عارف حمزة - حرب أهلية.. شعر

وُلدتُ في يومٍ عسكري
كمن ينجو من حرب أهلية
و كان هناك عشرات المتنزهين
المدفونين
مع كرات الآيس كريم
تحت الجدران التي تهدمت
من الصراخ العالي .
/
ببطءٍ ولدت
كمن يُطلق طريدته مئات المرات
طوال خمس سنوات ولدت
ببطءِ التالفِ قلبُهُ
و لكن بحزم المدمنين على الإدمان
و كانت سنوات كافية
لكي تنهي "الشبكية" عادتها السرية
في قذف
كل هذه المياه البيضاء .
/
كمن ينجو
من حرب أهلية طويلة
في مكانٍ ضيّقٍ .
/
قد لا أفهم هذا الذي يُـدوّي في قلبي
و يقولُ كلاما ً جارحا ً
و لكنني أغفر لهذا الذي ينظرُ إليّ
بالعيون الدامعة
و المكويّـةِ بإتقان
بالعيون المطلية بألوان قديمة
كأنها
عيون ٌ مجلوبة
من مخازن منهوبة .
/
ولدتُ
كما يليق بالأسرى
و المعوزين .
/
و كانوا يأخذون الجنود بعربات مدفونة
و ذاهبة للدفن
و كان الجنود يهتفون بأشياء غامضة
و بأسماء غامضة
لكي يتخلصوا منها
طوال الطريق الطويلة للموت .
/
شاركتُ في كل الحروب
حتى أنني شاركت في الحروب الوهمية
التي كانوا يؤلفونها في غرف النوم
و ينسونها
مع الأضواء الأخيرة للشامبانيا .
/
شاركتُ في كل الحروب
و حتى عندما كنتُ مسجوناً في بلد ٍ
مقتولاً في بلد
حتى عندما كانوا يسحلون قلبي في الطرقات
و يأخذون رأسي في صندوق من الكرز
على حصان سيبكي طوال الطريق
إلى رجلٍ طاعنٍ في السن
كي يبكي عليه أواخر أيامه ...
و حتى عندما كنتُ مهاناً
و مغشياً عليّ
كان شبحي يذهب إلى الحروب
بيدين من خزف
كان يطارد الأعداء
و عندما قطعوا يديه
كان يطاردهم بالدموع .
/
كنتُ
أخافُ
من النجاة
كنتُ أخاف من الأمل الغامض
فشاركت في كل الحروب
و كلما كنتُ أُقتـَـلُ
كنت أنهض
لأُقتـَـلَ من جديد .
/
من كثرة ما ماتت الناس
كانت الملائكة
لا تصطادهم بالسنارة
بل
بالأيدي .

11 / 5 / 2007

( الكناري الميّت منذ يومين )




  • Like
التفاعلات: ياسين الخراساني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى