زهير المالكي - آلات للوزن..

أشياء تدحرج نفسها وأشياء تصطدم بأشياء واهنة أو أقل منها قوة، أحيانا تقف إلا أنها في نهاية المطاف تستقبلها هاوية عميقة.. تتدحرج.. وتتدحرج.!
بين طنين الذباب وأزيز الصراصر ومواء القط وسقوط قطع الوزن وصراخ ( السيد ) الذي يشرف على الهاوية، كنت أتأملها، شاة هرمة، باستمرار، من تحت عباءتها القذرة ونظرات عينيها المتوسلة، هامدة كتمثال حجري نحت بأياد مجنونة تعبأ بكل ما يدور.. خوف.. فزع مشوب بحزن عميق.. مجاميع شياه وحملان تدخل وتخرج دونما رغبة، دونما مشاعر: من يعلن وسط الهوة عما يختلج؟ عن هاجس حتى..،، ربما لا يموت ولكن المؤكد سيعيش وسط الإحباط. الضعف لا زال يغفو في عينيها، تحاول أن تجر جسدها المنهك إلى حافة الظل المنساب من أعلى البناية.. تقدمت ببطء. صارت قريبة من الكوة. ترددت. لربما يسألها ( السيد ) عن حاجتها. امتدت قليلاً إلى الوراء. شعرت بالنعاس دائما يأتي، هذا الشعور يأتي مع الحزن.. هرع الدم، إلى شرايينها ودبت الحياة في جسدها وقررت أن تترك كل شيء في هوة (السيد) وتعود إلى حملانها فتكون قد احتفظت بشيء أثمن من الذي تركته في هوته القذرة.. تقدمت ببطء. لملمت لعاب الساعات الست التي كانت تعيشها مخذولة، متوسلة، خانعة.. وألقته بوجه السيد وطلبت منه أن يتقاسمه مع السيد الأعلى وعادت ترفع رأسها باتجاه سماء زرقاء وبعض غيوم بيض متفرقة.. ذلك هو المجال الفسيح الذي يفصل بين ما هو نقي ونتن.

* نقلا عن: موقع ااناقد العراقي
محمد عبد حسن : المجموعة الثالثة من أوراق القاص قصي الخفاجي.. في انتحار القاص زهير المالكي تحديدًا

-

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى