عارف حمزة - الآخرون.. شعر

بينما الآخرون كانوا ينزلون إلى الحياة بـيُسرٍ
و أناقةٍ بالغة
كنا نصعدُ إلى حياة أخرى
كالأسرى
كالمعوزين
بينما كانوا يدخنون
يرقصون
يلعبون بالمال و اسطوانات الغرام
يداوون أجسادهم بالجوع و الابتعاد عن النساء
كنا نـُـدخِـلُ أثاثهم المرمي إلى بيوتنا المرمية
و يضحكون يا إلهي
و يضحكون طويلا ً ..
/
كان ساعي البريد يقبـِّلُ أياديهم اللينة
و كذلك جباة الكهرباء
و الماء
و الضرائب
و سائقي دراجات الطلبات السريعة
و يوماً ما أولادُنا ..
/
كنا نذهب لنزور تلك الحياة
خلف السياج
وراء القضبان
كنا نذهب لنشاهد وضاعتنا
و ضعفنا
و جهلنا بالحياة ..
/
بينما كانوا ينزلون إلى النبع الصافي
إلى الحياة المرسومة بالألوان
المتدللة
كعذراءٍ
مطلية
باللعاب
كان علينا أن نصعد
و نصعد
أن نصعد أكثر
و نصعد
مكبلين بالحديد الأسود
بالكدمات السوداء
بالجروح التي لا تنتهي
بالجروح التي لن تنتهي
من طعنات ناصعة
بالدموع السود
حتى نصل للبلور الذي يفصل بيننا
و كان علينا
يا إلهي
أن نتضرع
أن نعتذر طويلا ً .


2 / 6 / 2005
- الكناري الميّت منذ يومين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى