طالعك الوجه في المرآة، تفجر بداخلك بئر أسى. غمرك شعور عميق بالشفقة عليه. لم تستطع تحديد أسباب الشفقة، فهل ترجع لياقة الجلباب المتهدلة، والمثني نصفها للداخل أم لانتفاخ تراه حول العينين؟ هل للعشب النابت في الوجه ( لم تزله منذ ايام ) أم للشعر الأشعث الطويل؟ ( لم تحب أبدا الشعر الطويل ). تعيد التحديق في الوجه الماثل بالمرآة. يستدير الانتفاخ بالعينين المحمرتين. تراهما صالحتين لوجه بومة. تتطير من ذكر الطائر المسكين. تترك العينين إلى الأنف. تراه أكبر مما يجب. تفكر في أنه قد يستطيل أكثر، يصبح خرطوما لفيل. فيل عجوز خائر القوى, تضجره الوحدة، ويستبد به الإحساس بالحزن والجوع .
تدفعك الشفقة لأن تخلع عنه الجلباب. يرتدي غيره. تذهب به إلى الحلاق. تقف به طويلا تحت الماء الدافئ. تعود به إلى المرآة. يختلف كثيرا عن ذلك الذي أطل في مرآتك قبل ساعتين, تمشط شعره الذي قصر. تتعرف بسهولة على الملامح التي تشبهك. خف قليلا الانتفاخ حول العينين. لم تعد قواه خائرة تماما. تصنع له فنجان قهوة. يمد يده وهو يذكرك بضغط الدم المرتفع وتحذيرات الطبيب. بسهولة تقنعه بأن فنجانا واحداً لن يضر. تنفرد به في الشرفة. تسأله وهو يرشف القهوة المرة بتلذذ عن سر الحزن الكامن فيه؟
تدفعك الشفقة لأن تخلع عنه الجلباب. يرتدي غيره. تذهب به إلى الحلاق. تقف به طويلا تحت الماء الدافئ. تعود به إلى المرآة. يختلف كثيرا عن ذلك الذي أطل في مرآتك قبل ساعتين, تمشط شعره الذي قصر. تتعرف بسهولة على الملامح التي تشبهك. خف قليلا الانتفاخ حول العينين. لم تعد قواه خائرة تماما. تصنع له فنجان قهوة. يمد يده وهو يذكرك بضغط الدم المرتفع وتحذيرات الطبيب. بسهولة تقنعه بأن فنجانا واحداً لن يضر. تنفرد به في الشرفة. تسأله وهو يرشف القهوة المرة بتلذذ عن سر الحزن الكامن فيه؟
