غفران سويد - لحظة صقيع.. قصة قصيرة

الخوف يحاصرالقلوب ، واﻷلسن تلهج بالدعاء لتيسير ولادتها .. الزوج بلهفة المشتاق ينتظر عناق وليده اﻷول ، وفي لحظات احتبست اﻷنفاس ، تعالت الزغاريد معلنة ولادة اﻷم وخروج طفل تعالى صراخه .. ، لكن الفرح لم يكن شفيعا لدموع الأم حين علمت أن المولود يحمل (متلازمة داون) ، رغم محاولة من حولها تهنئتها وأن تحمد الله على قيامها بالسلامة
إلا أن سهام الحزن اخترقت صدرها وانتثر رماد الصمت ، نظرت إلى زوجها والابتسامة ترتعش على شفتيه محاولا إخفاء مابداخله ، أدركت مدى الصعوبات التي ستواجهها .... ،
استسلمت للقدر ، وهاهي الأيام تمر
وهي تعتني به ، يضمه قلبها شفقة ، لم يكن لديها شعور اﻷمومة التي كانت تحلم به ، بات طعم الألم لا يفارقها ، بيدين مرتعشتين حملت طفلها ونظرت لعينيه تفكر في مصيره ....، ولم تشعر إلا بقوة تزلزل المكان والأشياء تتطاير ...
عبثا تحاول النهوض... ، استجمعت قواها لتجد نفسها على حافة منحدر والإعصار قوي ، لم تعد تتمالك نفسها ، شعرت بأنها ستهوي في عمق مظلم ، وإذا يَـدٌ صغيرة أمسكت بها وحلقت ؛ إنه ابنها الصغير تشبثت به لتستيقظ من حلمها وصغيرها بين يديها ، ضمته إلى صدرها وجدته باردا قد فارق الحياة .
.........
بقلم غفران سويد

تعليقات

نص حزين محزن.. للمشاعر الإنسانية للأم والأب.. مفارقة الخاتمة مدهشة.. وبموت البطل ربما تحيا القصة من جديد في مثل هذا الموقف .. على الأقل لأنه حلم.. تحياتي سيدة عبير
 
أعلى