محمد الكفراوي - شَجَنٌ.. شعر

أُصحُو بِشَجَنٍ فِي قَلبِي.
كَإِسفِنجَةٍ بَالِيَةٍ
أَمْتَصُّ أَصوَاتَ العَالَمِ
أَتَشَبَّعُ بِثِقَلِ الوجُودِ
أَخطُو رُوَيداً إِلَى حَافَةِ العَدَمِ
وَبِيَدَينِ عَارِيَتَينِ
أُقَاوِمُ كَثَافَةِ الفَرَاغِ
ثُمَّ أَمُوتُ بِبِطءٍ شَدِيدٍ
مُتَأَثِّراً بِالحَيَاةِ.

(2) ثِقَلٌ
ـــــــــــــ

بِكُلِّ ثِقَلِكُم
تَضغَطُونَ عَلَى رَوحِي.
لَا مَفَرَّ
صِوَرِكُم عَالِقةٌ فِي خَيَالِي،
تَفَاصِيلُكُم الصَّغِيرةُ
تَتَسَلَّلُ إِلَى رِئْتِي.
أَتَنَفَّسُكُم فِعلاً
وَأَخَافُ أَن أَجرَحُكُم
فِي لُهَاثِ الزَّفرَةِ الأَخِيرَةِ.

(3) صَفحَةٌ بَيضَاءُ
ــــــــــــــــــــــ

تَعِبتُ مِن المُشَاهَدَةِ
مِن وَهمِ الرُّؤيَةِ وِرُؤيَةِ الوَهمِ
تَعِبتُ مِن الصِّوَرِ وَالأَلوَانِ
مِن التَّفَاصِيلَ اليَومِيَّةِ المَقِيتَةِ
مِن زَخَمِ الأَمَاكِن
وَالزَّمنِ المُمتَدِ بِلَا رَحمَةٍ .
تُتعِبُنِي اليَقَظَةُ
تُرعِبُنِي الحَقِيقَةُ فِي أَحَطِّ صِوَرِهَا
وَهَا أَنَا أَبحَثُ بِرَوحٍ تَلفَانَةٍ
عَن صَفحَةٍ بَيضَاءَ لِحَدِّ العَمَى
تَصلُحُ بِدَايَةً
لِحَيَاةِ جَدِيدَةٍ .

( محمد الكفراوي )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى