عارف حمزة

الحياةُ محبوسة في إطارٍ من النحاس. أكباد مشوية بنار الصمت بينما القلوبُ ملفوفة بورق السيلوفان و موضوعة برقةٍ في الفرن . 2 روح رجلٍ كئيب تجلس ُ بفقرات الظهر المترققة و أمنيات مالحة تحل ُّ روح َ الكلمات المتقاطعة . 3 عين ٌ زرقاء مُعلـَّـقة على الجدار مثقوبة بالأسود . 4 روحُ رجلٍ يئن و هو يتذكرُ...
في غرفة العناية المشدّدة فكّـرتُ بين إغماءةٍ وأخرى لا بلْ تمنـّيتُ لو أنـّهم يعزفونَ لي قليلاً بدل َ كلّ هذه الخراطيم وتلك الدّموع في المـمرّ. / روحي تعلّـقَـتْ بذلك الكمان وإذا فسّـرتُ عودة الأحلام إلى منامي فهي عنايةُ ذلك الكمان. / تظنُّ الممرّضة بأنـّني ما زلتُ على قيد الحياة. كانت تقـلبُ...
عليكِ أن تكوني كئيبة أيـّتها الأشجارُ والحيوانات عليك أن تكوني كئيبة أيـّتها العيون الضريرة وأنت أيتها الكآبة عليك أن تكوني سعيدة ومقيمة وحتى أنتِ أيـّتها الكائنات الميـّتة عليك أن تكوني حزينة وميـّتة بهذا القدر لقد غادرَ الأملُ هذه البلاد. / كانوا قد جلبوا أصص الورد من بيوتهم النائمة في...
أدعُها تذهبُ حياتي التي في المنفى ومراتٍ كثيرة أدفعُها دفعاً عندما نصلُ إلى بقعة تنبتُ فيها فطور سامّة. / كنّا نظنُّ أنّها مرسومة بعنايةٍ على الشراشف والمخدّات ولكنّ الفراشات طارتْ بمجّرد استعمالها بعدَ أنْ غادرنا. / أفكّرُ فيكِ وأدفعُها إلى هناك. أصبحنا بعيدينَ عنكِ تلكَ المسافة التي قلتها لنا...
كي لا يظنوا بأننا نستسلم لم نرفع أيادينا مع أننا كنا نريدُ أن نرفعها قليلا ً وإذا كانت الريحُ من صالحنا كان الأهل سيرفعون رؤوسهم ويقولون : هذه ريحُ قتلانا . / من جهتي . كنتُ أتلهّـى بالأمل استغرقني الأمل فرفعتُ حذائي إلى حافة الخندق مستنداً بظهري إلى بيوت النمل الوهمية كي أقرأ "ثمانية عشر يوماً...
لشدة ما تخاصمـنا و تناهى صُراخـُـنا في الأنحاء أصبحنا مُضجريْن قاتمين صرنا مثل ضرتين أنا والحيــاة . / كَـبُرنا على ذلك الآن و ما يمكن أن أتذكره ُ لو نجحت ُ هو خيبة الأمل .. / نضحك ُ بدموع ٍ مثل عجوزين، و نحن نسمع زقزقة المفاصل، ترفو شيئاً جديداً و أنا أدخن من جديد مثل أرملتين في سنوات الحِـداد...
هذه حياة خفيفة فوق طاولة الزّينة حياة متوقّفة ولكنّها ما زالت حارّة منذ خمس سنوات لم تتغيّر أو تتقدّم في السن. الطفلُ ما زال يُخرج لسانه للمرآة طوال سنوات يفعل ذلك بعينيه الواسعتين. صورة الرجل، على يسار الطاولة، تنتظرُ مَن ينظر إليها الرجلُ الذي إذا ذهب لحربٍ لن يعود منها أبداً الشريطة السوداء...
ستسافرين يوماً ما وتـتركيـنـني وحيداً منذُ الآن أستعدُّ لهذا الشقاء . / بالتأكيد سأبتعدُ عن رفوف الروايات العاطفيّة . / من الأفضل أن أسهر كثيراً خارج المنزل مع أناسٍ يتحدّثون بصوتٍ عالٍ كي لا تجدَ تلكَ الأحلامُ طريقاً إليّ وإذا أتيتُ سأجدها ميـّتة كقطّـة جاعت . / سأكونُ في أبعد نقطة عن الماء إذا...
هناك جريمة ستحصلُ بعد ساعتين أيّها الجنديُّ الطيّب الذي يبتسمُ ابتسامة بلهاء أيها الجنديّ الحبيب الذي ارتجلَ خاتمَ حبّهِ في إصبعي أيها العَجول انظرْ إليَّ نظرةَ وداع . / أريدُ منكَ طفلا ً قَـبِّـلني قبل أن تذهبَ إلى الحرب اغتصبني كما يفعل الأعداءُ في أرضٍ كهذه الأرض و لكي أغفرَ لكْ قُـلْ لي...
رسمتُ ذئباً و خروفا ً بذلك المعدن الشاق ثم أغلقتُ الدفتر كي لا أجرحَ حلفا ً من الخطوط . / "الذئب سيأكلُ الخروف". فكّرت ُ و عندما فتحتُ الدفتر كان الذئب قد التهم خطوط الخروف كلها . / أستطيع أن أرسم خروفاً آخر لذئبي الصغير قد لا يكون نفس الخروف و لكن سيشبههُ على الأقل سيشبههُ في المصير . / فتحتُ...
في هذه الدّنيا خسرتُ كلَّ شيء وطوال سنواتٍ كنتُ أسندُ فكرتي عن العالم بيدينِ كان يمكن استعمالهما في أشياء أخرى لا تسبـّبُ كلّ هذه الآلام. أو وضعهما في حقيبة ورميها في البحر . كان يمكن أن أبقى ناظراً في السقف أن أُلهيه بالنظرات اليتيمة والقوية وليسقط فيما بعد بمجرد ِ أن أتلهّى بالأمل . / كان...
وُلدتُ في يومٍ عسكري كمن ينجو من حرب أهلية و كان هناك عشرات المتنزهين المدفونين مع كرات الآيس كريم تحت الجدران التي تهدمت من الصراخ العالي . / ببطءٍ ولدت كمن يُطلق طريدته مئات المرات طوال خمس سنوات ولدت ببطءِ التالفِ قلبُهُ و لكن بحزم المدمنين على الإدمان و كانت سنوات كافية لكي تنهي "الشبكية"...
الذي أرّقنا بهربه على بغلٍ ساذجٍ ما كانَ ليمرَّ في بالهِ أن يُغامرَ تحت ثقلٍ من المعصيةْ حتى ينتهي على مرأىً من القناصةِ في حقلِ الألغام. الذي جفَّ كقميصٍ مهترىءٍ من كلامِ الأسماكِ في الليلْ كلِسانِ المريدينَ الخارجينَ عليهِ في سهرات الشاي. مَنْ سَحَلَ المدينةَ و تركها تبكي في العراءْ...
الحياةُ محبوسة في إطارٍ من النحاس. أكباد مشوية بنار الصمت بينما القلوبُ ملفوفة بورق السيلوفان و موضوعة برقّةٍ في الفرن . 2 روح رجلٍ كئيب تجلس ُ بفقرات الظهر المترققة و أمنيات مالحة تحل ُّ روح َ الكلمات المتقاطعة . 3 عين ٌ زرقاء مُعلـَّـقة على الجدار مثقوبة بالأسود . 4 روحُ رجلٍ يئن و هو...
الأشياء لن تستردَّ عافيتها مرتاحة بكسل في حقل الماضي. هناك أحد ما أخذ الأسماء معه وعندما أغلقَ الباب وهبط انكسرَ قلبٌ على الدرجْ الدرجُ الصاعد نحو غرفة الماضي درج الحسرة الأولى درج الحبيبة والكلام عن الهجران درج الوردة التي تفـتّت بين الأصابع ولم تُهدَ . هناك أحد ما بريءٌ ومنـزوٍ اكتفى بنظرة ثم...

هذا الملف

نصوص
17
آخر تحديث
أعلى