صلاح عبد العزيز - الفزع.. شعر

يحدث أن تنام الشوارع بكفى
تصب بداخلى مطر فزع ووردات جحيم
وعندما يدلف الوقت إلى مخدتى
ارتب نفسى
كأن أستعيد يدى من شارع الفزع
إلى شارع يقلب الدكاكين برأسى .
رأسى تقلبنى فوق سرير من زجاج مكسور
ينفلت بائع ويجلس حيث لا سكون
إنما سوق ودكاكين ؛ مقاه وميادين ومشترون ومشردون.
تجاوزنى النوم فصرت صاحب حان
عندى كفايتى من الأصحاب والطرب
والخليفة هناك بسيفه
وجوقة من عظام ومغن يتيم.
لحن نشاز على عود بيد عظمية
خرجت من الهواء تغنى :
أيها الموتى ها هو الخليفة بسيفه فافرحوا
واجعلوا الحارات تخرج من عيونكم
فرحة باللقطاء منا.
ها هو المغنى ينام على زجاجه المكسور
تتقلب رأسه فى الفزع.
هذا المغنى وجدته يتيما
وعندما أدخلته لغرفتى السرية باح بأسرارى
بينما كنت نائما
دون أن أرى أجد رجليه مكبلتين بأصابعى
يجعلنى ساهرا لإدارة الجحيم.
انزعج اذا نام فى عروة الجاكيت
أمسكه وأعيده غير أنه
يحسب رأسى حانة مليئة بالنساء.
وكان يغنى :
أيها الطيبون اجعلوا عظامى كأسا
وجمجمتى قداحة واشربوا .
للجوقة والخليفة واللصوص كان يغنى :
من يشترينى بساعة نوم
استريح من عناء الآخرين.
كناس شارعنا
يحط برأسى مقشته
والغبار على سريرى إبر تين شوكى وسكاكين.
أيها المغنى يا من لا حياة به
تسكننى الوردات
ودون يدى تتعفن الأشجار من جذورها
وعلى وحدى مجمل الفواتير.
والسكارى فى قميصى ترتحل.
تدحرج الخليفة من سريرى
فصار قبعة والمغنى صار قشة بأظافرى
والجوقة كانت عش عصافير مهجور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى