عنفوان فؤاد - المنافي أيضاً تكبر مع صوت الشاعر..

إلى صديق العزلة؛ صلاح فائق


هرم وجه الوقت
وتآكلت مفاصل الحنين..
مجرد الاستماع لصوت
الذكرى
تطحن عظام القلب.

وهذا الجسد،
هذا الجسد
مثل سيارة قديمة
تبيض الصدأ
تبيض العطب
تبيض مسافات القلق.

الرجل البعيد
الرجل الوحيد
يستلقي على وجهه
يؤثث غرفا كثيرة
داخل القلب
يربي فيها حمائم الدمع.

الرجل الوحيد
يدوزن قصائد
الجاز
يقول: أزيدكِ من الوجع
ضلعا.
أزيدك من الحب
نصا محترق.

صوت الدخان يصاعد
من مبخرة الرأس
يكتب
يكتب
ثم يعض
على كلمة ندم.

مع كل ضرب على ضلع العود
يتحرك اسم العراق
داخل تابوت قديم.

هنا في هذي الجزيرة
ماكانت لتنمو
القصائد
على جلد الجغرافيا؛
لولا الرجل الوحيد
الرجل
الذي يروض الشِّعر
الحب
والحنين
يقطع
ساق المسافة

دودَ المعنى
يأكل من عيني الصمت
كثير من المجاز
يتدفق في تجاويف الوقت..

وجوه الحسناوت
تشتهي عينيك أكثرَ،
أما عدوى الحنين
فتنتقل
إلى أبعد نقطة شوق.

الحلم محاصر
بقراصنة القصص القديمة.
لم يعد يتعلق الأمر
بقذائف الحب
ولا طعنات الأصدقاء.

على أرض الموسيقى
كل ساعة
تسقط بجعة
تزيد من عمر
البحيرة.

والوحدة يا صلاح
من تأليف المنفى.
بذكر اسمك
يسقط آخر حجر
في بركة
العالم.


مورفيـن الهمسـ
09/01/2018

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى