فاطمة كرومة - مُهرةٌ في الريح.. شعر

تخْتفي السّنوات
لا خيْط يفْصل بيْنها أو بيْننا
لا خيْط لنُمسك بها
البارحة هاجرت إحداها
عرفنا ذلك من الرّيش المُتناثر على الفراش
في أيّة جهة من اللّيل تختفي؟
من أيّة جهة تُبعث ولاداتنا الجديدة؟
أريدُها كلّها
حٌزْمة واحدة
لا وقت لديّ لكسْر أسْرار الكوْن،
أمضي الكثير من العمْر
مسْتسْلمة للحيْرة في تحْليل عطْر جسدك
حيْث أجري مع دمك
أستنشق “الأوركيد” و “اللّيلك”
و روح كلّ الأزهار
القصيرة العمر،
مُتلمّسة الكون فيك
من النّمش المنثور على ظهرك
أجمع النّجمات
من على بلّور أصابعك
ألتقط آخر قطرات المطر
أصابعك التي تجري من تحتها الأنهار
و يجري من تحتها شَعري الهارب
مثل مُهرة في الرّيح
تلاحق سنواتنا المهاجرة.


  • Like
التفاعلات: الشاعر سعد جاسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى