عبد الوهاب الفقيه رمضان - ثورة دموية لحمار مقهور.. قصة قصيرة

نظر الحمار إلى الفلاح قادما يحمل حزمة هزيلة من التبن الجاف الهزيل ، حيث بخرت حرارة الشمس كل ما فيه من رطوبة وأزال الزمن كل اصفرا ذهبي أو غير ذهبي . تبن سئم الحمار أكله وكادت معدته تتقيّؤه بسبب ما فيه من رداءة طعم ورداءة لون . لاحظ الحمار أن الكمية في هذه الليلة أقل من الليلة السابقة والكمية في الليلة السابقة كانت أقل من الكمية في الليلة التي سبقتها . فكر الفلاح ودبر فوجد أنه يستطيع توفير مال زائد لو أنه أنقص من كمية العلف . منذ أسبوع وكمية التبن تنقص ليلة إثر أخرى . كان الفلاح يملأه زهو بما وصل إليه ذكاؤه . إنه حمار ! ماذا لو أنقصت له ، فلأجرب هكذا فكر الفلاح ودبر وقدر . خاف أن الحمار يرفض الأكل أو أن يضرب عن جر العربية أو أن يرفض جر المحراث . تملك الفلاح زهو لنجاح فكرته . الحمار أكل كل التبن الذي وضع امامه في كل ليلة ، والحمار نفذ كل أوامر الفلاح . جر العربة ، جر المحراث ، رافق زوجة الفلاح إلى البئر التي تبعد عن البيت بضع كيلومترات وعاد معها يحمل قلال الماء كي تخبز زوجة الفلاح خبزها وتطبخ طعامها وتغسل ثيابها وتغتسل قبل النوم مع الفلاح وتغتسل بعد النوم مع الفلاح . وضع الفلاح حزمة التبن أمام الحمار وعاد إلى زوجته كي يسكن إليها وتسكن إليه .
لقم الحمار بعض أعواد التبن اليابس .. تملكته حسرة شديدة وأرسل تنهيدة حمارية . التفت يمينا فشاهد أرانب في قفص كبير تقرض قضبا أخضر يانعا لا بد أن يكون لنسغها لذة ولطعمها رونق . كانت الأرانب تقرض وسعادة عارمة تتبين من نظراتها وحركاتها والتفات بعضها إلى البعض كأنها تتغازل أو تتبادل إحساسها بالسعادة . أشاح الحمار بوجهه عن الأرانب فلفت نظره ثور يعب جريش الفول عبا في كرشه كي يقضي بقية الليلة في اجترار ما قد عب . زفر الحمار زفرة حمارية أخرى وهو يحسد الثور على ما ينعم به من علف لذيذ يدخل على نفسه انبساطا ويشبع جوعا ويسمك جسدا . غير الحمار نظره ناحية أخرى كأنه يدفن إحساسا بالحرمان وشعورا بالغبن . لكن إحساسه بالحرمان تضخم وشعوره بالغبن تضاعف . لفت نظره قطيع من النعاج والكباش والخرفان يبتلعون برسيما أخضر يانعا نسغه يكاد ينفجر من لحائه وينعه في اخضرار الحياة . سال لعاب الحمار وتلمظ كأنه يحلم حلم يقظة بشيء من القضب ، أو قليل من جريش الفول ، أو بعض عيدان البرسيم الخضراء اليانعة .
عادت بالحمار ذاكرته منذ سنوات .. يوم كان يرضع حليب الأتان التي ولدته لقد كان حليبا غزيرا دافئا لذيذا لا يشاركه فيه أحد من البشر فحليب الأتان لا تعد به قهوة الصباح ولا تصنع منه الأجبان ولا تستخلص منه الزبدة . بمجرد أن فطم غريزيا حمل إلى السوق حيث اشتراه الفلاح وبقي في صحبته زمنا . كان الحمار يجر العربة فجرا ليحمل عددا كبيرا من الرجال والنساء والأطفال إلى مزارع الزياتين وكلما تجمعت كمية من الزيتون كان يجر العربة نحو المعصرة ، كان يجر العربة مساء من المزرعة إلى بيت الفلاح . كان يجر العربة لينقل براميل الزيت إما إلى بيت الفلاح أو إلى بعض التجار في المدن المجاورة أو إلى فرع ديوان الزيت . في الخريف كان الفلاح يركب مع زوجته العربة وعليها أدوات الحراثة وأكياس البذر وما لذ وطاب مما يطعمه الفلاح وزوجته أثناء الاستراحة . أما الحمار فليس له من غذاء إلا التبن اليابس أو بعض العشب على حافة الحقل يناله إذا ما فرغ الفلاح لزوجته في كوخ يختفيان فيه . كان الحمار يسعد أكثر إذا أطال الفلاح مكوثه في الكوخ ، فيخرج الفلاح منبسطا وتخرج زوجة الفلاح منعمة وينال الحمار شيئا من اللطف وحسن المعاملة من الفلاح ومن زوجة الفلاح . ورغم أن الحمار ينقل الحاصدين إلى مروج السنابل ، ورغم أن الحمار يعود بالحاصدين من مروج السنابل إلى البيوت وهو يجر العربة مهما كثر عدد الراكبين أو قل ، ورغم أن الحمار يقضي أياما من الصيف رغم قيظه يجر النورج يدور كالناعورة وكلما توقف قليلا استحثه الفلاح بصوت مزعج أو بلسعة سوط ، ورغم أن الحمار يجر العربة محملة بأكياس الحبوب إلى بيت الفلاح أو إلى تجار الحبوب في المدن المجاورة أو إلى ديوان الحبوب .. رغم كل الأتعاب التي يتكبدها الحمار في الحرث والبذر والحصد والدرس .. رغم كل ذلك لا يطعم إلا تبنا جافا يابسا ، كان يتمنى أن يذوق طعم الشعير أو طعم القمح أو طعم الفول أو طعم الحمص أو طعم العدس أو طعم اللوبياء أو طعم الذرة الصفراء أو طعم الذرة البيضاء .. لكنها لا تتجاوز الأحلام والأمنيات .. رغم أن الفلاح ينتج كل ذلك في مزارعه ورغم أن الحمار يشارك الفلاح في الحرث والزرع والقلع والدرس .. تمتلئ جيوب الفلاح بالأوراق المالية من ذات الخمسين دينارا ، ومن ذات الثلاثين دينارا ومن ذات العشرين دينارا ومن ذات العشرة دنانير .. تتضخم الحسابات البنكية وحتى الحسابات البريدية ودفاتر الادخار . يسمن جسد الفلاح ويهزل جسد الحمار ينضر جسد زوجة الفلاح ويذوي جسد الحمار تتورد خدود أولاد الفلاح ويشحب وجه الحمار . يهنأ الفلاح وينكد الحمار . تفرح زوجة الفلاح ويحزن الحمار . يسعد أبناء الفلاح وبناته ويشقى الحمار .
لو كان للحمار علم وثقافة ومعرفة لسلى نفسه بأدب الحمير وفلسفة الحمير . لو كان للحمار وعي بالعدل والعدالة لرفع شكواه إلى حاكم الصين . حاكم الصين رفض أن يوجد مظلوم واحد في بلد يحكمها . حاكم الصين أصدر قانونا يمنع الناس من لبس اللون الأحمر إلا من كان مظلوما . كان حاكم الصين كلما شاهد مظلوما أمر بإحضاره واستمع لظلامته و حكم له بما ينصفه ويرد له حقه . أصيب حاكم الصين بالعمى فاشتد بكاؤه حتى قال له وزيره :
- لا مرد لقضاء الله . وإنك كنت عادلا منصفا وهذا ما يرضيك ويرضي كل من عرفك .
- أو تظن أنني أبكي لفقد البصر من أجل البصر ؟
- من أجل ماذا تبكي إذن ؟
- أبكي لأنني لم أعد قادرا على مشاهدة المظلومين وإنصافهم .
فحم الوزير ولم يجد كلاما يقوله . بادر حاكم الصين وزيره :
- وجدتها .
- ماذا وجدت ؟
- إذا كنت قد فقدت البصر فلي في سمعي العوض .
- كيف ؟
- سأجعل أمام القصر جرسا ضخما أربط فيه حبلا أي مظلوم يحرك الحبل فأسمع صوته أدعوه لعرض ظلامته.
ذات يوم قائظ حيث امتنعت الأرض عن الحافي والمنتعل كما وصف الجاحظ أرض بلعنبر ، وكان جميع الناس صغيرهم وكبيرهم فقيرهم وغنيهم إناثهم وذكورهم قد لازموا بيوتهم هربا من القيظ . وحين كان حاكم الصين محتميا في قصره إذ سمع صوت الجرس فاستشاط غضبا معلنا أن المظلوم ما خرج في مثل هذا القيظ إلا وأن ظلما لا يحتمل قد لحقه وأمر أعوانه بإحضار المظلوم حالا . فإذا بأعوانه يعلمونه بأن الذي حرك الحبل حصان . هتف حاكم الصين :
- وأين هذا الحصان ؟
- قلنا لك إنه حصان .
- وماذا في ذلك ؟ أحضروه حالا .
- أين ؟
- هنا طبعا ..
تبادل الأعوان النظرات .. وأسرعوا يحضرون الحصان . فتح حاكم الصين ملف قضية الحصان بمعرفة صاحبه وإحضاره إلى القصر حالا . سأل حاكم الصين صاحب الحصان :
- لماذا حصانك ليس في الإسطبل في مثل هذه الهاجرة .
- لقد أطلقت سبيله .
- ماذا .
- قلت إنني أطلقت سبيله .
- ولماذا ؟
- لقد هرم وزال الانتفاع به فاستغنيت عنه وأطلقت سراحه .
- كم لازمك هذا الحصان ؟
- ثلاثين سنة .
- ماذا تفعل به ؟
- أحرث عليه الأرض . يجر عربتي . ينقل أشيائي .
- كم تظنك ربحت هن هذا الحصان ؟
- الكثير الكثير ..
- ثلاثون سنة وربحت منه الكثير الكثير وحين هرم أطلقته يسيح في الأرض . لقد حكمنا باستعادة الحصان وإطعامه وإيوائه حتى يموت حتف أنفه وقد عينا وكيلا يتفقده يوميا والويل ثم الويل لك إن أهملته أو تركته بلا غذاء أو ماء .
لو كان الحمار قد علم بإنصاف حاكم الصين هذا الحصان لكان قد ذهب إلى الصين ورفع ظلامته .
ذات مساء شتاء بارد كان الحمار يجر العربة نحو بيت الفلاح ، قارب قرص الشمس أن يختفي في الأفق ، وبدأت العتمة تزحف . فجأة توقف الحمار . أدار الحمار رأسه نحو بطحاء رملية ليس فيها شيء من الحصى ، كان حمار يتمرغ ، يتقلب على جانب ثم ينقلب ليمرغ الجانب الآخر . يتمدد على ظهره رافعا قوائمه كأنما يتمطى . وفجأة نط حمار الفلاح نطة كادت تقلب العربة ومن على العربة وما عليها . فنخسه الفلاح بعصا لها طرف في حدة مسمار . صادفت النخسة دبرة في ظهر الحمار . دبرة حرمت الحمار الراحة .
حين يسكن الناس في مضاجعهم ويسكن الحيوان في مرابضه ، يسمع طنين نعرية ، ذبابة في لون بين الأحمر والبني الباهت ، لها خاصية بالالتصاق كأنما طليت أجسادها بالغراء ، تغمس الواحدة خرطومها في دبرة الحمار ، فتثقب ما تجمد من دم ، فيصل الخرطوم إلى شعيرة من الشعيرات الدموية ، يمتزج الألم بالشعور بالحكة وقد دغدغ الخرطوم بعض الحبال العصبية الدقيقة ، يضرب الحمار ظهره بطرف ذنبه فلا يبلغ الدبرة ، يحك الحمار جسده بالجدار فلا يبلغ مكانها .
هبت ريح باردة آتية من الشمال ، وتراكمت كتل سوداء في السماء ، وبدأت نتف صغيرة من الثلج تتساقط ، سرعان ما ابيض ما بين السماء والأرض كما لو أن زهر القطن ينثر ما في داخله .. لحظات قليلة وكانت الأرض تكتسي بطبقة بيضاء ناصعة من الثلج ترتفع طبقتها لحظة إثر أخرى . التجأ البشر للبيوت يحتمون بالمدافئ وبالأغطية الصوفية السميكة . وتكورت الطيور في ريشها بأعشاشها واحتمت الهوام بجحورها والأنعام بإسطبلاتها . كان جسد الحمار يرتعد من شدة الزمهرير وكان الجوع يقرص معدته . كان الحمار يرمق الأرانب تقرض جزرا يمتلئ ريا ونضارة ، تسرع الأرانب في قضمها لتحتمي بمراقدها . كان الحمار يرمق الكباش والنعاج والخراف تبتلع جريش شعير نخالته في لون التبر ولبها في بياض اللجين . كلما شبع أحدها تكور على نفسه تكور القنفذ وانخرط في اجترار ما امتلأت به معدته . أمّا ما زاد الحمار غيظا رؤيته ذلك الثور والبخار منبعث من منخريه وهو يلهف جريش الفول لهفا . كان معلف الحمار خاليا والخوف كل الخوف أن يكون الفلاح قد نسي علفه أو أن البرد قد أنساه ... فجأة انفتح باب الاسطبل ودخل الفلاح يحمل في كفه عويدات هزيلة من التبن يقدر تلميذ الروضة عدها . وكان برفقة الفلاح رجل يتّزر بمئزر أبيض مبرقع ببقع دم متنافرة مختلفة الأحجام والأشكال ، انحنى الفلاح يضع ما يشبه العلف في معلف الحمار ، لم يلتفت الحمار إلى ما وضع في معلفه بل اقترب من الرجل الغريب يتشمم البقع في مئزره .. استطاع الحمار تمييز الرائحة ، دم حميري .. تملكت الحمار رعدة سرت في كامل بدنه سريان الكهرباء .. فوبيا حميرية كبيرة زلزلت كيانه .. ماذا لو أتوه يوما ، وكتفوه وأضجعوه وجرى السكين في رقبته كما حدث لثور في إحدى الليالي .. شخر ثور ذات ليلة ونخر ، ثم سقط وقد أحدث ارتطامه بالأرض صوتا جعل الفلاح يأتي فزعا .. خوفا من أن ينفق الثور ميتة . استل الفلاح من جيبه موسى التمع نصلها ، وهوى على رقبة الثور بجرتين ليس لهما ثالثة .. انطلقت ماسورة دماء من أوداج الثور وأصدر شخيرا أفزع الحمار .. صورة الدم .. صورة اضطراب الثور .. صورة الثور وهو يضرب رأسه بالأرض بكل عنف .. كانت تلك الصور جميعها قد ارتسمت في مخيلة الحمار .. كم مرة كان يشم المكان الذي سال فيه دم الثور .. كان يطيل الشم ثم يرفع رأسه في الفضاء .. يصمت .. لا ينهق .. لا يضرب الأرض بحافره .. ثم ينكس رأسه مثبتا بصره في الأرض .. ربما يهندس قصيدة كشأن شعراء البشر .. ربما يهندس رأيا فلسفيا كشأن فلاسفة بني البشر .. ربما يتساءل تساؤلات وجودية كاستغراق الوجوديين من بني البشر .. لكن ليس للحمير لغة يفهمها بنو البشر .. الغريب أن الحمير يفهمون بعض لغة البشر !.. حين دخل الفلاح والجزار الاسطبل أحس الحمار بوحشة كبيرة ورهبة عميقة .. بان ارتعاد جلده .. بمجرد أن دغدغت رائحة مئزر الجزار خياشيم الحمار صارت الدنيا غير الدنيا والأرض غير الأرض والسماء غير السماء .. وضع الجزار كفه على ظهر الحمار يقدر كم لحمه وكم شحمه .. بمجرد أن لامست كف الجزار ظهر الحمار قفز الحمار بكل جسده كانت ردة فعل انعكاسية صادرة عن الجسد كله .. لم يتفطن لا الفلاح ولا الجزار .. قال الجزار :
- حمارك هذا جلد على عظم .
- خلصني منه .. استفد على قدر الإمكان .
- لا يبدو لي أن وراءه فائدة .
- لن نختلف في الثمن . ما يهمني أن أتخلص من أخس الحمير . ما ندمت في حياتي قدر ندمي على كسب هذا الحمار ، ابنة الحسن كانت أرشد مني عقلا ، لقد قالت : أخزى الله الحمير من مال ! في ظهره دبرة ، وفي بطنه كمرة ، قموص الحنجرة إن أرسلته ولى وإن ربطته أدلى .
- من ابنة الحسن هذه ؟ مالك صرت تتحدث بالفقهي ؟
- دعك من هذا . ماذا قررت ؟
- ليلة السوق سوف أذبحه . والرزق على الله .
باتصال ثلبائي بين الإنسان والحمير ، كأن الحمار نخست (أخس الحمير) كبرياء حماريته ، رفع الحمار رأسه نحو الفلاح ، كأنما يلومه .. كم هانت عليك العشرة ، تحملتك على ما فيك من قساوة ، لم يكفك ما سببته لي من آلام جسدية فانتقلت إلى القدح في كرامتي . كم بقي للسوق ؟ ليلتان . ودع الجزار الفلاح وغادر وهم الفلاح بالانصراف . لكن الحمار .. لكن الحمار .. لكن الحمار احمرت عيناه وضرب الأرض بحافره بكل ما يمتلك من قوة ورج رأسه رجة كادت تميته اختناقا لكن مازالت لحياته بقية انقطع الحبل الذي كان يشد الرقبة إلى الحلقة الحديدية المثبتة في جدار الإسطبل بالإسمنت . وقف الحمار وقوف المارد على قائمتيه الخلفيتين وانقض على الفلاح يعانقه بقائمتيه الأماميتين وغرس الحمار أسنانه في رقبة الفلاح وضغط بكل ما يمتلك من قوة . لم يبد الفلاح أي نوع من المقاومة ، ربما بفعل الفجاءة ، ربما من هول الفزع . انبثق الدم انبثاق الماء من فتحة فجئية في سد كبير . تهاوى الفلاح دون أن تبدر منه أية مقاومة وقد فاضت روحه . انهمك الحمار في هبر جسد الفلاح . هبر الحمار الفلاح لحمه وشحمه . ارتوى الحمار بدم الفلاح كان يتلمظ كأنما يتلذذ أو ربما يتشفى . نظر الحمار إلى عظام الفلاح متناثرة . هم بالانصراف ، لكنه عدل . صار يدق العظام بحافره دقا حتى صارت فتاتا ، ثم انهمك في دق فتات العظام حتى صارت مسحوقا . قضى الحمار ليلته يسفّ مسحوق عظام الفلاح سفـّا حتى لم تبق منها ذرّة واحدة . نظر الحمار إلى ما بقي من دماء الفلاح ، بعضها قد تخثر وبعضها قد جف لعق الحمار ما قدر على لعقه وحك الحمار بحافره ما جف من دماء الفلاح وتصلب فلحسه لحسا . شقشق الفجر كان الفلاح في معدة الحمار لحما وشحما وعظما ودما .


عبد الوهاب الفقيه رمضان
الدندان : 22 جانفي 2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى