صلاح عبد العزيز - دكنةٌ خفيفة.. شعر

بفرض أننا أغبياء لأننا لم نستوعب الدرس
فكرنا قليلاً عبر الزجاج :
لم يكن العمال أتوا ليكملوا مسيرتهم
ولم يكن صانعو التواريخ مستيقظين هذا المساء
لأن الجديرين بالمحبة لا يرجون انتباه العابرين
لحظة انفتاح قاعة الفنون
وغير ذلك مما يدعيه الممثلون فى الدهليز
لأنهم لم يستوعبوا حاجز الصوت
ناظرين موهبة القتل
لمرة واحدة عبر المستنقع
ولأن بعد 5 دقائق يكون العالم قد تغير .
إنه الأرق يستحيل فواكه عطنة ..
وكيف إذا لم نبتهج :
- فى البحر متسع يطل عبر الدهليز .
فلماذا يلزم للسماء عباءةً
ولماذا لا يكتمل ما يهيئه العراة .
أيها اللون :
ليس للقمر اتزان عبر الزجاج ..
قدرٌ ضئيل من الضوء
- قليلاً عبر الدهليز -
سيرحل المهرجون والقليل من العادم
لا يستفز لو لم يكن هذا المساء .
ـ الحزنُ تحت الممراتِ داكنٌ
والفرحُ داكنٌ
وما قيل فى النبـأ الأخيرِ داكنٌ أيضاً
( هذا ما قاله عندما تأمل شاشة التلفاز )
فكان أن حطم النافذة ليلقى بنفسه من الطابق 27
غير أن المحققين لم يحفظوا السر فى انهزام المقاعد
تحت ساكنيها ..
ومن تلصص العيون .
المنهزمون خلف الممثلات لا ينسحقون
على خلاف المعهود من صراع المحبين
وفى صالة العرض - لحظة الإظلام - ينتظرون
قبلاتٍ معمرةً بالدكاكين ومستخدمى المصاعد
اليوميين وبضع أوزاتٍ إلى نهاية المشهد .
: إنهم نائمون وبأجسامٍ هزيلةٍ
دفعوا أرواحهم . لأبعد من هذا
لا أحد يسكن الغرف
وفوق هذا لا يكون سوى ما يتمناه
جائعٌ جنبَ نهرٍ وشاربٌ من مجرة .
هذا ما يلفت النظر
وعلى الدوام وبكامل البهجة
نلمس العالم عبر ما نتصور ..
ومع البعيد الذى لا يقاوَم
صور الراحلين مع الأشجار .
شخصان يبتهجان
قالا :
ـ رقم الغرفة .
ـ الأكر تسمع من بالداخل .
ـ لا نحتاج سوى سهم صغير..
ـ إذا حط المساء بعض أحزانه ..
ـ آه ..
ـ إلى مالا هناك لما لا نهاية ..
ـ أو .. هكذا ...
: إنهم يركضون :
البائعون / الحقائق
سنشهد المودعين ما لم يكن أحد
وفى حدود الإمكان قبالة المدخنة التى تشبه
أوزة راقدة نمسح ذاكرة القش وعين الطائر الأسود
- نعيد تركيب القدمين بعد تحطمهما بالطبع -
الشمس لا تخص المدينة وحدها
- أيها الراحلون للأعمال التافهة -
تنصب فوق مائدة الجرائد حولها الصبية
ولا شئ غير زرقة البحر ورائحة اليود .
فاركضوا حول الأسرة :
ـ من ما لا نهاية يرتفع الصوت ـ
ـ المساءُ صحوٌ برغم دكنةٍ خفيفةٍ
والقائمون بالأعمال لا يمسكون بالدفاتر
وعبر الممشى تعود الحقائقُ للسفن الغارقة .
- جثة على حافة النافذة ترقب الخطو فى الدهليز -
( طرقة .. طرقتان )
ـ لا أحد هنا ..
سيذكر المحققون ساعة الارتطام
فامنحنى دقيقة
أخرى كى أكسر آخر الذكريات .


صلاح عبد العزيز محمد



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى