لأصل إلى حجرة الانتظار، كان علىَ أن أجتاز ممراً يعج بالراغبين في مقابلته.
هذا هو المقعد الذي أعتدتُ الجلوس عليه في زاوية صالة بيتي. هنا لاشىء آخر غيره، وعلىّ أن أجلس في انتظار أن يُسمح لي بالدخول.
هكذا أبلغني سكرتير مكتبه، ثم طلب مني أن أخلع نظارتي، فليس لأحد أن يدخل عليه بنظارة.
الأرضية عارية تماماً، لا أثاث ولا بُسط. ورائحة نفاذة لمطهرات تملأ المكان، وباب وحيد في مواجهتي أرنو إليه في رجاء أن يؤذن لي بالدخول. وأنا جالس.. أنتظر.
نظرت تحت قدمي فرأيتها بوضوح، ورقة بمائة جنيه، مطبّقة عدة مرات. تذكرت أن السكرتير جردني من نظارتي، عندئذ راحت ألوانها تتماهى مع بلاطات السيراميك الذي اختارته زوجتي لصالة بيتنا. غير أني أمسكتها بسرعة قبل أن تختفي، دسستها في جيبي، وفكرت أنها تكفي لشراء نظارة جديدة. فجأة أحسست بيده الكريمة تربتُ على كتفي من خلف، فيما كان باب مكتبه مازال مغلقاً في بهاء.
إختلت الأبعاد في خاطري فلا أدري إن كنت في بيتي أم في مكتبه، كان فضاءاً فسيحاً ومضيئاً حتى بدا الباب كأنه معلق في الفراغ، غير أني رأيت ملامحه الوسيمة بوضوح، وهو يدنو بوجهه من وجهي. وسألتُ نفسي في حيرة، هل عرف بأمر مائة الجنية؟ فهز رأسه وابتسم.
كانت ابتسامته مهيبة، حتى ملكني خوف، فأخرجت مائة الجنيه وقدمتها له فأخدها في ارتياح، ثم أعطاني ظهره ودخل مكتبه.
بينما كنت ألوذ بالفرار بين قطع الأثاث الفاخر، لم يكن في المكان إلا هو، كلما مررت بحجرة وجدته، حتى انتهيت إلى باب أخير، عندئذ سمعت صوت سكرتيره يهتف بي:
ـ ها أنت تعرف الطريق بدون نظارة.
هذا هو المقعد الذي أعتدتُ الجلوس عليه في زاوية صالة بيتي. هنا لاشىء آخر غيره، وعلىّ أن أجلس في انتظار أن يُسمح لي بالدخول.
هكذا أبلغني سكرتير مكتبه، ثم طلب مني أن أخلع نظارتي، فليس لأحد أن يدخل عليه بنظارة.
الأرضية عارية تماماً، لا أثاث ولا بُسط. ورائحة نفاذة لمطهرات تملأ المكان، وباب وحيد في مواجهتي أرنو إليه في رجاء أن يؤذن لي بالدخول. وأنا جالس.. أنتظر.
نظرت تحت قدمي فرأيتها بوضوح، ورقة بمائة جنيه، مطبّقة عدة مرات. تذكرت أن السكرتير جردني من نظارتي، عندئذ راحت ألوانها تتماهى مع بلاطات السيراميك الذي اختارته زوجتي لصالة بيتنا. غير أني أمسكتها بسرعة قبل أن تختفي، دسستها في جيبي، وفكرت أنها تكفي لشراء نظارة جديدة. فجأة أحسست بيده الكريمة تربتُ على كتفي من خلف، فيما كان باب مكتبه مازال مغلقاً في بهاء.
إختلت الأبعاد في خاطري فلا أدري إن كنت في بيتي أم في مكتبه، كان فضاءاً فسيحاً ومضيئاً حتى بدا الباب كأنه معلق في الفراغ، غير أني رأيت ملامحه الوسيمة بوضوح، وهو يدنو بوجهه من وجهي. وسألتُ نفسي في حيرة، هل عرف بأمر مائة الجنية؟ فهز رأسه وابتسم.
كانت ابتسامته مهيبة، حتى ملكني خوف، فأخرجت مائة الجنيه وقدمتها له فأخدها في ارتياح، ثم أعطاني ظهره ودخل مكتبه.
بينما كنت ألوذ بالفرار بين قطع الأثاث الفاخر، لم يكن في المكان إلا هو، كلما مررت بحجرة وجدته، حتى انتهيت إلى باب أخير، عندئذ سمعت صوت سكرتيره يهتف بي:
ـ ها أنت تعرف الطريق بدون نظارة.