فضيلة معيرش - يوميات مثقف.. قصة قصيرة

فَتَحْتُ شرفة الذكرى علني اقرأ صفحة مشرقة من أيامي الغابرة ابتسمتُ في وجه عمري الثلاثيني ، انزلقت عين الليل الساهرة عن آهاتي فزادتها صمتا و توجعا ، أتراني أسرق بعض السويعات من سيدة النوم هذه الليلة الاستثنائية في حياتي ، وأنا أرقب ملامح طفلي وهو يغط في نوم ملائكي أحسده عليه مرّت ساعات قليلة على ولادته ، أتتشابه أقدارنا أم ستختلف ؟ قضيت أكثر من خمس سنوات أطرق أبواب المستحيل حاملا شهادتي الجامعية في الهندسة الميكانيكية ، أوصدت الشركات العامة والخاصة مداخل الأمل في وجهي ، لا توصيات تجعلهم يهتمون لأمري.
تذكرتُ جدتي أمهاني والشوق يعصر قلبي - رحمها الله - لم تتمكن من دخول المدارس كانت تنطق الحكمة من تفاصيل مخيلتها التي لم تثملْ مثلي بمطالعة مئات الكتب ، لتدرك ما يجب إدراكه.أغْرقُ هذه الليلة في تفاصيل رحلة الراعي الإسباني سنتياغو أو الخيميائي تتقاطع دروب الوجع بيننا هو يهيم باحثا عن الحكمة وأنا أهيم لاهثا تأكل سنوات يتمي وفاقتي وحاجتي من سنوات انتظاري لوظيفة تسدّ رمق أفواه أسرتي .هو يرتفع درجات في الفكر و أنا أنزل سلم الفقر .
تدركني دعوات أمي و بصيص من الفرج يلوح مع إشراقه الصبح رنّ هاتفي صوت صديقي بهاء يأتي قويا من أقاصي الصحراء امتنع عن إكمال دراسته والتحق منذ سنوات بإحدى الشركات، قال ونبرته تحفر سكون الحيرة بداخلي : هيا ياسين التحق بنا اخترتك من بين العشرات ، سنتسامر. سيشهد ليل الصحراء على إحياء أيام مرحنا ، نحرس عتاد الشركة ليلا .
أَخْفَيتٌ شهادتي الجامعية بين رفوف خزانة أمّي في بيتنا المهجور، طبعت قبلة يتيمة على خدّ طفلي نور ومضيت ...

تعليقات

القاصة والشاعرة، السيدة فضيلة معيرش، صاحبة القلم المميز.
متألقة دائما في سماء القصة..ما شاء الله..
 
أعلى