جعفر الديري

جاءت رواية الكاتب البحريني عبد العزيز الموسوي "قلبي في رقبتك"، بعد رواية "القبار الأعرج"، بعد مشوار طويل في كتابة القصة القصيرة. ورغم الزخم الذي حظيت به الرواية، مازال الموسوي يجد نفسه مدينا للقاص فيه، وليس العكس. يعترف الموسوي أن روايته الصادرة عن "فراديس" جاءت في اللحظة التي تكون السماء غائمة...
يعد د. محمد الخزاعي، أحد الباحثين والنقاد والمترجمين البحرينيين المهمين، سبق وأصدر عديدا من الترجمات، منها؛ "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل، و"المعطف" و"الأنف" لجوجول. أما الرائعة الجديدة التي ترجمها د. الخزاعي، فهي "قصيدة البحار العجوز" للكاتب والشاعر الانجليزي صموئيل تايلور كولردج. وهي ترجمة صدرت...
عندما سخروا منه، لم يكونو يُشاهدون شابّا في الرابعة والعشرين من عمره. بل طفلا في الخامسة، يدفعه عمّهم لأبيهم، خجِلا ينِزّ عرقا. صورة علقت بأذهانهم، وثبّتها أكثر، أبوهم الذي هزّ رأسه ضيقا بأفعال الشقيق السفيه، وأمّهم وقد بدت غاضبة أشدّ الغضب. أبوهم وأمهم الذين لم يتحرّجا من خروج شكواهم من باب...
لماذا تعلو الغيمة ثمّ تهبط؟! لماذا تهبط ثمّ تعلوا؟! لماذا ترسل ضوءا ثم تختفي؟! سأل رفيقه المستلقي على تراب الصخير النّدي، تحت ضوء القمر وسط نسيم مسكر، فزفر ضجرا من أسئلته!. ليس مجنونا ولا صاحب كرامات، لكنه يحبّ الموسيقى. ضغط على الآيفون، فانساب الصوت سماويا، لم يعجبه مستواه، رفعه حتى ضجّ الفضاء...
هذه السيدة الفاتنة أعرفها، إنها تبرق في ذهني كما يبرق مصباح في بيت عتيق. ومنذ أن فتحت باب السيارة وولجت داخلها، وما ترسّب من ذكريات يحاول أن يطفو على السطح. غير أنّ للأحزان سطوتها، وللأوجاع مكانها المتقدّم، فلا تقبل بآخر يزاحمها. إلتقت عيناي بعينيها. إبتسمت.. كانت أسنانها بيضا... - كيف حالك...
دعوت خادمي لمقابلتي، حتى إذا وقف أمامي وهبته مائة دينار. اشتعل وجهه سروراً، حتى بانت نواجذه، وظهر معها سني الذهب. لكن سعادته سرعان ما تبدلت إلى تساؤل. قلت له: - إنها خارج راتبك فاشتعل سروراً من جديد. - لكنها ليست لك فبان الكدر عليه. - إنها لعلاج ابنتك اكتسى وجهه بالوجوم. رفعت إصبعي...
دق الجرس مؤذناً بانتهاء اليوم الدراسي، وتدافع الأطفال من على مقاعدهم زرافات إلى الخارج، حتى مدرّس الفصل سارع إلى الخروج دون أن يلتفت إليه وهو التلميذ الجالس على مقعده، وقد أمسك بملابسه في خوف. كانت عيناه قد ادخرتا من الألم، ما زاد على حاجة طفل صغير، فهما تشبهان نجمين بعيدين في ليل دامس، وكساهما...
دقائق معدودة تفضّل بها رغم مشاغله، لم أتوقع أن أحظى بها... - في بيته فقط تبدو الأشياء على حقيقتها ذلك ما أخبرني به الحاج صالح الفرّاش... - وماذا أيضا؟ ابتسم.. - عليك أن تكتشف الأمر بنفسك. ساعتان من المشي السريع، في أزقّة موحشة وطرق غير معبّده، والطقس شديد الحرارة كثيف الرطوبة، ورغم ذلك كنت...
قصة قصيرة ـ جعفر الديري: كم هي حبيبة هذه الأشياء إلى قلبه، وكم هو مؤلم أن يفارقها بعد سنوات طويلة قضاها في صحبتها، وأن يتغيّر معها الطقس والطعم والأشخاص أيضا. عبثا سيبحث عن مجلس آخر يقضي فيه ما تبقى من شيخوخته؛ فلا أحد من أصدقاء الأمس على قيد الحياة سواه، ولا أيّ من جيل أبنائه يشرّع أبواب بيته...
قصة قصيرة - جعفر الديري: "صوت المجرفة يشبه مواء الهررة". قلت ذلك لسعاد فضحكت. أنثى تأكل السمن والعسل؛ وتنام على الفرش الوثيرة، في القصر الفخم، تستطيع الشعور بما يشعر به إنسان يحفر التراب ليل نهار!. جلست فوق الحجر الكبير، وأسندت رأسها إلى جدار الكوخ الخشبي. كانت ترتدي فستانا أبيض، وتضع على...
قصة قصيرة - جعفر الديري: العيدان الطويلة شاهدة على الأمس، كما هي اليوم. لم يتغيّر في الكوخ شيء؛ سوى أنّ المكان الذي كان يشغره أباه، يحتلّه شقيقه الساعة. وكان أمرا متوقّعا أن يجده كما خلّفه، وإن اكتست ملامحه بتجهّم لم يعهده فيه. أنهى صلالته، فوجده أمامه. إبتسم بهدوء، ثمّ عانقه بحبّ خالص... -...
- جعفر الديري: "الجسر في غبش الفجر مرتقى الروح. إنه لا يزال يعني لي الكثير، موسيقى صاخبة؛ أحملها في جيبي وأخفيها عن عين المارّة". - ألا تكفّ عن هرائك هذا؟ - ولماذا يا جميلة الوجه وسليطة اللسان؟ - لأنّك حالم لا تقف على أرض صلبة - لو انك لمست بيديك جماجم الموتى؛ لما كان مكانك سوى السحاب -...
قصة قصيرة - جعفر الديري: لأنّي يتيم؛ ولأنّ جدّي وجدّتي مشغولان عنّي بلقمة العيش، ولأنّي مطرود من المدرسة؛ محكوم علي بالفشل؛ وجدت متّسعا من الوقت؛ لكي أعيش كما أهوى؛ أخرج وأعود وقتما أشاء. لا أحد يسألني أين كنت؛ ولا ماذا فعلت!. عمري ستّة عشر ربيعا، وقوّة جسمي لا تناسب سنّي؛ فهي أكبر بكثير، لكن...
- جعفر الديري: الوقت يمرّ بطيئا، والفكرة التي تنصرف عن الذهن للحظة؛ تعاود الوثوب بقوّة، والحقيقة أيضا شاخصة للعين، وكذلك الغدر بكل تفاصيله، والغيظ بلغ حدا ينذر بانفجار الرأس، ولا شيء يستطيع أن يصدّ تيار الفكرة المليئة بالعفن. ذكرياته تحفر في الذهن أخاديدا تتوهّج، تصيح به أن لا يستسلم وإلا فإنّ...
- جعفر الديري: ست ساعات مرّت حتى الآن وهو على حاله هذه! ست ساعات والزوجة الوفية المخلصة نائمة في فراشها دون أن تُكلف نفسها أن تطل على هذا الزوج المريض، القابع في مكانه يتألم من أثر حصاة تسدّ مجرى البول، وتدفعه في كل لحظة ليقيء ما في بطنه!. الصالة واسعة، والغرف كبيرة، وجميع من فيها نائمون أو...

هذا الملف

نصوص
407
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى