، واقصص ما جرى لك في دار السلام على الناس، لكل الناس. – انا الشاطر كلكامش اني لمن الخاسرين سأقص عليكم مارأيت وما شعرت به تماماً كما رأيته وشعرت به، انه حدث بالطريقة التي اقصها عليكم: لقد كنت من الخائبين، كنت خائباً في كل شيء، انا خائب حتى في العاب البنات، اذ...
أصوات قرع نواقيس كنيسة الأرمن الواقعة بداية شارع النضال تطرق سمعي بعد أن خلفتها وراء ظهري ماشياً وخطوتي بحجم مساحة بغداد باتجاه ساحة الطيران كأني فلاح أحرث ابتسامتي في وجوه المارة ، أنعقد الصبح وأنا وحيد ، ضائع مثل ضوء في الضوء ، صباح بغداد فتح كل نوافذ البغداديين ، أسمع أصوات ضرب النواقيس التي...
الاحتراق الكامل في مملكة الزاماما سألتُ نفسي كثيراً بعدما فرغتُ من إنجاز كتابة "احتراق مملكة الزاماما"، ترى هل ابتعدتُ كثيراً عن الواقع؟ أعتقد أن "احتراق مملكة الزاماما" قد ابتعدت كثيراً إلى درجة أنها اصطدمت بالواقع، فأردتُ لها أن تكون هي الواقع، فكانت هي الواقع عينه. الحرب التي هي قدرنا الدائم...
إنَّ نافذة في جلدي قد أشرعت. ظلت تبرق أملاً، وتتزود بشيء من ذلك الحب النابع من كون البؤس في ظروف واحدة واحداً رغم تغير المكان. نافذتي شفافة كالزجاج سرعان ما تتهشم بحجارة يطلقها طفل ما لأنه قد رام التخلص من سقمه بقذفه حجارة، ولا يعلم مكانها أحد حتى أنا، قد تكون المجهول! ذلك المجهول الذي يطل على...
كتب شاعر سـومري مجهول علـى لوح ٍعمرهُأكثرَ من ستةِ آلافِ سنة ، وُجِدَ في أور : - " حياتُنا أقصرُ من فتيلةِ قنديلِ المعبد لِنُعانقَ جديلةَ الشمس ِ الطويلةَ / وأحلامَ الناس ِ الضائعة َ / ونُسافرُ بها إلى الأبدِ". لاشيءَ في الدنيا بدون ِ قولٍ ، ولاشيءَ يعادلُ الكلمة َ لأَّنها الأصلُ ، ولاشيءَ...
أطفال يلعبون ( الشميطرة )(1) هتف الممسك بعصا أشبه بالصولجان :- حياة الحجاج . تطير العصا الصغيرة بعيداً ، تصول بين غابات الأيادي المتبارية بدأ العد :- عشرة . عشرون . ثلاثون ، 0000 مائة ، مائة وعشرة ، مائة وخمسون . هتف الجميع :- حي . الحجاج حي . * * *...
صبيحة يوم زاوجهما السابع، حياتهما تنساب كالينبوع المتدفق من بين الصخور، لمس شعر زوجته، أبصرته بعينين سوداوين سعيدتين، قائلة بلهجة جذلى: ـ ضمني إليك! ضمني. تفتت الصخور المحيطة بالينبوع، وتدفقت مويجاته كنغمات بيانو يطلقها تشايكوفسكي، ابتدرها متهللاً بقوله: ـ لقد حلمت بك ليلة أمس. بدا وجهها القمري...

هذا الملف

نصوص
47
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى