فتحي مهذب - حامل المياه في سلال مثقوبة.. شعر

الضباب المعلق على حبل الغسيل..
مثل ملابس الكونت لوتريامون..
هذا الملعون بأشباحه الحزينة..
بقامته المغرورقة بزيزان الجنون.. بقدميه الشبيهتين بحافر حصان أخيل..
بثعالب عينيه المفلستين..
حيث الغابات المحترقة وبقايا أجنحة النوم الهشة..
حيث الرماد وأسرار الخيمياء..
السحليات ونثرها العدمي..
الصلوات المقلوبة على ظهرها
مثل حشرة كافكا في الخلوة المعتمة..
ها هو يصعد الدرج الخشبي..
يسمعني فاصلا موسيقيا
من صرير عظامه ..
كما لو أنه قائد أوركسترا في قاع الجحيم..
تنساب من عموده الفقري وحوش
ضريرة..
طنين الكلمات المضطهدة..
أذكر ليلتها
المطر الذي هاجم بيتي
بشراسة ..
هبوط مظليين وقناصة من نصوصه السوداء..
موت جاري بجرعة إضافية من النسيان السام..
إختفاء كلبي الأثير في سهول السافانا..
وأنا أتشمم مثل سلوقي أسيان رائحة أناشيد مالدورور..
أذكر حدبته المليئة بالدخان والضفادع..
صوته المسكون بسعال بنادق الصيد..
رائحة جثته الزنخة في الخان..
النسور العمياء التي تردد أناشيده
ملطخة بنثار الدم ..
أذكر أن الله قطع أصابعه الملعونة
ليحتفظ به في خزانته الأبدية..
وأنا أقرأ أناشيده المباركة..
لم أر نوحا ولا مركبه في المياه
العظيمة..
الطوفان الذي فر من نصوصه السوداء .
أذكر أنه ألبسني خاتمه الملعون..
لأكركر عربات الميتافيزيق
بيد مقطوعة ..
مستفردا بحصتي من دمار العالم .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى