رشيد حاج عبد إغبارية - في حضرة الخجل الصادم للحياة.. شعر

يدك اليسرى باردةٌ كالثّلج ,
يدك اليمنى حارّةٌ كأسفل بطنك ,
تتساؤل في ذاتك يا ترى ؟
من أين تخلق تلك المسافة بين اليسار واليمين,
ما بين الموت والحياة ... والرّضوخ إلى النّوم .
ترفع يراعك بين ماض ومستقبل. في حاضر راضخ للوهلة
تتخيّل نفسك تقود سيّارة لامبورجيني
كما في لعبة سيّارات على حاسوب قديم ,
لكنّك تتذكّر : كيف يمكنك أيّها الأبله
أن تسوق سيارتك بهذه البراعة
وأنت ترى مؤخّرتها فقط أمامك
تنثال أمامك ... بين أصابعك
دون أن ترى حتّى ما بداخلها .

رجلاك تحتكّان بوجل غرباء في حيّز عام .
انفاسك تصدر حشرجات منتظمة .
تخلق شعورا جماليته الوحيدة أنّه يذكّرك أنّك على قيد الحياة .
هل انا حيّ ؟
تعاود حكّ ركبتيك لتصطدم العظام بأنينٍ صامت .
"هات يدك ..
حتى أتلمّس درباً للخروج من وَشائج الشّجن
حتى يتوقّف شدقاي عن الإصطكاك وجلا من
مهزلة اعتلاء البشر عرش هذا الوجود
مهزلة الوجود في صناديق الكرتون وعلب الكبريت
مهزلةُ لن توقفها سوى صخرة عظيمة من كون ٍموازٍ"

تنظرُ في المرآة فترى شخصا غريبا عنك يحدّق بك بفضول ,
تراه يشعر بالألم في طرفه الأيمن ,
يضع يده اليسرى على صدره ,
تجحظ عيناه ,
ثمّ يتهاوى كعلبة سجائر مسحوقة فارغة ,
ولكنّه قبل أن يرتطم بالأرض
يطلق يده عبر المرآة ليمسك بها عنقك ,
ويسحبك معه إلى الأسفل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى