المقاهي رؤوف عياد - حكاية مقهى له تاريخ وعشاق..

شهدت مدينة القاهرة على مدى تاريخها المعاصر.. عدداً من المقاهي ارتبطت بالمثقفين والسياسيين.

كان المقهى.. هو مكان اللقاء والحوار.. لم يكن مجرد مكان جميل يصلح للجلوس وقضاء الوقت.. بل كان المقهى هو اجتماع سياسي.. وندوة للمثقفين..

ومن خلال تلك المقاهي.. انطلقت تيارات ثقافية.. وأفكار سياسية سجلها تاريخ الثورات المصرية.. وتاريخ الأدب المصري.

ومرت السنوات.. وتساقطت تلك المقاهي الواحد تلو الآخر.



حتى كان منذ أيام قليلة.. عندما أغلق أبواب مقهي "ريش".. تحت لافتة الإصلاح والتجديد.. وأصبح منظر المقهى المغلق، يثير الشجن والذكريات لعدد كبير من الكتاب والمفكرين الذين عاشوا أجمل أيام حماستهم وشبابهم على مقاعد ذلك المقهى.



ومقهى "ريش" الذي يقع بالقرب من ميدان سليمان باشا في وسط القاهرة يعرفه جيداً أدباء الأقاليم الذين يأتون بحثًا عن الفرصة ولقاء الكتاب والمفكرين.. كما يعرفه أيضًا أبناء الدول العربية الذين يأتون للقاهرة وفي برنامجهم التعرف على بعض ملامح المجتمع الثقافي المصري..

وقد شهد مقهى ريش.. ميلاد وصحوة العديد من الأفكار والمشروعات الثقافية.. ومهما كان السبب وراء إغلاقه.. إلا أنه – وعلى فرض تجديد المقهى وتحويله إلى مطعم سياحي من الدرجة الأولى – فإن هذا معناه تغيير طابع المقهى.. وبالتالي تغيير رواده وزبائنه الدائمين.

وهذا ما يثير الأسف والشجن بالنسبة للكثيرين..

ففي كل دول العالم المتقدمة.. يحتفظون بالأماكن التاريخية، بطابعها وملامحها الأصلية.. والأمثلة كثيرة وبالذات هذه النوعية من الأماكن.. وأقرب الأمثلة مقاهي باريس الشهيرة.. ومقاهي روما ولندن.




Click to enlarge image 001.jpg
Click to enlarge image 001.jpg
Click to enlarge image 002.jpg
Click to enlarge image 003.jpg
Click to enlarge image 004.jpg
Click to enlarge image 005.jpg


في كتاب "الجنوبي" للصحفية عبلة الرويني عن سيرة زوجها الراحل الشاعر أمل دنقل أنقل تلك الكلمات كمدخل عام لقضية المقهى.

"كان مقهى ريش هو بداية الطريق إلى أمل دنقل.. إنه الملامح والمكان والهوية الذي بدأت منه رحلة البحث عن شاعر لا أعرف ملامح وجهه..

الزمان أكتوبر 1975.. رحت أبحث عن "مقهى" ريش في الزمان الذي أعرفه مررت أمام مقاهي شارع طلعت حرب اسأل حتى وصلت إلى مقهى ريش.. لم يكن يختلف كثيراً من حيث الشكل عن باقي مقاهي القاهرة.. بل إن شكله الخارجي لم ينم عن كونه ملتقى الأدباء.. أو حتى عنونًا أنيقًا لشاعر..

اسأل الجرسون..

الشاعر أمل دنقل؟

غير موجود.

ترددت أكثر من مرة على المقهى.. وفى كل مرة كان الزمان صباحاً.. ولا أجد أمل دنقل.. رفق بي أحد الجرسونات وقال:

"الأستاذ أمل لا يأتي إلا مساء.."

وفي المساء كان المقهى يمتلىء بالأدباء والشعراء.. الصوت عال.. والمبارزات حادة وساخنة الأصدقاء الذين سكنوا الوجدان في ذاك الوقت.. يحيى الطاهر عبد الله.. سيد خميس.. عبد الرحمن الأبنودي.. عز الدين نجيب، إنهم مجموعة كتاب وفنانو الستينيات لم تكن لديهم وثنية أو رغبة فى تجسيد آلهة أو أساتذة.. إنما الهدف دائماً هو البحث عن الذات الفنية والأسلوب الجديد.

تلك كلمات من دفتر الذكرى لشاعر عشق المقهى.. وعاش المقهى داخل وجدانه.. وهناك أيضاً ذكريات أخرى.

الروائي مجيد طوبيا يقول:

القانون في الأماكن المتحضرة يحمي أمثال هذه الأماكن الشهيرة وفي حالة إذا ما أراد صاحبها أن يبيعها فالقانون يلزم الشاري أن يحافظ على نفس نشاطها بنفس الشكل والاسم خاصة إذا كان المقهى قديماً وذا اسم..

على سبيل المثال مقهى ريش عمره أكثر من مائة عام وجاء ذكره في ثلاثية نجيب محفوظ.. أيضاً "لا بأس" لابد أن تتدخل الدولة لإعادة فتحه ولو كان قطاعًا خاصًا لما ظل مغلقًا لمدة عام وأكثر دون سبب.

إن هذه الأماكن المغلقة كانت تربح ربحًا ممتازًا ومن المؤكد أن أصحابها لم يبيعوها إلا أمام إغراء مبلغ ضخم وهذا يضر بمستويات البيع والشراء في السوق لأنه يخلق نوعًا من المضاربات غير الشرعية وغير القانونية.

الأديب جمال الغيطاني أحد أشهر مرتادي المقاهي.. يقول: "لمقهى ريش تاريخ قديم" كان مقرًا لثورة 1919.. فيه كانت تلقى الخطب وكانت تتقدمه حديقة تصل إلى ميدان سليمان باشا.. وخلال الثلاثينيات كان مقرًا لكبار الأدباء ومن روداه طه حسين.. وفي المبنى الذي يعلوه ولد الأديب الكبير فتحي غانم..

عرفت "ريش" في منتصف الستينيات بعد توقف ندوة الأوبرا التي كان ينظمها أستاذنا نجيب محفوظ.. كان المقهى مقرًا للأدباء وندواتهم وخلافاتهم ومناقشاتهم وفيه ولدت مجلة "جاليري 68" التي كان يصدرها الفنان عدلي رزق الله.. ومن أشهر رواد هذا المقهى الكاتب إبراهيم منصور الذي نظم جنازة الشهيد غسان كنفاني والتي خرجت من مقهى ريش.

ومقهى ريش يرتبط عندي بنجيب محفوظ لكن صاحبه أقدم على تصرف غريب إذ قرر أن تكون أجازته يوم الجمعة وهو نفس يوم ندوة الأستاذ.. ولو أن هذه الندوة في أي بلد آخر لأصبحت من المعالم الثقافية..

أنا أعتقد أن إغلاقه خسارة شديدة وإن كان قد انتهى عمليًا دوره الثقافي قبل أن يغلق.. خاصة بعد أن أصبح يرتاده الإسرائيليون كسياح.."

الناقد عبد الرحمن أبو عوف يدلي بشهادة مثيرة: "أبرز المقاهي الشهيرة بالتجمعات الأدبية توجد في باريس.. بل تكاد تكون الحركات الأدبية والفنية كالواقعية والرومانسية ظهرت في الجي اللاتيني ومونبارس.. وعندما تتأمر نشأة القاهرة الحديثة منذ أيام محمد علي وبعد الحملة الفرنسية تجد أن ظاهرة المقاهي التي يتجمع فيها المثقفون والفنانون والسياسيون وجدت في القاهرة.. ولعل أشهر المقاهي التي تمخضت عنها ثورة عرابي.. هي قهوة "متاتيا" بالعتبة وكان يجلس فيها "الأفغاني" يوزع "السعوط" بيمناه والثورة بيسراه.. يجلس حوله تلامذته سعد زغلول.. ومحمد عبده وأحمد عرابي وأديب إسحاق وآخرون. حتى بعد نكسة ثورة عرابي وانكماش المقاهي بعد تسلط السلطة الإنجليزية افتتح الشيخ حسن الآلاتي مقهى المضحكخانه وهناك كتب مشهورة عنه.. بعد ذلك توالت عدة مقاهي اشتهرت بتجمعات المثقفين كالفيشاوي.. وقهوة عبده رضوان بالحسين والقهوة التجارية بباب الخلق وكان يجلس عليها العقاد وحافظ عوض وعبد العزيز البشري.. وبار اللواء وكان يجلس عليه حافظ إبراهيم وقهوة ريش ولها امتداد تاريخي منذ ثورة 1919 حيث جلس به طه حسين والمازني وحافظ إبراهيم.. وأيضاً محمد نجيب وجمال عبد الناصر..

لقد خرجت من هذه المقاهي كل التيارات الثقافية والسياسية حيث كان يمكن اعتبارها بديلاً للأحزاب قبل أن تتبلور الأحزاب فى نواد سياسية أما عن جيلنا نحن فقد تعلمنا النقاش والثقافة في ندوة نجيب محفوظ في كازينو صفية حلمى بالعتبة وبعد مضايقات البوليس لنا انتقلنا إلى مقهى ريش حيث كان نجيب محفوظ يدير ندوته إلى أن تم إغلاقه يوم الجمعة وهو يوم الندوة بسبب المشاحنات الأدبية..

والآن يلاحظ المثقف أن هذه المقاهي تغلق وتباع لبائعي الأحذية والبنوك والانفتاحيين القدامى والجدد..!! وثمة ظاهرة خطيرة أن من يسمون أنفسهم بالإسلاميين هم الذين يشترون هذه الأماكن وهذا دليل على مد رجعي وتوجهات متخلفة تحاصر المثقفين الذين يتجمعون ويناقشون هموم الوطن وأحلامه.. والذين لا يملكون غاير الفكر والثقافة أمام سطوة رأس المال..

الكاتب والروائي يوسف القعيد يدلي بأقواله: "بشكل عام يمكن اعتبار المقاهي قبل السبعينيات أماكن مناقشة واحتكاك عقول بعقول.. لكن الأمر الآن أصبح مختلفاً.. أصبحت أماكن "للخناقات" وأيضاً أماكن "للنميمة" وفقدت دورها تماماً كملتقي للكتاب الذين يمكن أن يستفيدوا شيئاً من خلال المناقشات الأدبية الحقيقية... إن ما حدث للمقاهي هو جزء من محاولات هدم القيم التى سادت خلال السبعينيات في عصر الافنتاح المهول.

كنت منتظماً في التردد على المقاهي ومن بينها مقهى "ريش" بالذات أيام ندوة نجيب محفوظ وتوقفت بعد خناقة الناقد رجاء النقاش الشهيرة مع الراحل الروائي "يحيى الطاهر عبد الله" والتي حدثت بعد مجىء السادات للحكم..

صار الجو الآن في المقاهي شديد التلوث.. أذكر أنه قد حدثت مشاجرة بين قصاص وشاعر لمجرد أن الشاعر جاءته دعوة لمهرجان من دولة عربية ولم تأت للقصاص دعوة..

زمان كنا نستعير الكتب من المقاهي ونتبادل قراءة الأعمال الأدبية ونستمع لقراءات شعرية.. كان هناك نوع من التواصل والاستفادة.. والآن اختفت هذه المنتديات وتلك الظواهر.. اختفى المكان العام الذي يمكن أن يلتقي فيه مجموعة من الكتاب والفنانين.. حتى نجيب محفوظ نفسه، أصبحت ندوته في كازينو قصر النيل وأغلب روادها ليسوا من الوسط الفني.

حاليًا العلاقة الثنائية حلت محل التجمعات الأدبية التي سادت في الستينيات بعد أن ساد مناخ العزلة والوحدة.. أصبحت هناك ربما "قعدات" في بعض المقاهي مثل سوق الحميدية.. والتي يرعاها الناقد فؤاد دوارة لكن هذه الجلسات لا تفرز مدارس أدبية ولا مناقشات.. بل هي جزء من الوحدة والانعزالية.

الشاعر مهران السيد: من المعروف أن القاهرة العاصمة التي تختزل كل الحضارات في أحشائها.

وعلى مدى عمرها الطويل أصبحت تتميز بمواقع يلتقي فيها مختلف طبقات الشعب.. وهذه إحدى ظواهرها الحضارية.. يؤكد ذلك أن هذه الأماكن التي ارتبطت بتاريخ الثقافة المصرية ومن خلال روادها الذين كانوا يشكلون في معظمهم تيار الثقافة العربية الذي ينعكس على كل المنطقة العربية المحيطة بنا..

وإذا كانت مدينة الألف مئذنة تفخر بأنها مدينة الأزهر الشريف وهذا يمثل وجهًا هامًا من وجوه عطائها على امتداد التاريخ فإن هناك أماكن أخرى بعيدة عن العطاء الديني تمثل نقاطًا مضيئة للثقافة المصرية التي هي في النهاية ريادة للثقافة العربية..

كان هناك في القديم مقهى "اللواء" الذي لم يكن مكانًا لاحتساء القهوة أو تدخين النرجيلة فقط.. بل كان منبرًا سياسيًا ومعملاً لتفريغ أجيال جديدة من الثوار والسياسيين والشعراء الذين احتلوا مكانة بارزة في حركة المجتمع الثقافية.. أيضًا كان هناك مقهى الفيشاوي الذي لم يكن مزاراً فلكوريًا يرتاده عامة المصريين فحسب لكنه كان ملتقى المثقفين دومًا.. وأيضًا مقهى "الدقي" الذي أصبح بمرور الزمن ملتقى لكثير من الأدباء..

ومقهى "ريش" مسجل في كل النشرات السياحية العالمية وأيضًا جاء ذكره "بالانسكولوبيديا" باعتباره موقعًا ثقافيًا وترفيهيًا في القاهرة.. وقد قرأت له ذات يوم "أن طه حسين كان يجلس في مقهى يدعى ريش في شارع سليمان باشا".

ومن هنا وإذا أسقطنا ريش القديم وبدأنا من مقولة طه حسين فمئات المثقفين اتخذوا من هذا المقهى منتدى أسبوعيًا لهم وبعضهم اتخذه مقرًا لجلسة يومية ليس المقصود منه الجلوس في مكان متميز بشارع المال المصري الشهير بل إنه كان مصنعًا بلورة الكثير من الأفكار التي اعتقد أنه كان لها تأثيرها الواضح والعميق في الثقافة المصرية الرائدة بالنسبة للعالم العربي.. هذا بجانب أنه كان محكاً لتفاعل الأفكار السياسية التي كانت وسيكون لها شأن في صياغة توجه الإنسان المصري..

الفنان عادل إمام كانت له جولات على مقاهي القاهرة.. كان زبونًا دائماً لمقهى لا بأس ومن قبل مقهى سفنكس.. وأيضًا ريش.. وعندما أغلق لا بأس توقف عن الحضور..

أجاب على تساؤلاتي بحزن قائلاً:

"لولا أن النيل يحدد شكل القاهرة لأصبحت ورشة وحتى النيل نفسه نحن نلوثه..

حاولنا مرة أن نصور فيلمًا في الأربعينيات فوجدنا أن هذا مستحيل.. القاهرة تغيرت تماماً، ومن الصعب تحديد ملامح تلك العاصمة التي كانت أجمل المدن.

أما قضية المقهى في مصر فهي قضية خطيرة.. أذكر عندما كنت في روما أن ما عُرض على مقهى شهير أن يباع بعدة ملايين ورفض صاحبها البيع.. والحكومة الإيطالية رفضت.. اعتبروها تراثًا لا يمكن التفريط فيه نريد قانوناً يحافظ على شكل القاهرة وتراثها.. حتى البني آدم المصري أصبح متغيرًا.. ولا ننسى أننا لم نحافظ حتى على سيرة زعمائنا وحاولنا تلويث صورتهم أمام الأجيال القادمة..

أنني ألقي تبصير ما يحدث على الكتاب والفنانيين.. لابد أن يتحركوا حتى لا تحدث الكارثة ونجد أنفسنا كالمسخ المشوه..

الفنان نهاد بهجت الحاصل على أكبر كم من جوائز الديكور في تاريخ السينما وأحد محبي مقهى ريش ومن قبله لابأس.. بادرني قائلاً:

إن الأماكن "عشرة" "وحنين" "وذكريات وتاريخ".. في العالم المتحضر كله كلما ازداد عمر المكان زاد التقدير له.. إنه يحترمون البشر وعلاقاتهم بالمكان.. وأيضًا يحترمون معنى أن يتقدم العمر بإنسان أو مبنى..

ونحن ماذا نفعل بفنانينا وكتابنا ومفكرينا ومقاهينا وأماكننا الجميلة.. إن الفندق الذي يتعدى عمر الخمسي عاماً في مصر ويكتسب شهرة عالمية.. يتحول إلى عمارة سوبر لوكس تزيد القبح قبحًا.. المقاهي القديمة والمطاعم التاريخية والمكتبات الثقافية كمكتبة "هاشيت" تتحول إلى سوبر ماركت ومحلات أحذية ويسقط اهتمامنا من رءوسنا إلى أقدمنا.

فلتكف معاول الهدم.. هدم التاريخ والحلم والحب وليسقط الدولار وثراء يوم وليلة.. وليعيش كل البشر بعطائهم وخبرتهم ولتعش الأماكن التي ارتدناها أطفالاً.. واحتوتنا رجالاً وشيوخًا..

للفنان محمد حمام ذكريات لا حصر لها مع مقاهي القاهرة.. ومقاهي باريس من قبل..

"عندنا كانت "إيزامنتش" مقهى للكتاب والفنانين كنا ما زلنا في بداية الطريق وأذكر أن لا أحد منا كان يملك أموالاً تساعده على الحياة بشكل منتظم.. كنت أحيانًا استقل تاكسي إلى المقاهي ولا أملك أجر العداد.. ثم أهبط وأطالب الجرسون بدفع ثمن العداد لأني واثق أن أصدقائي داخل المقهى يمكنهم إقراضي ما يعينني على قضاء بقية اليوم.. هكذا كانت الحياة وكانت أهمية المقهى..

أذكر عام 78 عندما عدت من باريس بعد سنوات وعند وصولي إلى القاهرة ألقيت بحقائبي وهرعت إلى الشارع كنت متشوقًا للقاء الأصدقاء.. ذهبت إلى مكاني المفضل وهو مطعم "وينيون" بجوار مبنى القضاء العالي ولدى وصولي إليه لم أجد المكان.. تطلعت بذهول أبحث عنه ولكني فشلت تغيرت ملامحه وبسؤال المنادي بدهشة من فقد مكانًا عزيزًا كان ملء السمع والبصر.. قيل لي "تعيش أنت لقد أصبح الآن بنكًا"...

إنها بعض الكلمات من دفاتر الحنين..


مجلة صباح الخير
العدد 1644، الخميس 9 يوليه 1987م، ص 20-24

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى