زيزي شوشة - الأنبياء الجدد..

تحت سطوة الجنون الجارفة،
أريد أن أنتهي،
في عمق حديقة مهجورة
وقتها،
سينسحب الخوف من عروقي،
وأكون أكثر خفة،
ربما أتحول إلى زهرة،
أو نبات شيطاني،
وقتها أيضًا
لن أشعر بالقبر المرشوق في قلبي،
المجانين:
لا يعرفون القبور،
لا يشعرون بالزمن،
لا يموتون،
فقط
أريد أن أقول ما أريده،
وأفعل ما أريده؛
الكلام المحبوس
والأفعال المبتورة؛
يحفران المدافن في جسدي،
فلا تصدقوا العقلاء،
منذ أن خلت المدينة من المجانين،
تعبأت الشوارع والبيوت؛
برائحة الرصاص والدم
منذ فترة
لم أر الرجل الذي يجوب الشوارع، طالبًا من المارة أن يمنحوه قرشا،
لأنه لا يعرف أكثر من ذلك، لم أر الشاب الذي يحفر في عيني السيد الرئيس بعمق، ثم يتجول في الميدان مزهوًا بالنشوة، اختفى الرجل المسن الذي كان يقلد صوت التاريخ، أين ذهبت السيدة التي تقطع الشوارع بقدميها الحافيتين وجلبابها السماوي، وهي تغني بصوتها الحر؟
حبسوا المجانين، لأنهم يخشون الحقيقة، لكن الله سيحررهم قريبًا، ليهدموا البيوت الخرسانية، ويبنوا العشش، ويحرروا النهر، ويغسلوا بمائه الشجر، ويهشموا الأقنعة بنظراتهم
المجانين.....
لا شك أن الله يمنحهم رسائله،
لذا يشيعون في المدينة
أن أنبياء مروا من هنا بالأمس،
وأن الجنون هو الحل الأبدي
لتغيير العالم!



#اسمح لليل بالدخول



* Zizi Shosha

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى