صدمني حين قال ان قتل بني الانسان غايته، وحين وجدت كلماته تتخللها عبارات تأييد لأولئك الذين ينحرون البشر ويسوقونهم الى الموت، كان لقائي الاول به منذ زمن على «ماسنجر الفيسبوك، لم ار شكله بداية لانه لم يكن يضع صورته على حائط صفحته.
وكان حديثنا يتمحور حول احوالنا الشخصية، حدثني مرة انه يحب قريبته التي تقطن في مدينة اخرى من بلاد المغرب، وانه يشتاق لها كثيرا وان اباه لا يريده ان يتزوجها، لم يأتني بسبب ذلك الرفض ولم اشأ ان اغرق في تفاصيل تبدو مشابهة لما يحدث في مجتمعاتنا، وبعد مدة ارسل لي صورة له وهو يعمل في ورشة لصياغة الذهب، كان شابا ودودا، ابيض الوجه وذا عوارض جميلة ومازال بمقتبل العمر، احسبه لم يتجاوز الثانية والعشرين عاما، وارسل صورا لبعض مصوغاته الذهبية، كانت جميلة تحكي براعة المغاربة في فنون النقش والزخرفة. عندما اغيب يسأل اين انت ياشيخي! لم اكن شيخا لا بمفهوم ديني او دنيوي لكنه كان يحب مناداتي ب«شيخي « كانت احاديثنا تتنقل بين ادب وفن واعترف هنا ان احاديثنا كانت تتطرق لغراميات كل منا ومغامراته العاطفية، استمرت علاقة صداقتنا تزداد متانة، الا في فترتها الاخيرة، حين كان يكتب بصفحته عن اشياء تفوح منها رائحة الدم، كلمات تهيج للقتل وتدعو للانتقام.كان مايكتبه نقيض ماكان يحدثني به، فقد كان مسالما ودودا معي وكان منتقما تكفيريا لم يبق حاكما الا ووصفه بالطاغوت ولا كاتبا الا بالزندقة ولا فنانا الا بالعهر والسفاهة بل لم يسلم منه علماء الدين فوصف بعضهم بالزيغ والانحراف.كل هذا كان يكتبه بصفحته العامة، كانت الاعلام السوداء ترفرف في منشوراته، وكلمة الكفر والطاغوت تتردد في كتاباته.
وكنت بكل مرة يكتب اناقشه واحاول ان أُبين له ان هذا طريق الموت ولكنه يراوغ ولايقتنع فقد كان هناك دجال بلحية حمراء يحشو رأسه بالافكار التي تقتل صاحبها ومن حوله، كان يستشهد بكلامه عندما اناقشه ويقول قال مولانا ابو حربه.فترت علاقتي به ولا اخفيكم انني صرت اكرهه، بل اني حذفته من قائمة صفحتي وحذفت كل صلة لي به، فقد رأيته مشروع انتحار وموت يتشكل امام عيني، ولم يكن بوسعي عمل شي. فأرسلت له رسالة بأنني لا اريد ان يكون لي صديق مجرم. بعد عام كامل من القطيعة رن تلفوني، ترددت في الرد كعادتي عندما يتصل بي احد من رقم لا اعرفه، إلا ان فضولي هذه المرة دفعني للرد وخصوصا ان الرقم من خارج البلد.
السلام عليكم شيخي كان هو ! كنت على وشك ان اضغط لرفض مكالمته الا انه قال ارجوك اسمع كلماتي هذه فربما هي اخر ماتسمعه مني ! قلت تفضل، قال: لم استمع لنصيحتك والان لا اظن هناك طريق للعودة ! الموت الذي زرعناه في كل مكان سيقطف اعناقنا الان. سكت، وكنت اسمع إجهاشه ببكاء مر يحاول ان يكضمه، قلت له اهدأ وقل لي ماالذي حصل ؟ قال القصة طويلة، وسفرنا كان طويلا ايضا. ولكن بعد ان رأيت قنابلنا تمزق اشلاء الاطفال والنساء والبسطاء من الناس، لم استطع ان استمر في هذا الاجرام.
قلت مقاطعا: اهرب، ستجد طريقا، انقذ نفسك، قال لي بلغةٍ محبطة لقد فات الاوان ياشيخي فقد حاولت والان لا مجال للهرب وبعد ساعات سيُزهقون هذه النفس.
انهم يحققون لي امنيتي الاخيرة الان جزاء مساهمتي السابقة معهم في اجرامهم اتدري ياشيخي قلت : ماذا ؟ قال :أنا الان مرتدا بنظرهم وسيقيمون علي حكم الردة !!..
سكت قليلا ثم قال : انا صديقك الان ولست مجرما أليس كذلك ؟! قلت :نعم، نعم هو كذلك قال : اتصل على عائلتي وقل لهم انني لم اعد ارهابيا وانني كنت ضحية من ضحايا الارهاب، ولاتنس ان تترك رسالة باسمي الى كل شباب قريتنا ان يذهبوا بكل طرق الحياة ولايختاروا طريق الموت، كانت العبرة تكاد تخنقه واقفل السماعة….نظرت بجوالي فوجدت رسالة فيها رقم بيته بالمغرب وعنوانه، وشرعت في كتابة رسالة جديدة الى بلاد المغرب البعيدة، تحمل نعي صديقي ووصيته، مازلت احتفظ بتلك الرسالة وصورته الجميلة وبجانبه مصوغاته الفنية بارعة الجمال. 23سبتمبر 2016
وكان حديثنا يتمحور حول احوالنا الشخصية، حدثني مرة انه يحب قريبته التي تقطن في مدينة اخرى من بلاد المغرب، وانه يشتاق لها كثيرا وان اباه لا يريده ان يتزوجها، لم يأتني بسبب ذلك الرفض ولم اشأ ان اغرق في تفاصيل تبدو مشابهة لما يحدث في مجتمعاتنا، وبعد مدة ارسل لي صورة له وهو يعمل في ورشة لصياغة الذهب، كان شابا ودودا، ابيض الوجه وذا عوارض جميلة ومازال بمقتبل العمر، احسبه لم يتجاوز الثانية والعشرين عاما، وارسل صورا لبعض مصوغاته الذهبية، كانت جميلة تحكي براعة المغاربة في فنون النقش والزخرفة. عندما اغيب يسأل اين انت ياشيخي! لم اكن شيخا لا بمفهوم ديني او دنيوي لكنه كان يحب مناداتي ب«شيخي « كانت احاديثنا تتنقل بين ادب وفن واعترف هنا ان احاديثنا كانت تتطرق لغراميات كل منا ومغامراته العاطفية، استمرت علاقة صداقتنا تزداد متانة، الا في فترتها الاخيرة، حين كان يكتب بصفحته عن اشياء تفوح منها رائحة الدم، كلمات تهيج للقتل وتدعو للانتقام.كان مايكتبه نقيض ماكان يحدثني به، فقد كان مسالما ودودا معي وكان منتقما تكفيريا لم يبق حاكما الا ووصفه بالطاغوت ولا كاتبا الا بالزندقة ولا فنانا الا بالعهر والسفاهة بل لم يسلم منه علماء الدين فوصف بعضهم بالزيغ والانحراف.كل هذا كان يكتبه بصفحته العامة، كانت الاعلام السوداء ترفرف في منشوراته، وكلمة الكفر والطاغوت تتردد في كتاباته.
وكنت بكل مرة يكتب اناقشه واحاول ان أُبين له ان هذا طريق الموت ولكنه يراوغ ولايقتنع فقد كان هناك دجال بلحية حمراء يحشو رأسه بالافكار التي تقتل صاحبها ومن حوله، كان يستشهد بكلامه عندما اناقشه ويقول قال مولانا ابو حربه.فترت علاقتي به ولا اخفيكم انني صرت اكرهه، بل اني حذفته من قائمة صفحتي وحذفت كل صلة لي به، فقد رأيته مشروع انتحار وموت يتشكل امام عيني، ولم يكن بوسعي عمل شي. فأرسلت له رسالة بأنني لا اريد ان يكون لي صديق مجرم. بعد عام كامل من القطيعة رن تلفوني، ترددت في الرد كعادتي عندما يتصل بي احد من رقم لا اعرفه، إلا ان فضولي هذه المرة دفعني للرد وخصوصا ان الرقم من خارج البلد.
السلام عليكم شيخي كان هو ! كنت على وشك ان اضغط لرفض مكالمته الا انه قال ارجوك اسمع كلماتي هذه فربما هي اخر ماتسمعه مني ! قلت تفضل، قال: لم استمع لنصيحتك والان لا اظن هناك طريق للعودة ! الموت الذي زرعناه في كل مكان سيقطف اعناقنا الان. سكت، وكنت اسمع إجهاشه ببكاء مر يحاول ان يكضمه، قلت له اهدأ وقل لي ماالذي حصل ؟ قال القصة طويلة، وسفرنا كان طويلا ايضا. ولكن بعد ان رأيت قنابلنا تمزق اشلاء الاطفال والنساء والبسطاء من الناس، لم استطع ان استمر في هذا الاجرام.
قلت مقاطعا: اهرب، ستجد طريقا، انقذ نفسك، قال لي بلغةٍ محبطة لقد فات الاوان ياشيخي فقد حاولت والان لا مجال للهرب وبعد ساعات سيُزهقون هذه النفس.
انهم يحققون لي امنيتي الاخيرة الان جزاء مساهمتي السابقة معهم في اجرامهم اتدري ياشيخي قلت : ماذا ؟ قال :أنا الان مرتدا بنظرهم وسيقيمون علي حكم الردة !!..
سكت قليلا ثم قال : انا صديقك الان ولست مجرما أليس كذلك ؟! قلت :نعم، نعم هو كذلك قال : اتصل على عائلتي وقل لهم انني لم اعد ارهابيا وانني كنت ضحية من ضحايا الارهاب، ولاتنس ان تترك رسالة باسمي الى كل شباب قريتنا ان يذهبوا بكل طرق الحياة ولايختاروا طريق الموت، كانت العبرة تكاد تخنقه واقفل السماعة….نظرت بجوالي فوجدت رسالة فيها رقم بيته بالمغرب وعنوانه، وشرعت في كتابة رسالة جديدة الى بلاد المغرب البعيدة، تحمل نعي صديقي ووصيته، مازلت احتفظ بتلك الرسالة وصورته الجميلة وبجانبه مصوغاته الفنية بارعة الجمال. 23سبتمبر 2016
