عامر الطيب - نسيتُ أين عشتُ سابقاً.. شعر

نسيتُ أين عشتُ سابقاً
إذا كنت قد عشتُ حياة أخرى
لكن علي أن أبحث عن نقطة الوهج
فمن المؤكد أنني عشت
مع امرأة بطيئة في المشي
و التحدث
امرأة مبهجة
كاللحظة التي ترفعني عن نفسي !

...

سبع أيام
غير كافية لصنع هذه السموات
و هذه الأرض المليئة بالحشائش
و الفجر
و الحشرات
غير كافية لمنع أخطاء كثيرة
من أن تحدث
كأن يتحرك الزمن إلى الخلف
أو تتخلص الحمامة من ريشها الزائد بحرقه
تلك أمور تعطل حساباتنا كبشر
دقيقين
ذلك أن خلق غيمة تعبر
البيوت بشكل حزين تلقائياً
يتطلب منا سنتين و خمسة أشهر

...

من سيفتح لي الباب؟
إذا صارت الأبواب هواء
بالشكل الذي يصعب فيه على الإنسان
أن ينتظر ربع ساعة على الباب واقفاً
فقد يصير هواء هو الآخر
و يجب عليه أن يبحث
عن جدران
تمنعه من أن ينتهي الى هواء غريب
في بلاد أخرى!

...

لا تكتب اسمك على جذع شجرة
فلن تستطيع فيما بعد
الحياة بصحة جيدة
قد تنظر للأشياء
و تدمع عيناك
أو قد تنتبه لأخبار عاجلة
فتتأسف
كيف احترقت الأشجار كلها
و من سيعوضنا عن أصغر أسمائنا؟

...

أحب الله كما أحب
زمناً قديماً
كان طموح الكائنات فيه
أن تبتكر اللغة بلحظة واحدة
لكن الإنسان حقق ذلك أولا
و صار يدون أشياء لن تفهمها
الأبقار أو العصافير
أو الأسماك
و قد مرت فترات طويلة
و هو يحاول جاهداً أن يستغل المخلوقات
التي لا تبكي
و أن يؤسس مكتباً
لإنهاء علاقة الطبيعة الوديعة
مع الله !

...

الظلم غير موجود إلا بصفته
الملل من أن تصير حياتنا مهددة مما يجعلنا
نسحق البشر الآخرين بحذر .
الظلم غير موجودة إلا بصفته
الجوع الغامض كالخوف
من أن نذهب الى آخر العمر
ولا نجد مكاناً ملائماً
للتخلص من ضجة البيت!

...

لا ندرس في الطفولة كتباً عن النسيان
أو عن الملل
فيجعل ذلك الطفل ذليلاً
وهو يواجه مرارات ضئيلة:
امرأة لطيفة تجعله يئن،
خطوة واحدة توجع ذاكرته
حديث عادي عن الموت يدفعه لتوقع نهاية الأنهار،
ليل نصف مضاء
يجعله يتأمل ظلاله الطاغية على الجدران
كأنه بزخم الأشياء المتاحة
يحاول أن يصير شاعراً !

...

أيتها المرأة
إذا كنت أمي
فدعيني أمرح حولك
كمدينة تداعب الماضي.
إذا كنتُ ابنتي
أريد أن أراك تفعلين شيئاً يحجب الحاجة.
اذا كنت زوجتي
دعي الموت يدخل كمتوترٍ
و ينهي حياة أحدنا
و لتكن حياتنا القادمة هادئة
فقد فهم كل واحد منا
أنه يفترض
ألا يأكل طعاماً سريعاً مع العائلة
ألا يقرأ كتباً تساعده على الفهم
ألا يتزوج!


# عامر الطيب...





من صفحة الشاعر على الفيسبوك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى