فتحي مهذب - إعترافات غواص.. شعر

لماذا تعذبني يا الله
أنا لم أجرح مشاعر باخرة خجولة..
لم أقصف فراشة متعثرة
بأطراف أصابعي..
لم أرم جناحيها بحجارة البصر..
لم أهاجم أشباحا نائمة في مرآة
الأرملة..
لم أكنس نهدي قديسة بمروحة لساني..
لم أحطم زجاح ظلي العصابي بمطرقة..
لم أخدع شجرة ضحوكة..
تقيم قداسها الصباحي..
مع ثلة من العصافير المضطهدة..
لم أسحب طيارا ضريرا
من قمرة المخيلة..
لم أصنع مركبا من عظامي
لتهريب ذكريات متوحشة..
أعترف يا رب..
أني قتلت قسا طائرا في الهواء..
ورشقت يسوعا بزخات شك منهجي..
شتمت لقلقا يبكي أمام باب كاتدرائية..
طردت الملائكة والشياطين من
زقورة رأسي..
لماذا تعذبني يا رب..
لماذ يهددني سيمجوند فرويد
وقطيعه الوحشي..
في غابة العقل الباطن..
بنهاية غير سعيدة في رواية عبثية..
لماذا تئن زلازل مروعة فوق بلاطة صدري..
لماذا تزورني الكوابيس على أحصنة سوداء..
مدججة بأسلحة نووية..
لماذا تشتعل المظاهرات في أزقة
رأسي..
ويعتقل حمامة روحي ذئب مسلح
يا رب أنا لا أنام جيدا في الليل.
أعاني من داء المرتفعات..
لم أفلح في اخماد حرائق متناقضاتي..
منتظرا غواصة النهار..
لأنتشل رهائني من الأسر..
وأرتكب ذنوبا صغيرة
في حجرة الحواس .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى