لم يرغب في أكثر من لقاءات بسيطة منتظمة. خصوصا وان كل لقاء حار ساخن لم يكن يعني له سوى غياب طويل في الأفق، ستعهد فيه لكومة الغموض أن تشغله بالتساؤلات، في انتظار أن تظهر من جديد حاملة معها ما يجعلها قادرة على وأد كل تساؤلاته لتسير به من جديد نحو دورة جديدة من ظهور واختفاء.....
هل هي مجرد لعبة؟
إن ثبت له ذلك، فعليه أن يعترف أنها أمهر لاعب صادفه في حياته. وعليه أيضا أن يقر أن بدائيته كانت أول ما كشفت عنه اللعبة، ويتوجب عليه بعد ذلك أن يعمَد إلى مسح خطوط التماس الفاصلة بين ما كان يعتبره جدا و بين ما كان يراه ملهاة و لعبا.
هو صنف آخر من اللعب، ينتصب فيه شيء لا يمكن نعته باللاجدوى على قد امتداد الجد كنقيض للعب. لعب يكبر ليسع الحياة كلها ، و ليصبح فيها الجد و الجنون والمنطق والصبر والرحابة والضيق والفرح والاكتئاب مجرد قطع تتبادل احتلال المواقع في هبات مزاجية حادة، أو من خلال حسابات دقيقة لتتوزع داخل رقعة تنكمش لتصير في حجم ضيق الأمل الذي يسكنه في غيابها. ولتوازي اتساع الكون في حضورها . هل ستحتكم اللعبة لمنطق الربح والخسارة؟.
هو السؤال المؤرق الذي يكسر عظم جمجمته. لا يريد أن يخسر. و لا يريد أن يكسب. ويطمح فقط في وقائع عادية لحياة بمنتهى البساطة. الخسارة لن تعني شيا آخر غير الفظاعة. و المنطق يثبت أن الربح هو شكل آخر للخسارة. فلا حب أحد طرفيه في موقع المنهزم.و هو قبل ذلك لم يفلح أبدا في أن يكون لاعبا، لأنه ببساطة فشل في رسم معالم الحدود بين الجد و اللعب.
اللعب في منطقه مهما كان بريئا هو استعراض لمهارات.مبارزة توزع في ختامها شواهد النباهة والغباء. أضواء تسطع و أخرى تخبو. والاعتبار هو هو ،لا يهم كيف يحصل. لكن كيف سيكون وقع الخسارة عليه إن كانت مزدوجة تتعلق بالعقل والوجدان؟...
يا لها من لعبة قاسية ..ا لا يرغب في وضع المنتصر حتى وهو يجهل تعريفها لمنطق اللعب و مهاراتها فيه. و لأنه لا يود أن يراها في وضع المنهزم. هو شيء كريه جدا أن يرى المحب سطوته تلغي إرادة من يحب. فلا تلتقط مسامعه سوى أصداء صوته. على العكس من ذلك هو يحب أن يستلذ بمشاكساتها. وينعم بشدوها وان يملأ عينيه بملامح الفرح والحضور الكلي لها. أن يقرأ لغتها التي تكسر حدود الإفصاح التي لا تسعها الحروف والعلامات. أن يجلس في مسار هباتها وتفاعلها الخلاق مع جمال الوجود. ويتحسس رقتها الممتدة في تموجات انسيابية متوسعة لتدفئ من يستطيع أن يرقى لتبادل العشق مع روعة الحياة. هل يداري نفسه حين يصرح بهذا أم انه يبحث عن مبررات مسبقة لهزيمته؟....
يعي جيدا أنها امرأة حديدية.! جبروتها كامن في رقتها. و هو لا يستطيع أن ينسى كيف أعادته إلى رقعة اللعب حين ضجر من اللعبة، ولاح له أن أشواطها لا تتغير ولا تمضي إلى الأمام وهمَّ بتمزيق الرقعة و إتلاف قطعها .
قلق العشق كان قد أجهز على صبره بعد أن فشل من البدء إلى تلك اللحظة من أن ينتشل نفسه من القوسين الصلبين الذين وضعته بينهما بإحكام. وتولت تسييج كل المساحات المحيطة به بما في ذلك تلك التي تسمح له بالتنفس
لا شيء وجده يستبقيه داخل رقعة اللعب. لقد كان الباحث عن الهدوء الذي غاب عنه لعقود طويلة متلمسا استعادة الأنفاس بعد قطعه لمساحات الركض اللامجدي، والمتوسم لمبرر يخرس به أصواته الداخلية التي تتهمه بكونه الرجل الذي صرف العمر بلا طائل
حين التقاها، هدأ كل شيء. هنَّأ نفسه بكونه ظلَّ مدركا لغايته وأنه الآن يعرف لماذا عاش كل هذا الانتظار الطويل. و الأصوات سكتت والعالم حوله تخلى عن شغبه. تطلع إليها. كانت واعدة بكل شيء. هادئة. تأملها و كأنه كان يريد أن يتأكد من أنها هي نفسها تلك الموعودة التي بشَّرت بها أسفار من آلاف السنين. كان يحتاج إلى الكثير من الوقت كي يقتلع الطبقات المترسبة فوق شرايين فؤاده. استلقى في واحتها للتخلص من عناء الأسفار وتعب السنين و أغمض عينيه.
حين بارحه الشرود في تلك اللحظة المتموقعة على خط تقاطع السكون الشامل مع الوعي الشقي، تمنى لو لم يستيقظ أبدا... كل الأشياء وجدها قد تخلت عن ثباتها وسكنت انفلاتا لم يعد بعده معنى للأمكنة ولا للأحاسيس وملامح الوجوه. انشغل في رصد ذلك التنازع الحاد بين الأشياء ودلالاتها.، بين الأفكار واللامعنى ، بينه وبينها ، وبينه و بين ذاته .هل تمددت رقعة اللعب داخل وجدانه؟
.أحس بالهلع . أدرك انه بكل ما يمثله بما في ذلك روحه قد لا يصبح سوى مجرد قطعة جامدة ملقاة على هامش الرقعة، بعد ان وظف في نقلة كان الموت فيها هو الاحتمال الأكثر ورودا من اجل أن يستقيم منطق اللعب للاعب يعرف الانتصار بأنه توظيف للموت بشكل منطقي
تقوى تعلقه بالحياة و هو يستشعر أنه يتحرك في ميدان مليء بالاحتمالات التي تتساوى فيها فرص الموت مع الحياة. وانشغلت حواسه بأقصى طاقاتها مستشعرة كل شيء في تسابق رهيب للكشف عن المركز الذي قد ينطلق منه اللامتوقع من أجل الانقضاض عليه. وفي ذروة القلق انتبه فجأة إلى أن اللعب هو شكل من أشكال اغتيال الإحساس بالزمن . وعلى الفور أمسك بريشة وصار يرسم رموزا جامدة لا يمكن أن تتمدد فيها رقعة اللعب. في أولى خطوطه نقش شيئا مهما منها. وجدت ما أنجزه كان فظيعا. .راقه الإحساس بأنه نقل لها بعض ما خلفته فيه في نقلاتها السابقة. انتابه الإحساس بالانتشاء الذي أغرى عدوانية لا يعرف كيف خلقت فيه.كي تتقدم إلى واجهته. ولتحفر النقوش بعمق أكبر. أحست بالضيق أكثر فأكثر. انتبه إلى أن الطرف الآخر في اللعبة حين يشعر بالضيق فذاك يعني أن اللاعب الأول قد كسب مساحة. و لأنه كذلك، فهو يستطيع أن يتنفس و ان يمدد من عمر اللعبة آو يحسم أشواطها.
كانت اللعبة على مشارف نهايتها. وقدر ساعتها أنه الوقت المناسب للخروج من اللعبة دون أن يكون منهزما . وضع رجله الأولى خارج الرقعة، ولم يكن أمامه سوى أن يجر الرجل الثانية ليكون كل شيء قد انتهى. ساعتها جاء صوتها يعتصره الألم . كان مختلفا . محشوا بكل أحزان الوجود، يسمح لنفسه بالوصول لأي خلية في عمق وجدانه دون أن يحتاج إلى استئذان أو وساطة. هل كان صوتها مجرد قطعة لعب هو الآخر ؟ وهل فشل مرة أخرى في أن يكون لا عبا؟ وهل ما قالته له جاء تلقائيا أم أنه كان تسديدة لاعب ماهر قرأ مسبقا كل تضاريس الأحاسيس التي تصنع وجدان خصمه؟
" تألق واصنع مجدك بجراحي"
هو الاتهام الأكثر حساسية الذي لا يقبل أبدا أن يوصف به. لم يحرص في حياته على شيء مثلما حرص أن لا يوظف متاعب الآخرين من أجل صنع رقيِّه . لكن هل كان هو كذلك؟...وهل هي جراحه أم جراحها تلك التي رسم على الجدران؟
لم يشأ أن يمضي في مرافعته إلى نهايتها . ولم يكن ذلك مهما على الإطلاق أمام حنين جارف لها. والذي تدفق فجأة في عمقه . هل هو مزاجي لهذا الحد، أم أنها كانت قد جمدت قلبه داخل رقعة اللعب ؟
هل هي مجرد لعبة؟
إن ثبت له ذلك، فعليه أن يعترف أنها أمهر لاعب صادفه في حياته. وعليه أيضا أن يقر أن بدائيته كانت أول ما كشفت عنه اللعبة، ويتوجب عليه بعد ذلك أن يعمَد إلى مسح خطوط التماس الفاصلة بين ما كان يعتبره جدا و بين ما كان يراه ملهاة و لعبا.
هو صنف آخر من اللعب، ينتصب فيه شيء لا يمكن نعته باللاجدوى على قد امتداد الجد كنقيض للعب. لعب يكبر ليسع الحياة كلها ، و ليصبح فيها الجد و الجنون والمنطق والصبر والرحابة والضيق والفرح والاكتئاب مجرد قطع تتبادل احتلال المواقع في هبات مزاجية حادة، أو من خلال حسابات دقيقة لتتوزع داخل رقعة تنكمش لتصير في حجم ضيق الأمل الذي يسكنه في غيابها. ولتوازي اتساع الكون في حضورها . هل ستحتكم اللعبة لمنطق الربح والخسارة؟.
هو السؤال المؤرق الذي يكسر عظم جمجمته. لا يريد أن يخسر. و لا يريد أن يكسب. ويطمح فقط في وقائع عادية لحياة بمنتهى البساطة. الخسارة لن تعني شيا آخر غير الفظاعة. و المنطق يثبت أن الربح هو شكل آخر للخسارة. فلا حب أحد طرفيه في موقع المنهزم.و هو قبل ذلك لم يفلح أبدا في أن يكون لاعبا، لأنه ببساطة فشل في رسم معالم الحدود بين الجد و اللعب.
اللعب في منطقه مهما كان بريئا هو استعراض لمهارات.مبارزة توزع في ختامها شواهد النباهة والغباء. أضواء تسطع و أخرى تخبو. والاعتبار هو هو ،لا يهم كيف يحصل. لكن كيف سيكون وقع الخسارة عليه إن كانت مزدوجة تتعلق بالعقل والوجدان؟...
يا لها من لعبة قاسية ..ا لا يرغب في وضع المنتصر حتى وهو يجهل تعريفها لمنطق اللعب و مهاراتها فيه. و لأنه لا يود أن يراها في وضع المنهزم. هو شيء كريه جدا أن يرى المحب سطوته تلغي إرادة من يحب. فلا تلتقط مسامعه سوى أصداء صوته. على العكس من ذلك هو يحب أن يستلذ بمشاكساتها. وينعم بشدوها وان يملأ عينيه بملامح الفرح والحضور الكلي لها. أن يقرأ لغتها التي تكسر حدود الإفصاح التي لا تسعها الحروف والعلامات. أن يجلس في مسار هباتها وتفاعلها الخلاق مع جمال الوجود. ويتحسس رقتها الممتدة في تموجات انسيابية متوسعة لتدفئ من يستطيع أن يرقى لتبادل العشق مع روعة الحياة. هل يداري نفسه حين يصرح بهذا أم انه يبحث عن مبررات مسبقة لهزيمته؟....
يعي جيدا أنها امرأة حديدية.! جبروتها كامن في رقتها. و هو لا يستطيع أن ينسى كيف أعادته إلى رقعة اللعب حين ضجر من اللعبة، ولاح له أن أشواطها لا تتغير ولا تمضي إلى الأمام وهمَّ بتمزيق الرقعة و إتلاف قطعها .
قلق العشق كان قد أجهز على صبره بعد أن فشل من البدء إلى تلك اللحظة من أن ينتشل نفسه من القوسين الصلبين الذين وضعته بينهما بإحكام. وتولت تسييج كل المساحات المحيطة به بما في ذلك تلك التي تسمح له بالتنفس
لا شيء وجده يستبقيه داخل رقعة اللعب. لقد كان الباحث عن الهدوء الذي غاب عنه لعقود طويلة متلمسا استعادة الأنفاس بعد قطعه لمساحات الركض اللامجدي، والمتوسم لمبرر يخرس به أصواته الداخلية التي تتهمه بكونه الرجل الذي صرف العمر بلا طائل
حين التقاها، هدأ كل شيء. هنَّأ نفسه بكونه ظلَّ مدركا لغايته وأنه الآن يعرف لماذا عاش كل هذا الانتظار الطويل. و الأصوات سكتت والعالم حوله تخلى عن شغبه. تطلع إليها. كانت واعدة بكل شيء. هادئة. تأملها و كأنه كان يريد أن يتأكد من أنها هي نفسها تلك الموعودة التي بشَّرت بها أسفار من آلاف السنين. كان يحتاج إلى الكثير من الوقت كي يقتلع الطبقات المترسبة فوق شرايين فؤاده. استلقى في واحتها للتخلص من عناء الأسفار وتعب السنين و أغمض عينيه.
حين بارحه الشرود في تلك اللحظة المتموقعة على خط تقاطع السكون الشامل مع الوعي الشقي، تمنى لو لم يستيقظ أبدا... كل الأشياء وجدها قد تخلت عن ثباتها وسكنت انفلاتا لم يعد بعده معنى للأمكنة ولا للأحاسيس وملامح الوجوه. انشغل في رصد ذلك التنازع الحاد بين الأشياء ودلالاتها.، بين الأفكار واللامعنى ، بينه وبينها ، وبينه و بين ذاته .هل تمددت رقعة اللعب داخل وجدانه؟
.أحس بالهلع . أدرك انه بكل ما يمثله بما في ذلك روحه قد لا يصبح سوى مجرد قطعة جامدة ملقاة على هامش الرقعة، بعد ان وظف في نقلة كان الموت فيها هو الاحتمال الأكثر ورودا من اجل أن يستقيم منطق اللعب للاعب يعرف الانتصار بأنه توظيف للموت بشكل منطقي
تقوى تعلقه بالحياة و هو يستشعر أنه يتحرك في ميدان مليء بالاحتمالات التي تتساوى فيها فرص الموت مع الحياة. وانشغلت حواسه بأقصى طاقاتها مستشعرة كل شيء في تسابق رهيب للكشف عن المركز الذي قد ينطلق منه اللامتوقع من أجل الانقضاض عليه. وفي ذروة القلق انتبه فجأة إلى أن اللعب هو شكل من أشكال اغتيال الإحساس بالزمن . وعلى الفور أمسك بريشة وصار يرسم رموزا جامدة لا يمكن أن تتمدد فيها رقعة اللعب. في أولى خطوطه نقش شيئا مهما منها. وجدت ما أنجزه كان فظيعا. .راقه الإحساس بأنه نقل لها بعض ما خلفته فيه في نقلاتها السابقة. انتابه الإحساس بالانتشاء الذي أغرى عدوانية لا يعرف كيف خلقت فيه.كي تتقدم إلى واجهته. ولتحفر النقوش بعمق أكبر. أحست بالضيق أكثر فأكثر. انتبه إلى أن الطرف الآخر في اللعبة حين يشعر بالضيق فذاك يعني أن اللاعب الأول قد كسب مساحة. و لأنه كذلك، فهو يستطيع أن يتنفس و ان يمدد من عمر اللعبة آو يحسم أشواطها.
كانت اللعبة على مشارف نهايتها. وقدر ساعتها أنه الوقت المناسب للخروج من اللعبة دون أن يكون منهزما . وضع رجله الأولى خارج الرقعة، ولم يكن أمامه سوى أن يجر الرجل الثانية ليكون كل شيء قد انتهى. ساعتها جاء صوتها يعتصره الألم . كان مختلفا . محشوا بكل أحزان الوجود، يسمح لنفسه بالوصول لأي خلية في عمق وجدانه دون أن يحتاج إلى استئذان أو وساطة. هل كان صوتها مجرد قطعة لعب هو الآخر ؟ وهل فشل مرة أخرى في أن يكون لا عبا؟ وهل ما قالته له جاء تلقائيا أم أنه كان تسديدة لاعب ماهر قرأ مسبقا كل تضاريس الأحاسيس التي تصنع وجدان خصمه؟
" تألق واصنع مجدك بجراحي"
هو الاتهام الأكثر حساسية الذي لا يقبل أبدا أن يوصف به. لم يحرص في حياته على شيء مثلما حرص أن لا يوظف متاعب الآخرين من أجل صنع رقيِّه . لكن هل كان هو كذلك؟...وهل هي جراحه أم جراحها تلك التي رسم على الجدران؟
لم يشأ أن يمضي في مرافعته إلى نهايتها . ولم يكن ذلك مهما على الإطلاق أمام حنين جارف لها. والذي تدفق فجأة في عمقه . هل هو مزاجي لهذا الحد، أم أنها كانت قد جمدت قلبه داخل رقعة اللعب ؟