محمد عمّار شعابنيّة - تفّاحُ القمرِ.. شعر

قمَرٌ مرَّ الهُوَيْنا
فوْقَ سُدٍّ، لِيرى وجْه القمَرْ
كان حوْضُ السّدِّ ظمآنا
وكان الطّقسُ ظمْآنا
ومن عاميْن لم يغسِلْ أياديهِ الشّجَرْ …
شاءَ ذاك القُرْصُ أنْ يهرُبَ خلْفَ اللّيلِ
كيْ يُنسى ، كما حُوتٍ مريضٍ في بحَرْ
غيرَ أنّ الأرضَ لا تقدِرُ أن تنساهُ
فهْوَ الأخُ
وهْوَ الابنُ، في أسطورةِ الهندوسِ ،
مُذْ رَبّتْه أيّامًا هلالاً فكَبُرْ..
قال : لنْ أخذُلَ أختي الأرضَ
لنْ أخذُل ما فيها من الأشجارِ
والأحجارِ
والنّملِ الذي يغزِلُ من ضوْئي
خيوطَ الكدْحِ في عِزِّ السّمَرْ
لا.. ولن أسحَبَ رومنسيّتي القَمْراءَ من حُلْمِ البشَرْ
……………………..
ومضى يذْرَعُ خطًّا غجَرِيًّا
في سماءِ اللهِ حتّى
إذْ تراءتْ سُحُبٌ دكنَاءُ ناداهَا
وأوْصاها بأنْ تُتْرِعََ كأسَ الأرضِ دفْئا ومطرْ
عَلّ ليْلاً مُقْبِلاً إذْ يتراءى البدْرُ
يلقى السّدَ في عُرْسٍ بهيجْ
يقطفُ التّفاحَ من صدْرِ القمَرْ


محمّد عمّار شعابنيّة – المتلوّي – تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى