صالح رحيم - كانوا بخير يا زبيبة.. شعر

كانوا بخير يا زبيبة كلهم كانوا بخير
كانوا يعشقون، ويقطعون الطريق،
وينجبون الأولاد، ويتمتعون بأشرف الأنساب
إلا أنتِ كانت الحرية دما مؤكسدا
يتشاطره في جوفكِ الغرقى،
وفي خلاياكِ الحنونة كانت الحياة
دمعاً متجمداً لا يذوب،
وعلى السرير كانت تنتظركِ النيران،
والصحراء في عينيكِ
كانت تكتظُّ مثل عمى
وحياتكِ كانت ذرة رمل لا أكثر
ذرة رمل سوداء إسمها زبيبة..

كلهم كانوا بخير حتى جيادهم
كانت تأبى المكوث في الاسطبل طويلاً،
حرة كانت جيادهم يا زبيبة
إلا أنتِ كنتِ تخبئين في جوفكِ الذئابَ
متلامعةًَ عيونها كالمصابيح
وشيبوب كان في قلبك
زجاجة فارغة تدفع بها الأيام
من ساحل إلى أخر..

كلهم كانوا بخير يعيشون في البراري
كانوا لا يعرفون ان الإنسان حر في البراري
والحيوان حر في البراري
والطير حر في البراري
كانو لا يعرفون أنكِ البراري كلها
وأن البراري كلها، مسجونة في البراري!

وكلنا اليوم بخير،
في قلب كلّ واحد منا
ثمة زبيبة ترعاه؛ تخاف عليه عطش الصحراء ووحشة لياليها
ولا تموتُ زبيبة كل واحد منا
حتى يعتق نفسه بنفسه!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى