بيسان عابد - انتحار بطيء.. شعر

إنها تتماثل للشفاء
وتخرج نحو الحياة
الفتاة.
تُخرج من "عِبها" أوراقا مطوية
مثل رسائل السجناء
ثم تلصقها وتبني بها بيوتاً كما نصنع بقطع الليجو.
الفتاة
إنها تجلس بعيداً عن سريرها
تضع خيباتها على ركبتيها
أحلامها
أحزانها
وماضيها
ثم تُمسِد على فرائها مثل قطة أليفة.
الفتاة.
إنها تحب أن تعيش في قرية صغيرة
مانارولا مثلاً
في ايطاليا.
وأن تستمع بشفقة متناهية إلى أندريه بوتشيلي الأعمى ..
لكن شقتها في الطابق الخامس
تبدو كاستديو
رغم ذلك تتسع لها
ولأحزانها التي تشاركها المعيشة.
الفتاة
إنها تتماثل للشفاء
تطلق العنان لقطتها
فتقفز من حِجرها
لتهدم بيوت الورق
إنها تتماثل سريعًا للشفاء
الفتاة.
تخرج إلى متنزه عام
من نافذة طابقها الرابع
بكسور في العظام
وخلفها تمشي قطتها
وقبل أن تقفز
الفتاة
جمعت كل حياتها التي تهدمت
وأضرمت فيها النار
ثم أخذت تمشي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى