كاظم جماسي

شتاء أو صيفا، وعند الخيط البكرمن نسيج الفجر، كل منهن تحكم نقاب وجهها جيدا، لتهرع متأبطة شوالاتها، وبعزم مقاتل مستميت ينطلقن نحو كل ناحية من نواحي المدينة الكبيرة، للأحتطاب..، يقطعن مسافات تطول أو تقصر بين مزبلة وأخرى، يجمعن علب البيبسي الفارغة بعد ان يدعكنها ليودعنها جوف الشوال، منهمكات بعملهن...
لا يدري أحد، حتى هو نفسه، متى أمسى موظفاً في سلك الخدمة المدنية، كما هو الشأن مع لحظة أن يولد المرء، بلا أية إرادة للأختيار..، كان كل ما يفعله هو الترقب طوال مدة خدمته، صعود الدرجة تلو الدرجة، بصبر نافد، في سلم الوظيفة، لعله يفضي به الى أريكة (الطمأنينة) الأخيرة.. أذا ما أزف موعد إستلام مرتبه...
لم يكن نهارا عاديا ابدا، واتتني، الليلة الفائتة وحتى صباح هذا اليوم، ذات الغصة التي تلي الوصول، بعد عناء، الى طريق مسدود، كلما استعصى علي وضع نهاية مناسبة للقصة التي اكتبها .. وحين شرعنا بتناول إفطارنا، آخر حفنة عدس، أنا وزوجتي، وبالكاد أبتلعنا اولى الملاعق منه، حتى رن جرس الباب، فتحته وأذا بذات...
بعد أن صهرتنا مرائر السنوات وأفراحها الشحيحات في روح واحدة، كانت ميتتها المباغتة، أول طعنة غدر وأشدها أذى على الأطلاق، واجهتني في حياتي... واليوم، وقد بلغت الستين، وحيدا دونما حبيب أو أنيس، وسلال أيامي توشك على النفاد، أفتقد حضورها البهي، وأشعر باليتم المكتمل، كما لو كنت طفلا غريرا أفلتته قبضة...
الأوركسترا الوطنية المتعددة الأطياف والمقيمة منذ زمن بعيد، في جدارية فائق حسن، المزدهية باللآزورد والتركواز، والتي تكاد حماماتها أن تطير خارج إطارها لتسمق عاليا في سماء ساحة” الطيران” ولكنها عادت لتترجل، وتمام مقيمي جدارية حسن، مع خيط النور البكر من فجر يوم تشريني معتدل، عمال وفلاحون، جنود...
في رواحه وعودته متبضعا من السوق، كل يوم وطوال سنوات ضنك الحصار، يتوقف عند الكشك الذي أتخذته سكنا وفي الوقت نفسه، عملا لبيع لعب الأطفال المستعملة، يشتري مني عددا من اللعب، وقبل أن يدفع ثمنها، يسألني ذات السؤال في كل مرة: كم سعر قنينة العرق اليوم؟ وحين أخبره، ينقدني ضعف ثمن ما اشتراه، ويمضي مقهقها...
لم يك هناك غيري، وحدي كنت أتلقى هسيسا مصحوبا بأخيلة مندفقة بنحو متتابع وكثيف، ولم يك معي سوى بضعة ظلال لأسماء، ظننتني أعرفها، ولم أكُ أعرفها.. هناك.. كنت وحيداً وعارياً من أيّما عاطفة، من أيّما فكرة، كما لو أنني نطفة محض في رحم الوجود، ليس في أفقها أبداً الرغبة في الحضور، مكتفية بحظها من الوجود،...
كأي لص، ظل مستثارا متربصا، منذ أن هجع ليلا أفراد عائلته جميعهم، أمه وأبوه وأخوته ذكورا وأناثا، وقد توزعت مناماتهم سطح الدار. كانت الساعة، على وجه التقريب، قد جاوزت منتصف الليل، وهو وقت يكون فيه سكان المدينة قد غطوا في نوم عميق، بعد نهار تعب ومشقة في طلب الخبز. حين أخذ يرفع رأسه شيئا فشيئا، كان...
فيما السماء، على الضفة الأخرى من النهر، تقيم وسائد وردية وأراجيح وأسرة فارهة من نتف غيوم بيض، وتملأ فراغاتها ببالونات زرق بهيجة الهيئة، كان جان دمو، وقبالته قماشة سوداء مثبتة على حامل الرسم، منهمكا في تحويلها لبانوراما تكتظ، في قسمها العلوي بوجوه نظرة لأولاد وصبايا ينشجون بدمع مدرار، يساقط على...
الأوركسترا الوطنية المتعددة الأطياف والمقيمة منذ زمن بعيد، في جدارية فائق حسن، المزدهية باللآزورد والتركواز، والتي تهم حماماتها بالإنطلاق خارج إطارالجدارية، لتسمق عاليا في سماء ساحة" الطيران" ولكنها تعود لتترجل، وتمام مقيمي جدارية حسن، مع خيط النور البكر من فجر يوم تشريني معتدل، عمال وفلاحون،...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى