عارف حمزة - حياتي التي في المنفى.. شعر

أدعُها تذهبُ
حياتي التي في المنفى
ومراتٍ كثيرة أدفعُها دفعاً
عندما نصلُ إلى بقعة تنبتُ فيها فطور سامّة.
/
كنّا نظنُّ أنّها مرسومة بعنايةٍ على الشراشف والمخدّات
ولكنّ الفراشات طارتْ
بمجّرد استعمالها بعدَ أنْ غادرنا.
/
أفكّرُ فيكِ وأدفعُها إلى هناك.
أصبحنا بعيدينَ عنكِ تلكَ المسافة التي قلتها لنا يوماً ما.
المسافةُ التي تبيْضُ فيها الغربانُ وتنعقُ
المسافةُ التي تبيَضُّ فيها العيونُ على الجانبين.
/
لا أحد منَ العُصاة ستحاولينَ إيقاظَه لصلاة العيد
أو لتعذيب الموتى في "مقبرة الجسر الحربيّ"؛
فقد صار الموتى يأتونَ إليك
وتغييّر رأيكِ عن الشوق
والانتظار
وحتى المُضيّ في العيش
ولم يَعُد بإمكانِكِ
سوى أن تسمعي فقط
وبوضوحٍ
أعمالَ عازفي مقطوعة الروماتيزم
في ركبتيك.
/
صرخنا في وجهكِ قبلَ أن نذهبَ
وقلنا أنّ ذلكَ سيُجفّفُ فيك ماءَ الحبّ
وقلنا أنّ ذلكَ سيقطعُ قدمي ساعي البريد بيننا وبينك
وقلنا بأنّ ذلك سيمحي آثارَ فمك وأنفكِ عن لباسنا الداخليّ
صرخنا وصرخنا في وجهك كثيراً
حتى ما عادَ من الممكن نسيانُه.
لذلكَ أعاني
أكثرَ مما ينبغي.



عارف حمزة
  • Like
التفاعلات: حنان العادلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى