غرفةٌ للكوابيس البيضاء!

صورتُك حتى الآن تجلسُ على حافة الكومدينو
ليقف العالمُ على رِجْل!
صورتك بجوار الشجرة كبرتْ على الظل المقطوع منها.
وصورتك على الشجرة
تمدُّ ظلالَها إلى أقصى زاويةٍ في سريري
وتزقزق أحيانا
صورتك وهي تضع رجلأً على رِجْل،
تقتحم غرفة نومي
وتعبث بمحتوياتها،
ومحتويات الحنين،
وتضع النسيان تحت أقدامها.
والشجرة التي في الصورة تمدُ عمرها إلى أعلى،
الشجرة التي كتبنا عليها اسمينا مُتجاورين،
ولم ندع بينهما مسافةً للزمن.
ورسمنا لها قلباً يضحك بلا حدود
كبرتْ وشاخ فيها الوقت ،
وعبثاً حاولوا إنعاش ماضيها،
وتشذيب ذكرياتها اليابسة،
عبثاً حاولوا أن يقصوا ما طال من حزنها.
حتى اسمي واسمك المحفوران على جلدها بتروهما، خوفاً على الشجرة من الغرغرينا،
اضطروا لقطع تلك اللحظات التي تآكلت
ضحَّوا بقلبنا المرسوم حرصاً على صحة الشجرة،
ذلك القلب الذي رسمناه أخضر
ينزف الآن ماضيه
يبس كثيرا،
ولجأوا إلى بتر نصفه أيضا،
والشجرة المسكينة إلى الآن لا تعرفُ هل تعيش بقلبها هي،
أم بقلبنا الذي صلبناه في جذعها ليكبر !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى