أمين الزاوي - قراءة انطباعية في رواية " الأقبية المتسخة" لبلقاسم مسروق

رأت رواية "الأقبية المتسخة" للروائي والإعلامي بلقاسم مسروق بكثير من المتعة...
تفتح الرواية سردها ومنذ البداية مع الجد العياشي... شخصية مثيرة وثرية وإشكالية على مستوى الوعي التاريخي والديني والإنساني... بطل يشبه الشخصيات الخرافية ولكنها تحمل بصدق واقعها وتناقضاته. شخصية كأنها تنزل من القرن الثامن عشر بكثير من حب الحياة وحب المغامرة.
ثم تنطلق الرواية بلقاء البطل بزكية الأستاذة الجامعية... وهي العلاقة المركزية التي منها تتطور جميع الشخصيات الأخرى، تكشف لنا هذه العلاقة مجتمعا مقموعا وقامعا حيث الجميع يراقب الجميع مدعيا دفاعه عن الأخلاق الفاضلة والانتماء
إليها، وتلك كلها ثقافة نفاق يغرق فيها الفرد والجماعة على السواء.
ومن خلال هذه العلاقة "الساخنة" يحاول الروائي أن يقدم مفهومه لثقافة الجسد والرغبة والكبت..
الالتجاء إلى تونس لممارسة العلاقة ما بين البطل وزكية تكشف نفاق المجتمع الجزائري.
تطرح الرواية أيضا مسألة في غاية الأهمية وهي أن الشهادة الجامعية العليا "دكتوراه" لا تعني مطلقا تحررا من المنغلق الاجتماعي ولا هي الطريق إلى الوعي المتقدم في قراءة المجتمع والذات.
زكية الجامعية والدكتورة تفكر فيما تفكر فيه أية امرأة عادية... زواجها بالفلسطيني هو زواج تأدية الواجب...
زكية بهذه المواصفات التي يقدمها الروائي نموذج يمثل بشكل كبير قطاعا مهما من الجامعيات .... في ظل مجتمع مكبوت...
في الرواية "الخارج جغرافيا" هو دائما فضاء للتحرر؛ ذهاب البطل إلى فرنسا لتربص...
تتطور الأحداث الروائية بشكل فجائي... ظهور شخصية زوج زكية الفلسطيني في النهاية... واختفاء زكية لنكتشف بأنها اختطفت زوج لينا ...
علاقة البطل بلينا وعودتها إلى البلد والالتقاء به صدفة في آخر الرواية يطرح بعض السؤال في الإقناع الحدثي...
رواية "الأقبية المتسخة" نص مليئ بالأحداث ااموزعة على فضاء متعدد ومفتوح من قسنطينة إلى بيروت فتونس ففرنسا...
شعرت بأن كثيرا من الأحداث والوقائع تم اختصارها كثيرا... كان يمكن أن تكون الرواية بحجم أكبر نظرا للعلائق المثيرة والكثيرة التي طرحتها الرواية وتم القفز عليها أو الانتهاء منها على عجل ..
النص فيه جرأة كبيرة خاصة فيما يتصل من حديث حول المثلية(عشيق زكية الأول الي يموت في جهاد النكاح اللواطي... )
لغتها فيها كثير من العنف و"الشعرية الوقحة".
في ختام هذه القراءة-الانطباع أصدق القارئ القول أنني قرأتها بمتعة وبنفس واحد وفي جلسة واحدة... وكثيرا من المرات مع نوبات ضحك!!!

شكرا لقلم وجرأة الروائي بلقاسم مسروق.

(القراءة القادمة ستكون لرواية "ليل الغواية" الرقيق طيبي Rafik Taibi)

أمين الزاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى