عادل المعيزي

إلى العزيز Miled Faiza خَلْفَ أعتَابِ الفراديسِ تَعَلَّمْتُ أغَانِيَّ وَصَوْتِي غَمْغَمَتْ أَطْرافُهُ، مِنْ خَلَلِ الفِتْنَةِ حَتَّى هَزَّنِي البَرقُ وفَتَّقتُ غُيُوبي: إنْ تُحِبّيني قليلا، قلتُ والضَّوءُ تَخَفَّى صُدفَةً في عَتْمَةِ الديرِ المُحَاذِي للصَّوَاري سَيَذُوبُ الليلُ في الفَجْرِ...
-1- معذرةً يا أمي رأيتُك في الحلمِ زوجةً لي معذرةً فقد كنتِ بفستان الفرح وأنا أفكّرُ في خيانتكِ .... مع زوجتي -2- معذرةً يا أبي أيها الجزّارُ كنتَ تُحوّلُ لحمَ الأشجار إلى أبوابٍ وشبابيك معذرةً لم أكنْ بُومًا فخورًا رأيْتُكَ بعيْنيَّ هاتين سيأكل الدودُ صُوَرَها والترابُ يوما تَبْتُرُ بالمنشار...
هل تَذكُرُ يا عزيزي عندما كنتُ أنتظرُ بشوقٍ ابني مجد ليحلَّ بهذا العالم بعد أن تأخّر في القدوم متأثّرا بتأخّر قدوم كلّ شيء في بلادي.. هل تذكر عندما سَأَلْتَنِي: ما هو الإسم الذي ستطلقُه على ابنك الذي تنتظره؟ فقلت لك: سَأُسَمِّيهِ كَلِمَات! تفاجأتَ ونظرتَ إليّ بعينين يبرق منهما الاستعدادُ لشنِّ...
إن المثقفين والمبدعين (نساء ورجالا) هم الذين ظلوا حتّى الآن يدفعون أكثر من غيرهم بالانسانية نحو التطوّر وهم الذين ظلّوا باستمرار يوقظون الرغبة في التثوير والتجديد والتغيير من خلال نظم قيمية وأخلاقية جديدة كل هؤلاء لهم تأثير ما في حركة التاريخ ولكي يمنحهم الناس ثقة مطلقة يجب أن يثقوا في أنفسهم...
(كل تشابه في الوقائع والشخصيات ليس من محض الصدفة أبدا وهذا توقيعي"وأخرجَ من جيب سرواله الأمامي شيئا يشير إلى ما يُوقّع به") الشخصيات: -البابا شنودة -مساعد سادن المعبد تدور الأحداث في نهايات القرن الثامن عشر (حتى وإن كان البابا شنودة لم يولد بعد، فهذا أمر غير مهم) ركح بإضاءة خافتة ومفروش بسجّاد...
للأسف لقد كان بروتوكول 20 مارس 1956 مجرّد إعلان نوايا من قبل سلطات الاستعمار التي ظلّت محتلة للجنوب التونسي ولشماله لزمن طويل حتى بعد اصدار دستور 59.. وبعد إنهاء الوجود العسكري المباشر ظلت اتفاقيات 55 المهينة هي التي تحكم العلاقات التونسية الفرنسية إلى اليوم إذ أننا لم نستطع أن نراجع بنودا عديدة...
الأَطْفَالُ هُنَاكَ على قارعة العالمِ قبلَ أوانِ اللَّوزِ يَمِيلُونَ إلى النّضجِ فتاةُ العشرينَ ربيعًا وثلاثة أحوالٍ أدركت المعنى أو كادَتْ لولا الجرّافاتُ ستطحنُ لحمَ العشرين ربيعًا وثلاثة أحوالٍ لا أدري كم طفلا عاش هناك، وراء جدار خربٍ في بيتٍ يهدمه صوتُ قنابل سُرّاق الأرض وسرّاق التاريخِ...
يحدث لي أحيانا التفكير في أنّه على الوزارات كلّها أن تشبه وزارة الثقافة، أن تتبلّد مثلها في انتهاج سياسة لا وازع لها فكرا وفعلا، نهمة ومتوثّبة ودائمة الاستعداد لالتهام منظوريها عبر الترغيب والترهيب وافتراس نفسها دائسة على كل القيم الثقافية التي ندافع عنها ونحاول أن نُعلي من شأنها.. وزارة ليس لها...
مَنْ أَنَا أمْسِ.. حِينَ عَبَرْتُ إلى غَيْمَةٍ في يَدِي مَنْ أَنَا فِي غَدِي رُبَّمَا احْتَشَدَتْ قِصّةٌ دُونَمَا سَبَبٍ ربّما.. عَبْرَ قِوامِكِ أمْضِي إلى لُغَتي، وأُفَتِّحُ زهرَ البَراري عَلى خَدِّكِ المُتآخِي مَعَ النَّهْرِ عَبْرَ مَوَاويلكِ البَدَويّةِ أمْضِي إلى حُزْنِ تلك العروبةِ.. وهي...
"كل محاولة لدمج عمل موسيقي فردي في إطاره الاجتماعي زائفة" أدورنو -1- في إحدى حروبي الصغيرة عندما كانت العجائز تجفّف السنوات الكئيبة وتطرقن حديد الأيّام مستعينة بكؤوس الشاي عند الظهيرة، كنت أعتقد أنّ لي عقلا يردّد الأغنيات ويجابه كوارث العقل العملي والعقل الاستبدادي ويخطر ببالي أنّ الرفض ليس...
سأكُونُ مُنْشَغلاً بها، هذا المساء سأكونُ مُنشغلا بها سأرتّبُ الأحلامَ قُربَ تَدَفُّقِ اليُنبوع أهدي أصيصَ الأقحوان عطور موجٍ لا يُطلّ مع الزبدْ زَبدٌ يُتَعْتِعُهُ المَدى.. ويُراقصُ المرسى القديمَ ويختفي ليَهُبَّ في جسد الظهيرةِ كالأبدْ سأكون منشغلا بها هذا المساء...
في جندوبة لم يَتَغَيّرْ شيءٌ كان أبي يستيقظُ في الفجرِ يُصَلّي في البيتِ بلا آيات وبلا سُوَرٍ وبلا رَكعاتٍ أو سَجْداتٍ وبلا سَجّادٍ كانَ يُصَلّي، كنتُ أصيخُ لهُ يستغفرُ ثمَّ يُعيدُ الاستغفارَ ويطلبُ عفوا عن ذنبٍ لا يعرفُهُ "يا رَبّي سِتْرِكْ وْعَفْوِكْ" يَدْعُو أنْ يَهْدِيَني اللهُ وأنْ يَهْدِيَ...
ستكونُ لي لُغتي أطَوِّعُها كصلْصالٍ إلهيٍّ وأعْجنُها كخبزٍ آدَميٍّ، عندما أحتارُ في تشْكيلها، سأُلَعْثِمُ الأفكارَ ثمَّ أذوبُ في صُوَرٍ بلا كلماتِها كنهايَةِ الأخْدودِ في جُرْحِ الخيالِ وفي يَقينِ الظلّ يَنْتَشرُ الضياءْ ستكونُ لي لُغَتي.. لتُسْلِمَني إلى قُدْسِيَّةِ التَنْقيطِ في ليلِ العُبورِ...
عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلاً أجُوبُ الأَعَالِي وأَبْحَثُ في أَصْلِ يَوْم القِيامَهْ أتَشاجَرُ مَعْ صَاحِبِي وَأَقُولُ لَهُ: " إنَّ يَوْمَ القِيامَةِ بَعْدَ غدٍ "، أيْ بُعَيْدَ انْحِنَاءِ الزَمَانِ ورَاءَ الغَمَامَهْ وإذا لاَ يُصَدّقُ قَوْلي ويَشعرُ بالخوفِ أحلفُ دُونَ يَقِينٍ: "ورَحْمَةِ بَابا"...
البارحة رأيتُ القمرَ يَحْلُمُ أنّه فِتْنَتكِ والتفّاحَ في سَلَّةِ الغِلالِ نَهداكِ والنهرَ فَجْوَتُهُمَا البارحة سَمِعْتُ المُوسِيقَى تَحلُمُ أنَّها ضحكتُكِ وأمْوَاجَ البحرِ تَنْهِيدَاتُكِ "المَطَرَ وغابةَ...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى