محمد إبراهيم أبوسنة - كأنه الغروب.. شعر

كأنه الغروب
يثيرنا بناره البطيئة التي يلفها
الرماد في المدى
فتمعن الظلال في بكائها
وتنطوي على حريقها القلوب
وتطفئ الحدائق التي خلت من الطيوب
بقية الأشعة التي
أذابها النهار في أغصانها
وتبدأ الغمائم الخضراء في الهروب
عواصف على جبال عمرنا تهم بالهبوب
هواجس تحاول الوثوب
لتغمر الأحلام بالسهام والأرواح بالثقوب
وتلك ذكرياتنا تحن لو تعود للحياة من قفارها
يلفها الشجوب
تلملم الفتات من موائد..
.. الزمان. تلتقي بوقتها العصيب
***
كأنه الوداع يرفع الشراع
والخريف يدخل الدروب
وحينما تحسست أصابعي الدوب
وصيحة الجراح فوق جسمي الجديب
حلمت لو رأيت طيف أمي الحبيب
يطل من وراء موجه يهل في شعاع نجمة
يجيء من جدائق الغيوب
لعلها تطيب جراحي التي تمتد
في شمال عمري الأليم والجنوب
لعل طيفها يريق فوق وحشتي
غمامة من الحنان
قطرة على اللهيب
سألت ذلك النسيم
بعض عطرها
وذلك الربيع
بعض دفئها
حلمت لو أعود مرة لصدرها
وآه لو أذوب
في ضمة تحيلني سحابة أو طائراً
أو موجة
لكن طيفها يلوح لي في بعده
القريب
ملوحاً بوردة ومرسلاً لدمعة
يضيع في فضائه الرحيب
رأيت ليلي الطويل مقبلا
يهز في وحشية نوافذ الغروب
يقنّع النجوم بالخطوات
وكل من سألته يشيح في برودة
يصمت لايجيب
تنفجر الأشياء في النحيب
تقرفص الأيام فوق صخرة
ممعنة في صمتها المريب
تخبئ اللآلئ الخضراء في قبورها
وتسكن الأسرار قلب سجنها
الرهيب

[SIZE=3][/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى