صفاء عبدالمنعم

فرجينيا تلك المرأة النحيفة التى عشقتها المرة تلو المرة، وظللتُ أهيم بها لسنوات طويلة منذ عرفتها، لماذا أتذكر هذا التاريخ تحديداً؟ عندما أقترب منى فرحاً وهو يمد لى يده بكتاب صغير، قد وجده فى المكتبة، وقال لى وهو يضحك سعيداً : هذا الكتاب يناسب أسلوبك تماماً ياحبيبتى، فأنتِ تكتبين مثل هؤلاء. ثم...
لم تكن تدرك جيداً،وبشكل قاطع،متى تعود بمفردها إلي هذا المكان مرة أخرى،كما وعدت النادل العجوز،وهى تنهض من مكانها بصحبة صديقتها التى رحب بها النادل ترحيبا حارا متواصلا،طوال مدة القعدة التى تجاوزت الساعتين تقريبا. قضت فيها على أربع زجاجات من البيرة الساقعة/المشبرة كما كانت تقول للنادل فى كل مرة...
لو كانت تستطيع أن تقتلها ، تلك الكلمات البذيئة والتى كانت تخرج من فم جدتها ، والمحملة برائحة نتنه ، ببخار الماء فى ليالى الشتاء الباردة ، وبعد أن تشرب كوبا كبيرا من الحلبة باللبن حتى يسهل عليها دخول الحمام صباحا دون مشقة أو تعب لأنها تعانى من حالة إمساك حادة وشديدة ومستمرة وخاصة فى فصل الشتاء...
كانت عيناه الزائغتان تحذرانى بشدة! كنا فى أول شارع أحمد سعيد من إتجاه العباسية، داخل الباص. صعد شاب مارقاً فى سرعة مثل السهم، وجلس على الكرسى بجوار الشباك خلف السائق. وعندما نظرت نحو الجالس إلى جوار الشاب، لمحت فى يده أسورة حديدية مربوطة فى يد الذى جلس إلى جواره، اليد اليسرى للعسكرى فى اليد...
كان يكتسب أهميته من طريقة الوقفة ، فاتحا قدميه على شكل حرف v ، ومن العنجهية والتوتر ، وهو يشعل سيجارته ، ثم يلقى بعود الثقاب على الأرض بعد أن يحركه في الهواء عدة مرات ، فينطفئ . ثم يبدأ الحوار بصوت خافت وناعم ولذيذ ، يجعل خدرا ما يسرى في كيانها , بعد أن تشرب فنجان القهوة المصنوعة بالروم على نار...
كانت تعتقد أنها تمتلك العالم , طالما معها كتابا فى شنطتها وورقة وقلما , أخذت تتجول فى شوارع الزمالك وهى تشرب من علبة الكانز , مستمتعة ببرودة المشروب وسعيدة بحرية التجول فى الشوارع بشكل منفرد ووحيد , وهى تردد بعض الأغانى داخلها وتصفر بعض الصفارات الضعبفة و وتشاهد فترينات العرض والمعروضات الفخمة...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث
أعلى